أكّد الموفد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السيد الكسندر لافرينتييف، عقب اجتماعه مع الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري في قصر بعبدا، اليوم الخميس، أنَّه "من المهم تهيئة الأجواء الملائمة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم"، مشيراً إلى أنَّ "الحكومة السورية أبلغتنا بالأمس خلال لقائنا مع الرئيس السوري بشار الأسد، استعدادها لاستقبال كل من يرغب من السوريين في العودة الى أرضه، وتوفير كل الشروط اللازمة لهم للعودة الى وضعهم الطبيعي".
وقال لافرينتييف في تصريحه أمام الصحافيين: "إن زيارتنا إلى لبنان، تمت وفق تعليمات مباشرة من الرئيس الروسي، من أجل البحث مع فخامة الرئيس والسلطات اللبنانية، في مسائل اساسية متعلقة بالوضع في المنطقة وبالأخص في سوريا، وتأثيرها على دول أخرى ومنها لبنان. لقد وضعنا فخامة الرئيس في أجواء المبادرة التي اطلقها الرئيس فلاديمير بوتين في ما خص عودة النازحين، علماً أن لبنان والاردن يستقبلان كل منهما نحو مليون نازح، وتركيا نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نازح، ولكن العدد الاجمالي لكل النازحين السوريين في مختلف انحاء العالم يبلغ نحو 6 ملايين ونصف المليون وفق احصاءات الامم المتحدة".
وتابع: "لقد كانت مباحثاتنا بناءة ومثمرة في هذا الخصوص، ولقد ابلغت فخامة الرئيس ورئيس الحكومة اننا تلقينا اشارات ايجابية جداً من السلطات السورية، وهناك نازحون يعودون بشكل يومي بدفعات صغيرة، ويعلم العائدون انه ليس هناك اي تهديد من قبل الحكومة والقوى الشرعية السورية التي تسيطر على المناطق التي تشهد عودة النازحين. انها بادرة جيدة للنازحين الذين لا يزالون على الاراضي اللبنانية والاردنية والتركية، تدفعهم إلى التفكير بأنه حان الوقت للعودة الى ارضهم، لانهم هم فقط قادرون على اعادة بناء وطنهم واعماره".
وتابع لافرينتييف: "لقد شددنا خلال اللقاء، على أهمية الابقاء على التعاون الوثيق في التعامل مع هذا التهديد الخطير، واتخاذ كل التدابير اللازمة لوضع حد له. نعلم جميعاً انه ليس باستطاعة الحكومة السورية تأمين الاموال اللازمة بسبب الوضع الراهن، ونعتمد على المجتمع الدولي للمساعدة في هذا المجال، فهذا الامر له طابع انساني وليس سياسياً، ومن دون المساعدة الدولية سيكون من الصعب جداً خلق الاجواء الملائمة للسوريين الراغبين في العودة، كونهم لا يعلمون كيفية العيش بعد وصولهم الى سوريا".
ولفت لافرينتييف إلى أنَّ "الوضع في سوريا يميل الى الهدوء، والحرب على الارهاب وعلى "داعش" وصلت الى نهايتها"، وقال: "بالطبع هناك حاجة لبعض الوقت للتعامل مع ما تبقى من الارهابيين وتحرير الارض السورية منهم ونأمل ان يتم ذلك، ليس فقط على الاراضي السورية بل على اراضي الدول التي يتواجدون فيها".
ثم دار بين السيد لافرنتييف والصحافيين الحوار التالي:
سئل: ما هو عدد النازحين السوريين الذين تفكرون باعادتهم من لبنان؟
اجاب: لقد تبلغنا ان العودة بدأت وهناك نحو الف نازح قد عادوا بالفعل خلال الاسبوعين الاخيرين، ونعتقد ان المسألة ستستمر، والمهم هو القيام بالخطوة الاولى وسرعان ما ستتحول الى كرة ثلج ستكبر حتماً مع الوقت.
سئل: ماذا كان الجواب اللبناني على المبادرة الروسية؟
اجاب: من المهم التفكير بخطة لاعادة النازحين السوريين الى ارضهم، وهناك الكثير من المسائل المتعلقة بهذا الشأن، ومنها قلة الثقة والتمويل المالي اللازم، ولكنها امور قابلة للحل، وقد قررنا القيام بتعاون بشكل دوريّ.
سئل: ما هي الضمانات التي يمكن لروسيا ان تعطيها للنازحين من اجل العودة؟
اجاب: ان الحياة العادية تعود الى سوريا، والحكومة تعطي ضمانات امنية للنازحين الراغبين في العودة، وقد صدر بيان رسمي من الحكومة حول هذا الامر، ولا مانع من العودة وممارسة الحياة المدنية الطبيعية بعيداً عن الافكار الراديكالية واللجوء إلى القتال.
سئل: ما هو تأثير معارضة اطراف لبنانية التفاوض مع الحكومة السورية، على مهمتكم؟
اجاب: هناك وجهات نظر مختلفة داخل المجتمع اللبناني، ولكن اعتقد ان الشعور العام هو ان النازحين عبء على الدول التي تستضيفها، وهو ما تعاني منه اوروبا على سبيل المثال. هذا لا يعني حصول اجماع على وجهة نظر واحدة في المجتمعات. وفي لبنان، اعتقد ان الجو العام هو التعاون مع هذه المبادرة من اجل عودة النازحين.
سئل: هل تلقيتم اشارات من الولايات المتحدة حول مهمتكم؟
اجاب: لقد تم اثارة هذا الامر خلال قمة هلسنكي، ولم يكن هناك من نتيجة ملموسة ولكن الرئيس الروسي قرر القيام بالتعاون والتنسيق على اساس المساعدات الانسانية. اما في ما خص النازحين، فأعتقد ان الادارة الاميركية تحتاج الى وقت لتبلور بعض الافكار.
سئل: ما هي المناطق التي ستشهد عودة النازحين؟
اجاب: نحن نتكلم عن كل الاراضي السورية التي تسيطر عليها الحكومة السورية، والنتائج تظهر من خلال مباشرة عدد من النازحين بالعودة.