يبدو أن ما قيل عن مبادرة روسية أو مساهمة تقودها موسكو من أجل إعادة النازحين السوريين في لبنان إلى بلادهم، لا يعدو كونه محاولة لتجميل واقع ما قام به الوفد الروسي في بيروت حيث لم يقدم أي مبادرة حقيقية تُخرج الرئيس المكلف سعد الحريري من عنق زجاجة الشروط السورية التي تربط حلّ بعض القضايا العالقة مع لبنان بالتنسيق بين الحكومتين.
ووفق مصادر مطلعة فإن المبادرة الروسية هي نقل للمطالب السورية بصورة مجمّلة، إذ إن الحديث عن تعاون الحكومة السورية وإعطائها الضمانات وتسهيلها عودة النازحين السوريين إلى قراهم يرتبط بأن يكون التنسيق رسمي مع الحكومة اللبنانية، حتى أنه، ووفق ما بات معلوماً، فمثلاً إقترنت الإيجابية بضرورة أن يصبح اللواء عباس إبراهيم الذي ينسق اليوم مع الحكومة السورية بصفته موفداً رئاسياً، مبعوثاً يمثل الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية معاً.
وتعتبر المصادر أن التعاون الروسي الذي أعلن عنه من خلال القيام بالمصالحات في الداخل السوري لتطمين من يرغبون في العودة، لا يعدو كونه شرحاً لما تقوم به موسكو منذ أشهر طويلة بين المسلحين والجيش السوري في مختلف المناطق السورية.
وترى المصادر أن الوفد الروسي قدم مخرجاً شكلياً للدولة اللبنانية للإنتقال إلى مستوى جديد من التنسيق مع النظام السوري، يجحة أن التواصل هو مع موسكو وليس مع دمشق، لكن الواقع مختلف خصوصاً أن إجتماع بعبدا لم يؤدي إلى حل أزمة المعابر وتحديداً معبر نصيب الذي يعتبر حلاً لأزمة بعض المزارعين في لبنان، حيث كرر الموفد الكلام المنسوب سابقاً إلى مصادر سورية والذي يصر على تطبيع العلاقات مع الحكومة اللبنانية بالتوازي مع تنازلات سياسية أردنية يتبعها فتح المعبر الذي يستفيد منه البلدين.