ينتظر سكّان الكوكب حدثين فلكيين الليلة (مساء الجمعة – السبت). الحدث الأول هو خسوف قمري كلي هو الأطول بين عامي 2001 و2100، يتلون خلاله القمر باللون الأحمر بحيث يمر القمر عبر الظل المظلم للأرض، مكتسباً لوناً وردياً، والحدث الثاني يتمثل باقتراب المريخ من الأرض في أقرب مسافة.
كيف يمكن للبنانيين مشاهدة الحدثين؟
الخبير في شؤون الفضاء رئيس تحرير مجلة "علم وعالم" مجدي سعد أكدّ عبر "لبنان 24" أنّ بإمكان اللبنانيين مشاهدة الحدثين الليلة بدءاً من الساعة 8 و 14 دقيقة مساءً، بالعين المجردة من خلال مراقبة القمر الذي سيتحول شيئاً فشيئاً إلى اللون الأسود. يبدأ الدخول تحت ظل الأرض عند الساعة 9 و24 دقيقة، وعندها يتضح اللون الأسود أكثر للعين المجردة، وفي تمام الساعة العاشرة والنصف يبدأ الخسوف الكلي، بحيث تكون الارض على تماس مع قلب الظل. وعندها يميل القمر إلى اللون الأحمر. وأضح سعد أن من يمتلك تلسكوب سيمكنه مشاهدة الحدثين معا، في حين أن الخسوف يمكن مشاهدته بالمنظار أو بالعين المجردة من دون أي خطر على النظر.
سعد يواكب الحدث ويكشف عن مواكبة استثنائية من قبل طلاب المدارس وفي مركزين: "لأول مرة في تاريخ لبنان تتولى مدارس تنظيم مواكبة حدثاً فلكياً. المدرسة الاولى هي ثانوية دار العلوم في العمروسية قضاء عاليه، وسأكون هناك مع التلسكوبات الخاصة بي بنقل مباشر عبر قناتي المنار والـNBN. والمدرسة الثانية التي ستواكب الحدث هي مدرسة la cime في السمقانية– قضاء الشوف، بحيث تواكب الحدث من محمية أرز الشوف بوجود متابعين للحدث من كل لبنان، ومن خلال تلسكوب موصول على الشاشة. وبالتالي سيقترن شعار لبنان أي الأرزة بالعلم والفكر".
متابعة الحدث من أرز الباروك سيكون بتنظيم شوقي ضو، بعد أن تولى سعد تقديم المشورة لتُكلل المتابعة بالنجاح. ونصح سعد بتأمين عدد من النواظير الصغيرة قائلاً "المنظار يحصر القرص القمري ضمن دائرة النظر، وعندها يتجلى المشهد بأروع ما يكون، من هنا جمالية متابعة الخسوف من خلال المنظار وليس التلسكوب".
وأضاف سعد أنّه "بإمكان اللبنانيين متابعة الخسوف من منازلهم بالعين االمجردة أو باستخدام الناظور، ويمكنهم توثيق اللحظة بتصويرها بعدسات هواتفهم".
أربعة طلاب من ثانوية العمروسية سيتولون الليلة مواكبة الحدث وشرح الحدث والتعليق عليه، بعد أن دربهم الخبير الفلكي مجدي سعد، وكذلك الأمر في أرز الشوف. وهو يرى في ذلك جانب معرفي وتثقيفي للطلاب على قدر كبير من الأهمية.
وعن تسمية خسوف القمر بـ "القمر الدموي" يرفض سعد هذه التسمية لما توحي به من رعب لا سيما وأنّ لون القمر سيميل إلى الأحمر ويمكن تسميته بالقمر الوردي.
أمّا بشأن حدث إقتراب المريخ من الأرض، يوضح سعد أنّ المريخ سيكون الليلة في أقرب نقطة من الارض منذ العام 2003. ويمكن أن نشاهده وسيظهر تحت القمر بقليل على اليمين منه كنجمة برتقالية اللون مضاءة ومتوهجة.
جمالية المشاهد هذه وتزامنها يكمن بحسب سعد في نسبة سرعة دوران الكواكب من بعضها البعض، "وتسمى النسبة الذهبية التي اكتشفها الإغريق وقد استخدموها في الرسومات والفن، وهذه النسبة تتجلى في العديد من مظاهر الحياة والكائنات، وهي موجودة في كرز الصنوبر، في المسافة التي تبعد العين عن الأخرى في وجه الإنسان، في زهرة دوار الشمس، وهي نفسها موجودة في الاهرامات وفي دوران الكواكب والاقمار حول بعضها.. شي بياخد العقل" يختم سعد.
ومن هنا تسمية القمر الدموي وهي تسمية تحمل في طياتها رعبا غير مبرر لإستثارة الرعب والخوف، لكنه في الحقيقة من أجمل المشاهد التي يمكن أن يشاهدها الإنسان في حياته وهو ليس دمويا ومن الممكن تسميته البرتقالي أو الخسوف الوردي.