لم يكن الأسبوع الأخير من شهر تموز الحالي عادياً بالنسبة إلى أبناء الشمال . أقلُّ ما يمكن القول عنه أنه "الأسبوع الأسود"، وهو وصفٌ بسيطٌ لـ "مشهدية الإنتحار" التي باتت تتكرّر بشكلٍ شبه يومي.14 حالة سجلت، بين انتحارٍ ومحاولة انتحار، وهو رقمٌ خطيرٌ جداً، في ظل غياب أي معطيات عن الدوافع والأسباب.اليوم السبت، عادت "المشهدية السوداء" إلى الواجهة مجدداً، وهذه المرّة في بلدة بحنين – قضاء المنية. فقد أدخلت السورية "آلاء . أ." وهي من سكان البلدة إلى مستشفى الخير، إثر تناولها كمية من السم والأدوية.قبل آلاء، كانت "مادونا.ي" ضحية هذا المسلسل. منذ أسبوع أيضاً، نقلت مادونا إلى مستشفى سيدة السلام في القبيات لتلقي العلاج، بعد تناولها السم في منزلها. أمّا لناحية الأسباب، فردّها مقربون إلى مشاكل مع عائلتها بسبب علاقة عاطفية.ومن بحنين والقبيات إلى بلدة الحصنية العكارية. هناك أيضاً، وصل "كابوس" الإنتحار إلى منزل "إسراء.ن"، إبنة الـ21 عاماً. الطريقةُ نفسها والنتيجة واحدة: محاولة الإنتحار من خلال تناول كمية كبيرة من الأدوية.ما ظهرَ من هذه الحالات قد ظهر، ولكن ما خفي قد يكون أشدّ خطورة. في لبنان، محاولة إنتحار كل 6 ساعات، وحالة انتحار كل يومين ونصف يوم، بحسب إحصاءات "قوى الأمن الداخلي".وبحسب الأرقام، فإن النصف الأول من العام 2018 شهدَ على 100 حالة. وحتى الشهر الجاري (تموز 2018)، هذه النسبة ارتفعت بشكلٍ كبير. كل هذه المعطيات تفتحُ الباب أمام كارثة، تهدد المجتمع برمّته.