Advertisement

لبنان

عون يمهل الحريري 48 ساعة... وبري يسقط "حكومة الأكثرية"

Lebanon 24
31-07-2018 | 22:55
A-
A+
Doc-P-498532-6367056743075596195b61211ce969b.jpeg
Doc-P-498532-6367056743075596195b61211ce969b.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تشكّل مناسبة عيد الجيش، اليوم، محطّة يعوّل عليها في عملية التأليف الحكومية، لا سيّما وان اجتماعاً سيعقد بعد انتهاء الاحتفال يجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، ومن المتوقع أن يكون الملف الحكومي الأبرز في اللقاء، لا سيّما بعد الكلمة المرتقبة للرئيس عون في حفل تسليم السيوف لضبّاط دورة "فجر الجرود" المتخرّجين من الكلّية الحربية حيث يُنتظر أن يعطيَ مقاربةً واضحة وصريحة للتطوّرات الداخلية والإقليمية، وكذلك لبعض الملفات المطروحة وما يواجه لبنان في هذه المرحلة الحرجة من استحقاقات حكومية وسياسية وأمنية واقتصادية.

عون: على الحريري وقف الدلع

ونقل زوار قصر بعبدا عن رئيس الجمهورية عبر "النهار" قوله انه "اذا استمرّ تعثّر قيام حكومة وحدة وطنية فلتكن حكومة اكثرية بمن حضر، ولتكن المعارضة في مجلس النواب، وقال: "إن على الرئيس المكلف أن يحزم أمره في هذين اليومين وان يضع حدا للدلع السياسي الظاهر في مطالب مبنية على حسابات خاطئة."

وأكّد بحسب "الحياة" حتمية تأليف الحكومة في وقت قريب، لأن البلد لا يتحمل أي تأجيل في ظل تطورات إقليمية حاسمة وتدخل روسي فاعل لحل مشكلة النازحين السوريين التي تشكل أولوية مطلقة عنده لما لها من انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، خصوصاً أن الأمر مرتبط بمؤتمر "سيدر" الذي يشترط أيضاً قيام حكومة ترعى خطة اقتصادية لتطبيق آلية صرف المساعدات المالية التي أقرها المؤتمر لإعادة العافية إلى دورة الحياة في البلاد، والشروع بحملة تطهير شاملة في قطاعات الدولة لمكافحة الفساد والنزف المتواصل في الإدارات العامة تمهيداً لمرحلة النهوض والإنقاذ. وأتى إعلان البنك الدولي أمس عن محفظة للبنان قيمتها بليوني دولار دليل ثقة إضافية بلبنان».

باسيل ينفتح على بري

وتزامن هذا الطرح مع زيارة وزير الخارجية جبران باسيل لعين التينة ولقائه الرئيس نبيه برّي للمرة الأولى بعد القطيعة بمبادرة من نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وأفادت مصادر "تكتل لبنان القوي" لـ"النهار" انه كان تطابق في الملف الحكومي وكان بري وباسيل متفقين على ضرورة اعتماد معايير واضحة لحكومة وحدة وطنية. وتأكد للرئيس بري من أين تأتي العرقلة ومن يقوم مطالب غير محقة، اذ ان الكل مستعجل لتشكيل الحكومة ولا نفهم أسباب التأخير.

وعلمت "الجمهورية" انّ اجواء اللقاء "كانت ودّية"، ودار خلالها البحث حول قضايا مختلفة، وشكّل الوضع الحكومي نقطة البحث الرئيسة فيه واستحوَذ على معظم اللقاء.

وأوضحت مصادر المجتمعين لـ"الأخبار" أن "شقاً من اللقاء كان استراتيجياً، وكان هناك توافق كبير على مقاربة قضايا المنطقة والحرب في سوريا وملف النازحين". وكذلك الأمر في ما يتعلق بملف تأليف الحكومة و"ضرورة اعتماد مبدأ وحدة المعايير"، مع التشديد على "أننا كلنا نريد حكومة وحدة وطنية ونريد سعد الحريري على رأسها". كذلك فإن الرؤية كانت متقاربة في أن سبب التأخير في تأليف الحكومة يبدو خارجياً أكثر منه خلافاً على الحصص والحقائب، وفي "أن هناك محاولة للتشاطر عبر إظهار منسوب كبير من التفاؤل ومحاولة رمي التعطيل على أطراف أخرى".

وأكد بري لرئيس "التيار الوطني الحر" أحقية المطالب الوزارية لحزبي "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي"، فأيد مطلب منح "القوات" 4 مقاعد وزارية وحرصه على إرضاء رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.

وخلال حديثه بدا باسيل مستاءً من المناخ العام الذي يضعه هو في موقع المسبّب بتعطيل تأليف الحكومة. وحسب المعلومات "الجمهورية" فإنّ بري وباسيل تبادلا الافكار والآراء حول الوضع الحكومي، لكن من دون التركيز على نقطة او تفصيل محدد. وكان اللافت في هذا المجال تعمُّد بري نعيَ فكرةِ "حكومة الاكثرية" امام صاحب هذه الفكرة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، حيث كرّر إصراره على "نّ البلد لا يقوم إلّا بحكومة وحدة وطنية"، مشدداً على "أنّ الحوار والتلاقي هما السبيل الى حلّ كل الالتباسات والعقبات، والأهم هو عدم تمترسِ ايّ طرف خلف مواقفه وشروطه لأنّ هذا التمترس لا يوصِلنا الى شيء، بل يُبقي على الأزمة مكانها. واستشهد بري بعبارة وردت في إحدى خطبِ البابا فرنسيس يشدّد فيها على الحوار، وتلاها على مسمع باسيل".

وفي المعلومات ايضاً أنّ باسيل كرر القول مرّات عدة خلال اللقاء ما مفاده "أنّنا لا نستهدف احداً ولا أيّ طرف، وأنّ ما نقوم به فقط هو انّنا نطالب بحصّتنا نحن كتيّار وطني حر وتكتل "لبنان القوي"، وإذا أراد احد ان يعطيَ فليعطِ من حصته"، وقال: "إنّ هناك من يُحمّلني مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة، مع العِلم انّني لا اطالب إلّا بحصتنا لا اكثر".

ووفقاً لمعلومات "اللواء" فإن الرئيس برّي اثار الحاجة إلى إعادة وصل ما انقطع مع الرئيس الحريري، من زاوية حرصه على حكومة وحدة وطنية، لأن حكومة الأكثرية، قد تؤدي إلى انقسام داخلي لبنان في الغنى عنه في هذه المرحلة.. كما علمت "اللواء" ان باسيل أبلغ برّي استعداده لتلبية أية دعوة لزيارة بيت الوسط والاجتماع بالرئيس الحريري، وفي هذا الاطار، لفتت مصادر تكتل "لبنان القوي" لـ"الجمهورية" الى أنه "عندما يطلب الحريري من باسيل اللقاء يلبّي". وشدّدت على انّ العلاقة بينهما "جيّدة"، وأنّ "الاتصالات قائمة".

وبناءً عليه، أوفد الرئيس برّي معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل للقاء الرئيس الحريري في بيت الوسط، ناقلاً إليه ان البحث يمكن ان ينطلق مما تمّ التداول فيه بين الرئيسين عون والحريري في لقاء بعبدا الأخير.. ووصفت مصادر مطلعة على لقاء الحريري - الخليل "حراك باسيل، بمحاولة الالتفاف بعد التوتر الحاصل بينهما"، مؤكدة لـ"الشرق الأوسط" أنه لم يسجل أي نتائج إيجابية على خط التأليف لغاية الآن.

من جهتها، رأت مصادر بري أن زيارة باسيل لا بد أن تؤسس لإيجابية ما على خط الحكومة، والوضع السياسي العام في لبنان، وقالت لـ"الشرق الأوسط": "نأمل في أن تكون بداية لكسر جليد التشنج في البلاد، وأن تكون إحدى إيجابياتها الخروج من الدوامة التي نعيش فيها".

بري: أنا لست وسيطاً

وفيما اكتفى بري بالاشارة امام زوّاره الى "انّنا ركّزنا خلال اللقاء على الوضع الحكومي"، ردّ على سؤال حول ما اذا ذخل على خط الوساطة قائلا: "أنا لستُ وسيطاً ولم يفوّضني احد بذلك، ولكن تبعاً لِما جرى خلال اللقاء مع الوزير باسيل احببتُ أن ابادر الى نقلِ الايجابيات التي يمكن ان تقرّبَ بين المواقف". وأكّد "انّ الاهمّ هو عدم تمترس جميع الاطراف خلف مواقفهم".

وسُئل بري ايضاً عمّا يُحكى عن مطالب بعض الافرقاء بأن تكون حصصهم في الحكومة نسبةً الى احجامهم النيابية، فقال: "اذا اعتمدنا هذه النسبية، فمعنى ذلك انّ حصتي انا كثالث اكبر كتلة نيابية تكون اكبر ممّا ارتضيناه، أي ثلاثة وزراء، وقد ارتضَينا بهذه الحصة في سبيل تسهيل تأليف هذه الحكومة، ونحن على اقتناع بذلك".

وعمّا اذا كانت الايجابيات التي انتجَها اللقاء مع باسيل يمكن ان تثمرَ ولادة الحكومة قريباً، قال بري: "أنا ما زلت عند موقفي وهو انّ الحكومة يجب ان تؤلَّف في اسرع وقت ممكن، وهذا ينبغي ان يكون هدفَ الجميع، والطريق الى ذلك يبدأ بالجلوس الى الطاولة وانعقاد لقاءات ونقاشات، وأهم شي تصير لقاءات".

وعمّا إذا كانت هناك عوامل خارجية تعوق تأليفَ الحكومة، قال بري: "هناك ظنٌّ بذلك، وهو ظنّ مشروع، ولكن أنا شخصياً لم ألمس دليلاً يؤكّده حتى الآن".

الفرزلي: لا أجد لغاية الآن أي أفق لتشكيل حكومة

عرّاب المصالحة، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وصف الاجتماع في عين التينة بأنه كان مناخ تسهيل وليس مناخ تعقيد، مشيراً  لـ"الشرق الأوسط" أن "المصالحة موجودة، واللقاء حصل بالطريقة التي كان يفترض أن تتم، ولا بد أن ينعكس إيجاباً على مسار مشاورات الحكومة، وعلى عمل البرلمان"، قائلاً: "لا أجد لغاية الآن أي أفق لتشكيل حكومة في وقت قريب. لم نبلّغ بأي تطور جديد".

وقال النائب الفرزلي لـ"اللواء": "هناك تأكيد مركزي ان ما من أحد يشكل عقبة أمام الحكومة، ولكن المهم حُسن انتاج الحكومة مؤكداً ان التيار الوطني الحر لم يكن عقبة امام التأليف. ورأى ان المطالبة بوضع المعيار لا يعني ان التيار هو العقبة. واعتبر انه اذا كانت النوايا سليمة فبالامكان الذهاب الى حكومة وحدة وطنية، وإن لم يؤيدها هو".

وفي حديث لـ"الأخبار" أبلغ الفرزلي أنه مع تفهمه لسعي معظم الأطراف إلى حكومة وحدة وطنية، إلا أن الإصرار عليها هو الذي يساهم في تأخير تشكيل الحكومة وتعطيل دور مجلس النواب. وأكد أن معركته كمواطن هي إعادة إنتاج النظام الديموقراطي البرلماني، وأول شروطه وجود حكومة ومعارضة برلمانية قادرة على المحاسبة.

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك