أصلُ الفكرة أن تأتي الكهرباء 24 ساعة، وأصلُ الفكرة أن لا تفوح روائح الصفقات والسمسرات والارتكابات من ذلك، وأصل الفكرة أيضاً وأيضاً أن تُجري الدولة مناقصة شفافة بين عدد من الشركات لتعطي التيار الكهربائي 24 ساعة. فالمواطن منذ عقود يريد كهرباء دائمة ورخيصة، لا كلاماً كثيراً ووعوداً عرقوبية. والدولة أصلاً تبيع خدماتها للمواطن. وما قاله وزير الطاقة سيزار أبي خليل في حديث تلفزيوني صباح اليوم عن شركة "نور الفيحاء" فيه من المغالطات ما لا يعدّ ولا يحصى.
أولاً: حين تقدمت شركة "نور الفيحاء" بطلب لتزويد شركة قاديشا بالكهرباء لم تدّع أنها تريدها وحدها، بل قدمت مقترحاً وطالبت الحكومة بفتح باب المناقصات أمام من يشاء، بخلاف ما ادّعاه أبي خليل.
ثانياً: سبق لوزير الطاقة نفسه أن قال لموفد تحدث معه بموضوع "نور الفيحاء" بأن الملف عالق في السياسة.
ثالثاً: من واجب وزير الطاقة فور توفر مشروع كمشروع "نور الفيحاء" أن يفتح باب المناقصات لمن يشاء، لكنه تغافل عن هذا الأمر واتجه لاستدعاء بواخر تفوح منها روائح سمسرات، ومازوت ملوث، وتعطيل لمعامل الانتاج، وتلويث للبيئة.
رابعاً: لم يثر أحد على الاطلاق موضوع التراضي، فالتراضي هو سبيل اتبعتموه في كل صفقاتكم، بل كان الرئيس نجيب ميقاتي يشدد دائماً على أهمية أن تأتي الكهرباء ويستفيد أهل طرابلس منها.
خامساً: حين لا يتحدث امرء بالحقيقة يُكثر من شرب الماء، غير أن الماء لم يرو غليل الوزير غير المقنع، لا في الشكل ولا بالمضمون.
باختصار، يا معالي الوزير كلامك غير صحيح، وفيه افتراءات وتقصير عن سابق اصرار وترصد بطرابلس وأهلها، لا بل بالشمال كله. وفوق ذلك إن كل مشاريعك السابقة والقائمة واللاحقة لم تنتج طحيناً ولا كهرباء.. وعلى كل ذلك يصدق القول "إذا لم تستح فقل ما شئت".
إشارة إلى أن الرئيس ميقاتي كان غرّد صباحاً على حسابه على موقع "تويتر" قائلاً: "عجيب أمرُ بعض المسؤولين حيث نسمع التهاني تغدق على كسروان بكهرباء موعودة من بواخر مستأجرة بأعباء على الخزينة فيما مشروعنا المقدّم لوزارة الطاقة لتأمين الكهرباء لطرابلس عبر "نور الفيحاء" ومن دون كلفة على الدولة ينام لسنوات في أدراج الكيدية ولا من مجيب.. هل تستحق طرابلس هذه العقوبة؟".