شدّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "الدولة هي دولة شراكة، ونحن انتهينا من الزمن الذي كانت تحسب الحكومة على فريق دون الآخر، فالدولة والمؤسسات هي مؤسساتنا جميعا، ونحن نحتاج إلى حكومة بكل بساطة، وكل تأخير في تشكيل الحكومة ندفع ثمنه جميعا".
كلام فياض جاء خلال رعايته احتفالاً تكريمياً للمتفوقين من الحلقتين الثانية والثالثة في المدارس الرسمية في قاعة شهداء بلدة الطيبة الجنوبية، حيثُ قال: "لم يعد جائزاً أن يراهن البعض على تغيرات على المستوى الاقليمي، فهذه لعبة بائسة وغير منتجة على المستوى اللبناني. التغيرات على المستوى الاقليمي هي لصالح لبنان وليس ضده، ولكن هذا لا يدفعنا للوقوف في مكان يراهن فيه على هذه التغيرات للاستفادة منها على مستوى موازين القوى الداخلية. نحن في تعاطينا اللبناني لا نتعاطى بمنطق موازين القوى ولا بمنطق القوة والغلابة والاستقواء على أحد ولا نريد لأحد أن يستقوي علينا، فعلى المستوى الداخلي وما يتعلق بالحكومة والمشاكل الاقتصادية، نتعاطى بمنطق الشراكة الوطنية وعقلية الدولة وأن الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للبنانيين وصلت إلى مرحلة لا يحسدون عليها ويحتاجون الى رعاية خاصة. نتعاطى بمنطق أولوية الاستقرار السياسي والأمني على المستوى الداخلي، لذلك يجب أن نرفع جميعا مستوى المسؤولية في مقاربة هذه القضايا وفي طليعتها موضوع تشكيل الحكومة".
وأضاف: "إذا كان البعض يظن أن بإمكانه أن يعوم الاصطفافات التقليدية ويعيد البلد الى انقسام عمودي عميق يقسم بين اللبنانيين ويترك هذا الامر تداعياته على الواقع السياسي والاقتصادي في البلد، فهو مخطىء لأن هذا الامر ليس فيه مصلحة، ونحن مختلفون في مواقفنا وخطابنا وتحالفاتنا على المستوى الاقليمي والكل يعرف ذلك، ولكن لماذا لا نحيد الدولة والملفات الكبرى والتعاطي مع الناس خارج إشكاليات الانقسام السياسي التي تترك تأثيراتها السلبية الحاسمة على الواقع السياسي اللبناني".
وختم: "جربنا كيف أن الانقسام يتحول الى معيق قاتل لتسهيل حاجات الناس وتسيير عجلة الدولة، وكيف ان التفاهم ولو في حده الادنى يتحول الى عنصر ايجابي في معالجة كل القضايا الكثيرة التي تضغط على المجتمع اللبناني".