Advertisement

لبنان

سيناريو محاولة إغتيال باسيل في الجبل...!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
08-08-2019 | 03:00
A-
A+
Doc-P-614848-637008515804349355.jpg
Doc-P-614848-637008515804349355.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لو سلّمنا جدلًا وإفتراضًا أن ما تمّ تسريبه من كلام منسوب إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أن الكمين في قبرشمون كان يستهدف رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل وليس الوزير صالح الغريب، هو كلام صحيح ومؤكد وموثّق بالأدلة والقرائن فإن ما كان يُخطّط كان يستهدف في الدرجة الأولى الإستقرار في البلد وضرب وحدة العيش المشترك في الجبل بعد المصالحة التاريخية بين مسيحيي هذا الجبل ودروزه، وبالتالي كان يستهدف العهد بكل رموزه وحيثياته.
Advertisement
فلو كان هذا السيناريو صحيحًا، ويُفترض أن يكون صحيحًا، لأنه صادر عن أعلى مرجعية في الدولة اللبنانية، ولم يكن ليقال مثل هذا الكلام لو لم تكن لدى رئيس البلاد معطيات وإثباتات تؤكد ما كان يُخطّط له.
وحيال هذا السيناريو الخطير لا بدّ من تسجيل الملاحظات التالية:
أولًا، في حال الإعتماد على تسجيلات صوتية لأحد وزراء الحزب التقدمي الإشتراكي، وفيها تهديدات بـ"تصفية" الوزير باسيل (بالبيض والبندورة) فلماذا أصرّ على القيام بهذه الزيارة، التي أعتبرها البعض تحدّيًا في غير مكانه - على رغم أحقية أي مسؤول أو اي وزير بالقيام بأي زيارة لأي منطقة لبنانية - وهو يعرف حساسية الوضع في الجبل في هذا التوقيت السياسي الدقيق، ووسط هذا الفرز السياسي ولا نقول الطائفي؟
ثانيًا، مع أن ما وصل إلى دوائر القصر الجمهوري من تسجيلات صوتية وإصرار باسيل على القيام بهذه الزيارة، لأنه يعتبر أن الإنصياع لهذه التحديات تُسجّل في خانة التراجع من قبل "التيار الوطني الحر" والتسليم بمنطق فرز المناطق و"تطويبها" بإسم هذا الزعيم أو ذاك المتنفّذ، كان يُفترض بالأجهزة الأمنية إتخاذ الخطوات اللازمة للحؤول دون تحقيق ما كان يُخطّط له، وكان يُفترض أن تتخذ الخطوات الإحترازية لإبقاء الإحتجاجات في إطارها السلمي والحضاري كتعبير عن حال رفضية.
فلو أتخذت هذه الإجراءات لما كان حصل ما حصل ولكان وضع البلد أفضل مما هو عليه الآن كنتيجة حتمية لحادثة قبرشمون، وبالتالي لما كان مكان لكل هذه التشنجات والإتهامات المتبادلة، التي لن توصل إلاّ إلى مزيد من التقهقر.
ثالثًا، من يعرف وليد جنبلاط لا يمكنه التسليم بمنطق المخطّط – الكمين الذي كان يستهدف رئيس أكبر حزب مسيحي، لأنه يعرف تمام المعرفة أن الإقدام على هكذا عمل يعني في ما يعنيه ضرب وحدة الجبل نهائيًا، وبالتالي إنهاء الحالة الجنبلاطية في هذا الجبل وفي المعادلة اللبنانية.
فهل يُعقل أن يقدم جنبلاط على هكذا عمل متهوّر في هذا الوقت بالذات، وهل يمكن أن يقدم على إطلاق النار على رجليه، وهو الذي خبر عن قرب ما عناه إغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط، وما أدى إليه هذا العمل المدبّر من تهجير للمسيحيين من الجبل، وما أعقب الإغتيال من مجازر لا يزال أهل الجبل يعيشون تداعياتها حتى هذه اللحظة.
 
رابعًا، لقد نسفت فرضية محاولة إغتيال باسيل ما بنى عليه المير طلال إرسلان فرضية محاولة إغتيال الوزير صالح الغريب، وبذلك تنتقل الأزمة من محورها الدرزي الصرف إلى محور أوسع يدخل فيه العنصر المسيحي من بوابته الواسعة.
 
كل هذه الفرضيات تبقى برسم القضاء، الذي سيقول كلمته في النهاية، على رغم التحذير الأميركي من تسييس التحقيقات.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك