ودّعت بلدة بطرماز إبنها البطل الشاب الفقيد حسين الفشيخ، الذي توفّي غرقاً يوم الأحد الفائت في نهر "كوناكري" في غينيا أثناء محاولته إنقاذ شخصَيْن من الغرق، بحزن كبير وبنثر الورد وماء الزهر والأرز على الجثمان، وسط ارتفاع أصوات التهليل والتكبير، وبث مكبرات المساجد آيات قرآنية.
وصلّى على جثمانه بعد صلاة الجمعة في مسجد "النور"، ثم وري الثرى في مدافن العائلة.
وكان جثمان البطل وصل إلى مسقط رأسه في بلدة بطرماز، حيث كان في استقباله حشد غفير من المواطنين، وسط أجواء من الحزن تعم البلدة، في رحلته الأخيرة، حيث كانت أولى محطّاته بلدة كفرحبو عند مدخل قضاء الضنية، ترافقه السيارات التي ترفع صور الفقيد والأعلام السوداء، وآ
زرت الموكب عناصر القوى الأمنية، حيث كانت له محطات شعبية عدة على الطريق قبل وصوله إلى بطرماز.
إلى ذلك، شهدت بلدة بطرماز إطلاق نار كثيفٍ من قبل بعض الشبّان ما أدّى لإصابة شخصَيْن من البلدة وطفلة من بلدة بخعون بإصابات طفيفة وتمّ نقلهم إلى المستشفى.
وطالبت عائلة الفقيد بعدم اطلاق النار احتراماً للناس ولحرمة الموت، فيما طلب إمام مسجد "النور" من المواطنين، عبر مكبرات الصوت، عدم إطلاق الرصاص في الهواء، مبديا أسفه لإصابة طفلة برصاص طائش في بلدة بخعون، ومتمنّياً لها الشفاء العاجل.
وكانت وصلت إلى "مطار رفيق الحريري الدولي" في بيروت، صباح اليوم الجمعة، طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية نقلت على متنها جثمان الفشيخ.
وقد تأخّر وصول الطائرة لحوالي الساعتين وكان قد تجمع منذ الساعة السادسة صباحاً في المطار أهل وأقرباء الفقيد وشبان من عائلات بلدة بطرماز والجوار تحضيراً لمواكبة الجثمان من المطار الى بلدة بطرماز في الضنية.
وكان في استقبال الجثمان في صالون الشرف بالمطار الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، المدير العام للطيران المدني محمد شهاب الدين ممثلاً وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس وشخصيات، بالإضافة إلى ووالد ووالدة الفقيد وخطيبته، وحشد من أقربائه ومن أبناء بلدة بطرماز.
وبعد انتهاء الإجراءات المطلوبة وإنجاز المعاملات لإخراج الجثمان، تجمّع الأهالي امام مدخل صالون الشرف في المطار وساروا بموكب كبير خلف سيارة اسعاف تابعة لـ"الجمعية الطبية الإسلامية" في الضنية نقلت الجثمان، متوجهين إلى بلدة بطرماز لإجراء مراسم التشييع التي ستتم بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة في مسجد "النور" في البلدة.
وعند وصول موكب جثمان الفقيد إلى مدخل طرابلس الجنوبي، أقيم له استقبال شعبي حاشد عند مستديرة "السلام" في ظلّ انتشار كثيف لعناصر قوى الأمن التي عملت على تسهيل حركة السير وقد رفعت صور للشاب واعلام سوداء حداداً. كما رفعت لافتات تشيد ببطولته.
المصدر:
الوكالة الوطنية للإعلام