لم تكن مهمّة "جمال.ز" وهو سائق أجرة إيصال الزبائن الى الوجهة التي يريدونها فقط، بل كان يتودّد إليهم خاصة الجنس اللطيف منهم، موهماً زبوناته أنّ "عليهن عين" وأنّ "الجنّ" يلاحقهن.
"سارة" إحدى الفتيات اللواتي صدّقن مزاعم السائق، فهي وبعدما صعدت معه في المقعد الخلفي من محلّة رأس النبع، راح يسترق النظر إليها، ويقول لها :" عمّو عليكي عين كتير قويّة". استرسل السائق في الحديث مع الصبيّة الى حدّ إيهامها بأنّ عليها ما يسمى "وقف الحال" ويجب فكّه وأنّه قادر على ذلك إذا استجابت لطلباته وردّت على أسئلته مهما كان نوعها.
وتحت تأثير الخداع، دفعت الفتاة الى السائق مبلغ خمسين ألف ليرة وأعطته رقم هاتفها، على أساس أن يتّصل بها في اليوم التالي لإعطائها قارورة ماء "مباركة" عليها شربها.
بالفعل، إتصل السائق بـ "سارة" وطلب منها ملاقاته في مكان معين، وبالفعل ووفقاً للموعد حضرت الصبية وصعدت معه في سيارة الأجرة، فأعطاها السائق قارورة الماء مقابل إعطائها له مبلغ خمسين ألف ليرة. إستغّل "جمال" تأثيره على الفتاة وراح يسألها أسئلة جنسيّة أحرجتها، ما دفعها الى النزول من السيارة والتقاط صورة لرقم لوحتها.
لم ينفك السائق عن الإتصال بـ "سارة" بل راح يُهدّدها بفضح أمرها كونه يحتفظ بتسجيلات صوتية لها حين كانت تحادثه عن الأمور الجنسيّة، وبأنّ "اّلجنّ" سوف يلحق الأذى بها إذا رفضت الإجابة على رسائله الهاتفيّة، وسيخبر أهلها بالأمور الجنسية التي حملها على البوح بها إذا رفضت مدّه بالمال.
ادّعت الفتاة على السائق أمام النيابة العامة الإستئنافية في بيروت، وظلّ هو متوارياً عن الأنظار طلية فترة التحقيقات، ليتم الظنّ به بموجب قرار ظني صادر عن قاضي التحقيق في بيروت بجرم "الإستيلاء على أموال المدعية احتيالاً عبر التنجيم وإيهامها بمعرفة الغيب وتهديدها بفضح أمر من شأنه أن ينال من شرفها لكي يحملها على دفع المال".
أحيل المدعى عليه للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت بموجب مواد تصل عقوبتها الى السجن ثلاث سنوات.