كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي في لقاء تلفزيوني امس ان الرئيس ميشال عون اتصل بالرئيس السوري بشار الاسد وتناول معه قضية الحدود البحرية بين لبنان وسوريا. وفي حين لم يصدر اي بيان رسمي عن اي من الطرفين، بدأت الاسئلة تطرح حول اهمية هذه الخطوة وتبعاتها.
وبحسب مصادر مطلعة فإن لا يمكن الحديث عن اتصال عون بالاسد من دون السياق الكامل الذي بدأ يظهر في لبنان بالتزامن مع الانهيار الشامل، وفي ظل الذي سرب الى الاعلام عن رغبة عون بإقتراح سوق عربية مشتركة مع سوريا والعراق والاردن.
وتقول المصادر ان عون يستغل الانقلاب العربي في الملف السوري وعودة التواصل الجدي بين سوريا وبعض دول الخليج لكي يقوم بخطوة جدية تجاه دمشق، كان من المتوقع ان يقوم بها قبل 17 تشرين عام2019 .
وترى المصادر ان عون يحاول، كما "حزب الله" ابتزاز الغرب الذي يتباطأ في انقاذ لبنان، او يضع شروطا واضحة لاي عملية انقاذ، فهو بهذه الطروحات التي يرفعها وبإتصاله بالاسد يوحي بأنه جاهز للذهاب بعيدا في عملية نقل لبنان من محور الى آخر ما يجعل بعض الدول الغربية تقلل من شروطها وتعجل في مساعداتها.
وتعتبر المصادر ان استغلال الرئيس عون لمطالب خصومه بقضية الحدود البحرية والضجة التي اثيرت حولها، كان بلا شك خطوة ذكية، لانه استطاع بدء تواصل رسمي مع سوريا من دون اي معارضة تذكر في هذا الشأن، وفي حال اذا استطاع الوصول الى اتفاق جدي مع دمشق فسيحقق انجازا اعلاميا يسوق له في عهده.
وتشير المصادر الى ان اتصال عون لن يكون الخطوة الرسمية الاخيرة تجاه سوريا بل ستتبعها خطوات جديدة اكثر وضوحا، وهذا ما يمكن ان يكون استكمالا لما بدأه "حزب الله" عبر وزير الصحة في قضية الاوكسيجين.
وتعتقد المصادر ان مثل هذا التحول السياسي او التوجه شرقا في السياسة والاقتصاد يعطي نتيجة على مستوى دفع بعض القوى الدولية الى تكثيف مساعيها لمحاولة ايجاد حل للازمة اللبنانية ومنع الانهيار الكامل.