نتيجة وحيدة يخرج بها من يلتقي سفراء الدول الغربية والكبرى في لبنان، وهي أن تشكيل الحكومة مطلب ومحط إجماع ديبلوماسي للتقليل من مفاعيل المؤشرات السلبية والإقتصادية من جهة ولحصر إمتداد أزمة النازحين السوريين من جهة ثانية، بل وأكثر من ذلك فهو غاية ستسعى القوى الغربية إلى تحقيقها بشكل حاسم خلال المرحلة القليلة المقبلة.
وتروج معظم القوى السياسية لفكرة أن ولادة الحكومة قريبة، مستندة بذلك على الرغبة الدولية الحاسمة في هذا الشأن، غير أن هذه الرغبة ليست وحيدة بل تترافق مع إصرار من بعض القوى السياسية اللبنانية على عدم إطالة مرحلة التأليف، خصوصاً، أنه وكما بات معروفاً، لا مشكلة في الحصة الشيعية تعيق التأليف، في حين أن الرئيس سعد الحريري أخذ على عاتقه حلّ المشكلة السنية بما لا يؤدي إلى تعزيز نفوذ "حزب الله" في الحكومة، حيث تدور مناقشات ومفاوضات حثيثة لحسم هذه العقدة نهائياً.
أما العقدة "القواتية"، فتقول مصادر مطلعة أن رئيس الجمهورية مصر على تأليف سريع، بل أنه طالب المعنيين السعي إلى تأليف حكومة قبل نهاية الأسبوع الحالي بالتزامن مع حلّ كل المشاكل والعقد بين القوى السياسية، وهذا ما يسعى "التيار الوطني الحرّ" إلى معاونة الرئيس عليه من خلال تقديم التنازلات التي يراها معقولة في عملية المفاوضات.
المشكلة الحقيقية المتبقة هي العقد الدرزية، إذ إن رئيس الحزب "الإشتراكي" يصر على الحصول على 3 وزراء دروز في حين أن "التيار الوطني الحرّ" يؤكد أن من حقّ "الإشتراكي" بوزيرين فقط، ليبقى موقف الرئيس نبيه برّي محورياً في هذا الموضوع.
هكذا ترى مصادر متابعة أن تطابق الرغبة المحلية مع الرغبة الدولية تعني حتماً وجود رغبة خليجية إقليمية بالتأليف، الأمر الذي يجعل من التأليف في المدى المنظور أمراً واقعاً.