قضى وزير الطاقة الإسرائيلي غونين سيغيف ستة أعوام من حياته عمل خلالها كجاسوس لصالح إيران، وقد تمّ اكتشاف أمره في شهر شباط الفائت من هذا العام، وتمّ اعتقاله بتهمة التخابر مع إيران، الأمر الذي أعلنته إسرائيل رسميّاً، ما أحدث زلزالاً كبيراً في كيان العدو.
فضيحة "سيغيف" هي الأخطر في تاريخ الموساد، وإنجاز إستخباراتي لإيران، إذ أنّه متهم بالتجسس ضدّ إسرائيل وتسريب معلومات للعدو في زمن الحرب مع إيران.
وبحسب جهاز "الشاباك" للأمن العام الصهيوني، فإنّه جرى تجنيد "سيغيف" من قبل جهاز المخابرات الإيرانية عام 2012 خلال وجوده في نيجيريا، وقد قام بزيارة إيران مرّات عدّة بشكل سرّي للقاءات رسميّة، كما التقى بعض الشخصيات الإيرانية في روما وجنيف ومرسيليا في شقق سرية أيضاً.
افتضاح جاسوسية الوزير الإسرائيلي أصابت الحكومة بالرعب نظراً للموقع الهام الذي كان يشغله "سيغيف"، الذي وبحسب تسريبات، كان قد زُوّد بمنظومة اتصال سرّية ومتطوّرة، ما جعل إسرائيل في ورطة حقيقية وأثار القلق لدى حكومة العدو الذي ما يزال يبحث في نوع وحجم المعلومات التي تمّ تسريبها للإستخبارات الإيرانية نظراً إلى أهمية الحقيبة الوزارية التي كانت بعهدة "سيغيف" والمعطيات التي يمتلكها.
الحقيقة الأساسية التي يعمل "الموساد" الآن على كشفها هي شبكة التجسس المرتبطة بالجاسوس الرئيسي داخل إسرائيل، علماً أنّ الجهاز يخشى أن يكون الخرق الإستخباراتي قد طاله أيضاً، والسؤال الذي يطرح نفسه هو أنّه كيف نجحت إيران في تجنيد وزير إسرائيلي يشغل موقعاً متقدّماً جدّاً في تراتبية السلطة الإسرائيلية.
وما لا شك فيه أنّ "سيغيف" قد جرى تطويعه بالمال... إذاً فإنّ وزير الطاقة الاسرائيلي متّهم اليوم بقضايا فساد مالية إلى جانب الجاسوسية التي تعتبر "تهمة الموت" بالنسبة لإسرائيل.
هي حرب أدمغة، وصراع إستخباراتي بين إسرائيل وإيران، ولا يخفى أن تجنيد "سيغيف" كانت "ضربة معلم" لإيران، إذ أنّ الأخير كوزير للطاقة تشمل صلاحياته المفاعلات النووية وهذا الجانب يبدو الأشد خطورة بالنسبة للعدو.
وحتى كشف خفايا وأسرار هذه القضية، يمكن القول إنّ قواعد اللعبة الإستخباراتية قد تبدّلت بعد الإنجاز الإيراني الذي أصاب كيان العدو برصاصة غير مباشرة، وقد سبق ذلك أيضاً تغيير قواعد الإشتباك مع العدو عندما جرى إطلاق الصواريخ باتجاه الجولان المحتلّ منذ مدّة.
إيران لم تؤكّد أو تنفي "الضربة" الأمر الذي أثار بلبلة إضافية وسط أجهزة العدو، وقد تكون دوافع إسرائيل في الكشف عن هذه القضية هو عدم توصّلها إلى اعترافات حول باقي الأشخاص المتورطين في شبكة الجاسوسية ما يدفع بهم إلى الفرار ربّما، وبالتالي الكشف عن أنفسهم.
ومن جهة أخرى، يرى مراقبون أنّ "فضح القضية" قد يكون هدفه تصوير إسرائيل أمام المجتمع الغربي على أنّها ضحية لعمل استخباراتي متفوّق ودقيق، ما يدفع جهاز الـ CIA الاميركي للإستنفار.
اليوم، تصيب إيران إسرائيل بلكمة موجهة حطمت وجه العدو المتباهي بقدراته الاستخباراتية، ويمكن القول إنّ أسطورة الموساد قد سقطت، الجهاز الاهم والاكثر فعالية في كيان العدو... وإن غداً لناظره لقريب!