بعد صدور نتائج الإنتخابات النيابية وبدء الحديث عن تأليف الحكومة، بدا وكأن "حزب الله" قد إنكفأ عن المشهد السياسي في لبنان إلى حدّ كبير، وللمفارقة فإن إنكفاءه الظاهر، ولو إعلامياً، تزامن مع ما قيل أنه الإنخراط الأكبر للحزب في الساحة السياسية والنظام اللبناني، فما سر إختفاء "حزب الله"؟
إستطاع الحزب بعد الإنتخابات النيابية بالحد الأدنى تنظيم خلاف حليفيه، حركة "أمل" و"التيار الوطني الحرّ" بما يضمن أن تكون وزارة المالية من حصة "أمل"، كذلك وبسرعة قياسية، وكما حصل قبل الإنتخابات، حصل الإتفاق بينه وبين "أمل" على كيفية تقاسم الحصص الوزارية وتوزيعها، حيث لم يطالب الطرفان سوى بالحصة الشيعية لتسهيل التأليف كما تقول مصادرهما.
ومع إنتهاء الإنتخابات وحصوله على الحصة الحكومية التي يرغب فيها، حتى أن الحقيبة التي طالب بها من المتوقع أن تكون من حصته، إنهى "حزب الله" معاركه السياسية الداخلية، فما كان منه إلا الإنكفاء خصوصاً أنه لا ينوي خوض معارك مع أي من حلفائه للدخول إلى الحكومة، وهذا ما بات واضحاً .
وسيعمل الحزب بعد تأليف الحكومة على ملف الإنماء والفساد، كذلك فإنه يعمل بعيداً عن الإعلام على إعادة التنظيم الداخلي في الحزب، وتطهير البنية الحزبية بعد كل الشوائب التي أصابتها في الحرب السورية.
كذلك فإن "حزب الله" يعمل بشكل حثيث، وله دور أساسي في إعداد وتدريب قوات عسكرية داخل سوريا من مختلف الجنسيات، لكن رغم كل ذلك وربطاً بتأليف الحكومة كان "حزب الله" مهتماً بملفين إقليميين: الأول، معركة الساحل اليمني وإمتداتها الإقليمية، ومعركة درعا نظراً إلى إمكانية تأثير هذه المعركة أو تلك على توازنات تأليف الحكومة.