بعنوان "لماذا لن تنتهي الحرب في سوريا قريبًا؟"، نشرت صحيفة "لو موند" الفرنسية مقالاً أشارت فيه الى أنّه "على الرغم من النجاحات العسكريّة التي يحققها الجيش السوري إلا أنّ الواقع المحلّي والدولي يوضح أنّ الحرب ستستمرّ".
ولفتت الصحيفة إلى أنّه بعد سيطرة الجيش السوري على المحور الرئيسي من دمشق الى حلب، عادت ضاحية دمشق والعاصمة الى قبضته أيضًا، ليأتي دور الهجوم الحاسم على درعا في جنوب سوريا، حيثُ انطلقت أولى الإعتصامات الشعبية في آذار 2011، قبل اندلاع الحرب.
إعادة الإعمار المُستحيلة
وقالت الصحيفة إنّ الإنجازات التي حقّقها الجيش السوري، من مدينة حمص القديمة في ربيع 2014 الى شرق حلب في نهاية العام 2016، وصولاً الى الإنتصارات الأخيرة، تلتها إخلاء لسكان من المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري.
وتوقفت الصحيفة عند حجم الدمار الهائل، الذي تسببت بمعظمه الضربات الجويّة الروسية، محوّلةً المناطق "المُحررة" إلى حقول كبيرة من الدمار. ورأت أنّه من المستبعد أن يُطلق النظام السوري عمليّة إعادة إعمار تتيح عودة السكان المعادين له، كذلك فإنّ القانون رقم 10 الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد بشأن الملكية في نيسان الماضي، يسمح بمصادرة جماعية لأملاك السوريين الذين أبعدتهم المعارك عن مناطق سكنهم.
وتقدّر المفوضية العليا للاجئين عدد النازحين السوريين حتّى حلول تموز بـ5.6 مليون سوري، ما يعني أنّ التقدّم الذي يحققه الأسد لا يشير الى نهاية للحرب، مع هذه الزيادة في النزوح، وفقًا للصحيفة.
حرب الآخرين
واعتبرت الصحيفة أنّ المعركة التي تشنّ في جنوب غرب سوريا تؤكّد أنّه حتّى مع إتفاق الولايات المتحدة الأميركية والأردن، فإنّ النظام السوري مستمرّ بهجومه، لا سيّما مع إظهار روسيا عدم قدرتها للتوصل الى دعم سياسيّ للنظام السوري.
ولفتت الصحيفة الى التطوّرات الأخيرة التي تؤثّر على الوضع السوري، لا سيّما فرض إسرائيل لـ"خطوط حمراء" على إيران، وصولاً الى هدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتوصّل الى حلّ يقضي بتقليص الحكم الذاتي الكردي في سوريا.
ورأت الصحيفة أنّ المستفيد من التناقضات في سوريا هو تنظيم "داعش" الذي لا يزال محافظّا على منطقة صحراويّة. وغياب الحلّ السياسي للصراع، لن يؤدّي سوى الى عودة "اللهب الجهادي" وإبعاد أفق الإستقرار في سوريا.
(لو موند - لبنان 24)