بعنوان "الأسد عاد للأبد إلى سوريا وبمباركة من ترامب"، نشرت المجلة الأسبوعية البريطانية "ذا سبكتاتور" مقالاً للكاتب جون برادلي، رأى فيه أنّ أي إتفاق سلام بين روسيا والولايات المتحدة ستكون له تداعيات كبيرة في الشرق الأوسط.
وقال الكاتب إنّه خلال الفترة التي سبقت محادثات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توصّل دبلوماسيون أميركيون وروس بارزون - بالتنسيق الوثيق مع قادة إسرائيليين - إلى اتفاق بين جميع الأطراف المتحاربة على إنهاء الحرب السورية المدمّرة التي دامت سبع سنوات، كما وافقوا على حلّ في سوريا إسمه "بشار الأسد"، بحسب ما قاله الكاتب.
ولفت الكاتب إلى أنّ القمة الروسية الأميركية توصّلت الى الحاجة لوقف إطلاق نار دائم بين سوريا وإسرائيل، على أن تقدّم دمشق ضمانات لأمن إسرائيل. ومع موافقة دول عربيّة ووقوف تركيا على خطّ روسيا، يمكن القول إنّ الإتفاق قد تمّ، وباختصار، الرئيس الأسد باقٍ في سوريا.
وبالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين أمضوا وقتًا طويلاً يطلبون المساعدة والتسليح من الولايات المتحدة، فعليهم أن يتوقّعوا الآن أنّه سيجري إهمالهم كليًا.
وفي تفاصيل الإتفاق، فقد أبدى ترامب رغبته وحماسه لانسحاب ألفي عنصر أميركي من القوات الخاصّة المتمركزة في سوريا.
كما أشار الكاتب الى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببوتين قبل أيام من قمة هلسنكي، علمًا أنّ نتنياهو اجتمع ببوتين 9 مرّات خلال الـ18 شهرًا الأخيرة. وقد أعلن أنّ إسرائيل "لا تعارض استقرار النظام السوري". وعن سبب هذه الخطوة الإسرائيلية، قال الكاتب "لأنّ القلق الإسرائيلي الرئيسي يتركّز على دفع القوات الإيرانيّة من سوريا. وتريد تل أبيب أيضًا أن يعود مقاتلو "حزب الله" إلى لبنان وأن تبقى القوات السورية بعيدة عن المناطق الحدوديّة مع إسرائيل، وإذا وافقت روسيا على هذه الشروط، لن يكون لدى إسرائيل أي مشكلة ببقاء سوريا تحت الإدارة الروسية واحتفاظ الكرملين بالقاعدة البحرية في البحر الأبيض المتوسّط". وأضاف الكاتب: "يبدو أنّ بوتين وعد نتنياهو بالقيام بما في وسعه لتحقيق تلك الطلبات".
ولكن ما المقابل الذي سيحصده الإيرانيون؟ هنا يقول الكاتب "فيما يبدو أنّه تعويض، أعلن بوتين عن استعداد روسيا الإستثمار بـ50 مليار دولار بقطاع النفط الإيراني. وهكذا يُمكن لـ"حزب الله" أن يعود أدراجه إلى لبنان".
كما أنّ إسرائيل على عجلة من أمرها لبدء تنفيذ الإتفاق، وعلى الرغم من الضربات الإسرائيلية المستمرّة التي تستهدف أهدافًا للحزب وإيران في سوريا، إلا أنّ أحدًا في موسكو لم يكن له تعليق مهم في العلن، كما يبدو أنّ بوتين وضعَ خطط بيع الأسد أنظمة الدفاع الـS400 "على الرف".
وعن ترامب، أوضح الكاتب أنّ لديه خطّا أحمر جديد وهو إخراج إيران من سوريا، وقد قال علنًا إنّه لن يسمح لإيران بالإستفادة من الحملة الأميركية الناجحة ضد داعش".
ولكن ماذا بشأن الأسد الذي هاجمه ترامب بعبارات قويّة في نيسان الماضي؟ يوضح الكاتب أنّ ترامب يغيّر طريقة نظرته الآن، وبدا هذا الأمر جليًا من خلال ما قاله مستشار ترامب للأمن القومي، جون بولتون، عن أنّ بقاء حكم الأسد في سوريا لم يعد "قضية إستراتيجيّة" بالنسبة للولايات المتحدة.
(ذا سبكتاتور - لبنان 24)