قبل نهاية معركة درعا، التي لم يسيطر عليها الجيش السوري بالكامل حتى الساعة، خصوصاً في ظل سيطرة تنظيم "داعش" على جزء من المحافظة قرب الحدود مع الأردن، بدأ الحديث جدياً عن معركة كبرى في محافظة إدلب لتحقيق عدّة أهداف.
ووفق مصادر ميدانية مطلعة فإن خروج أهالي كفريا والفوعة من بلدتيهما المحاصرتين في إدلب كان يهدف بشكل رئيسي إلى "سلب" المجموعات المسلحة أي فرصة للضغط على البلدتين من أجل إيقاف أي عملية عسكرية مقبلة للسيطرة على إدلب.
وترى المصادر أن القرار أخذ بالحسم العسكري في إدلب، وقد بدأت الإستعداد العسكرية الجدية والميدانية على تخوم المحافظة لبدء المعركة في أي لحظة.
وتعتبر المصادر أن أحد الأسباب لقرار المعركة يعود إلى أن الجانب الروسي بات منزعجاً من تحركات المجموعات المسلحة قرب اللاذقية وحماة، وهذا ما عبّرت عنه وزارة الدفاع الروسية أمس في بيان صريح أكدت فيها أن القوى العسكرية السورية قد تكون مضطرة لإتخاذ تدابير عسكرية سريعة في إدلب.
وتلفت المصادر إلى أن الإنزعاج الروسي يتركز بشكل رئيسي على طائرات الإستطلاع المفخخة التي تُرسلها المجموعات المسلحة بإستمرار في إتجاه قاعدة حميميم، الأمر الذي يفرض نوعاً من الإستنفار والحذر الدائمين يمكن الإستغناء عنه في حال السيطرة على بعض المناطق.
وترى المصادر أن الهدف من العملية هو السيطرة بشكل رئيسي على كل من أرياف حماة واللاذقية، إضافة إلى التقدم والسيطرة على الريف الجنوبي لإدلب بما في ذلك مدينة جسر الشغور، وغيرها من البلدات المحيطة بها، الأمر الذي يعتبر كافياً إلى حدّ كبير لمنع أي خرق تقوم به المجموعات المسلحة عبر طائراتها المسيرة في إتجاه حميميم.
أما الهدف الثاني، وفق المصادر ذاتها، هو السيطرة على أوتوستراد حلب – إدلب، وهذا ما يفترض معركة عند محاور أخرى وتحديداً عند محاور شرق إدلب والتقدم في إتجاه سراقب.
وتقول المصادر أن لا فيتو تركياً على هكذا عملية عسكرية في إدلب، أو أقله على المناطق المستهدفة بشكل رئيسي، وذلك لأن التركي لا مصلحة له بالإستمرار بالخلاف مع الروسي بسبب إدلب.
لكن مصادر أخرى ترى أن الصعوبة الحقيقة في معركة إدلب هو وجود عدد كبير من المدنيين في القرى والمدن، الأمر الذي سيعرقل عمليات القصف والتقدم السريع.