لا تخرج العملية الأمنية التي قام بها الجيش اللبناني أمس عن إطار الخطة الأمنية التي بدأت قبل نحو عام في بعلبك – الهرمل، والتي تسير على قدم وساق، مع حصولها على زخم شعبي في المرحلة الماضية، إذ زادت المطالب الشعبية المصّرة على أن تضرب المؤسسة العسكرية بيد من حديد من أجل فرض الأمن في المحافظة.
لا يمكن الحديث عن تفاصيل العملية الأمنية، وفق مصادر معنية، إلا بعد التأكيد على أنها عملية محضّر لها مسبقاً ولم تأتِ بالصدفة بعد مداهمة روتينية.
فقد عمدت فرق متخصصة في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني إلى تنفيذ عمليات رصد وإستطلاع دقيق إستمرت أشهراً، ليبدأ بعد ذلك التحضير العملي للعملية ومن ثم تنفيذها الذي تمّ أمس.
وجدت قوة الرصد، وفق المصادر ذاتها، عدّة ثغرات ممكن الإستفادة منها لإيصال القوات العسكرية المداهمة إلى مكان تواجد المطلوب، وهذا ما كان أساسياً في الخطة التي وضعت من أجل تنفيذ عملية أمنية ناجحة.
فقد إستقدمت القوة المداهمة من بيروت، وهي تابعة لمديرية المخابرات، بمشاركة قوات من النخبة، وتمركزت في إنتظار ساعة الصفر لبدء العملية، خصوصاً أن هذه القوة مدربة بشكل كبير ودقيق على هكذا عمليات تتداخل فيها المداهمة والإشتباك من النقطة صفر.
وتؤكد المصادر أن الهدف من العملية في الأصل كان إعتقال المطلوبين، بالإعتماد على عامل المفاجأة، لكن الخلل الوحيد الذي شاب العملية هو ملاحظة المطلوب لحركة ما، الأمر الذي دفعه إلى الشروع في إطلاق النار الكثيف على القوة المداهمة مستفيداً من مجموعته التي كانت إلى جانبه، وهو الحدث الذي أعطى القوات المداهمة إيعازاً لتبادل إطلاق النار لفرض تسليم المطلوبين أنفسهم.
وتجزم المصادر بأن الخطة الأمنية مستمرّة، وتحديداً سياسة "ضرب الرؤوس"، التي تستهدف الرؤوس الكبيرة التي تتاجر بالمخدرات وعدم التركيز على المطلوبين العاديين، وذلك بهدف خدمة أهالي بعلبك - الهرمل تحديداً المتضررين بشكل أساسي من هؤلاء الذين يعملون كدولة ضمن الدولة.
وعما يحكى حول إقدام عناصر الجيش على تنفيذ تصفية جسدية بحق عائلة المطلوب اسماعيل وعدد من الذين كانوا معه والإتهامات الموجهة للجيش باستخدام فائض قوة نارية أدى الى سقوط 7 قتلى، تنفي المصادر ذلك جملة وتفصيلاً وتتحدى تقديم دليل يثبت ذلك، مشيرة الى أن مقتل هذا العدد حصل في محيط المنزل وليس داخله كما روج.
وتكشف لـ "لبنان 24" أن المطلوب حاول الفرار من منطقة العمليات مستخدماً "بيك آب" لون أسود كان مركوناً في الجزء الخلفي من المنزل، صعد على متنه المطلوب إضافة إلى الضحايا الـ 7، وبعد انطلاق "بيك آب" رصدته مروحية عسكرية كانت تحلق فوق المنطقة، فأبلغت القوة التي كانت تكمن في مكان متقدم فاستهدفته بوابل من الرشقات النارية، مما أدى إلى حدوث ما حدث.