دخل تنظيم "داعش" من خلال عملية عسكرية أمنية إلى أرياف محافظة السويداء محققاً تقدماً ميدانياً ملموساً ومخّلفاً خسائر كبيرة في الأرواح في صفوف المدنيين، فما هو سرّ تقدم "داعش" في هذه المحافظة بعد هدوء طويل المدى، وهل يوحي هذا التقدم بالعودة إلى مرحلة تمدد التنظيم؟ تتحدث مصادر مطلعة عن أن الهجوم جاء مفاجئاً وحقق تقدماً ملحوظاً موسعاً البؤرة التي كان يحاصرها الجيش السوري في بادية السويداء نظراً إلى قلة الإستعدادات في تلك الجبهة بشكل رئيسي. وترى المصادر أن بؤرة "داعش" التي كان يحاصرها الجيش السوري في تلك المنطقة منذ نحو سنة، ولم تكن أولوية عسكرية، في حين يعتبرآخرون أن النظام السوري ترك هذه البؤرة على طرف السويداء لعدم إراحة المحافظة بشكل نهائي ولكي يستفيد من مساهمتها إلى جانبه في الحرب السورية، خصوصاً في ظل العداوة التاريخية بين أهالي السويداء من الدروز وبين بدو البادية السورية الذين ينتمون بمعظمهم حالياً إلى "داعش". وتعتبر المصادر أن الزخم الذي حصل عليه "داعش" في ريف السويداء يعود بشكل رئيسي إلى إنتقال معظم الخارجين من مخيم اليرموك والحجر الأسود الذين، إنتقلوا إلى تلك المنطقة وساهموا بتحسين الوضع الميداني للتنظيم في تلك المنطقة، الأمر الذي أعطى للهجوم الأخير زخماً ملفتاً، من دون إغفال حقيقة حصوله على دعم عسكري ولوجستي مجهول ظهر خلال سير المعركة. وتقول المصادر أن جزءاً من دوافع "داعش"، والتي أدت به إلى خوض هذه المعركة الخاسرة على المدى المتوسط، هو تخفيف الضغط على مسلحي التنظيم في حوض اليرموك في درعا، حيث بدأ الجيش السوري تمهيده الناري للسيطرة على هذه المنطقة، آخر مساحة غير خاضعة للجيش السوري في درعا.