اهتزت الأوساط التربوية في المغرب، على وقع جريمة شنيعة، بطلها تلميذ أقدم على طعن أستاذ بسكين داخل الفصل الدراسي، بسبب منعه من الغش في الامتحان، سرعان ما فتحت النقاش حول المستوى الذي وصل إليه التعليم في البلاد، وحقيقة العلاقة بين الأساتذة والتلاميذ.
ووقعت الحادثة، يوم الاثنين، في إحدى الثانويات الإعدادية بمدينة سلا قرب العاصمة الرباط، حيث كان الأستاذ يقوم بمراقبة الامتحان الخاص بنيل شهادة ختم الدروس الإعدادية. وأثناء جولة في القسم بين التلاميذ الممتحنين، ضبط أحدهم يقوم بعملية الغش، فتدخل لمنعه، لكن تصرفه لم يعجب التلميذ الذي قام بتوجيه طعنات غادرة بسكين على وجه الأستاذ وأذنه، تسببت له في جروح خطيرة، استدعت نقله إلى المستشفى لتمكينه من العلاجات الضرورية.
وخلفت هذه الحادثة موجة غضب في صفوف الأوساط التعليمية، وسخطاً من تكرر حوادث العنف ضدهم. وخرج أساتذة المؤسسة التربوية التي حصلت فيها الحادثة للاحتجاج، مطالبين بضرورة توفير الحماية لهم أثناء ممارسة مهنتهم، وإيجاد الحلول للحد من ظاهرة تفشي تعنيف الأساتذة من قبل التلاميذ.
ورداً على ذلك، أعلنت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمدينة سلا أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتقال التلميذ المعتدي، لإحالته على الجهات المختصة للتحقيق وترتيب الجزاءات.
كما أكدت المديرية الإقليمية في بيان، أمس الثلاثاء، رفضها لكل اعتداء جسدي أو معنوي على الأساتذة المكلفين بالحراسة أثناء الامتحانات والتصدي لهذه الاعتداءات بما يلزم من صرامة وحزم، بالتنسيق مع السلطات المختصة، مشيرة إلى أن الأكاديمية الجهوية تتابع مع المديرية الإقليمية هذه الحادثة بتنسيق مع السلطات الأمنية والقضائية حفاظاً على حق الأستاذ وصوناً لكرامته.
وأصبح تعنيف التلاميذ للأساتذة في المغرب مشهداً متكرراً في الفترة الأخيرة. فقبل أشهر، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وقع تصويره داخل القسم، ظهر فيه تلميذ وهو يوجه لكمات قوية على وجه أستاذه، قبل أن يسقطه أرضاً ويقوم بسحله والتنكيل به، في حادثة أثارت جدلاً واسعاً في البلاد، تعهدت على إثرها السلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الظاهرة.
(العربية)