يشهد سباق الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام شراسة وتصارع، والحقيقة أن بعض المسلسلات يستحق أن نرفع له القبعة تقديراً واحتراماً، والبعض الآخر يشعرك بالحيرة، فغالبيتها قائمة على التريندات التي اعتقد بعض صناع الدراما أنها مقياساً للنجاح، ودفعهم للتسارع لاحتلال "التريند" ، ولكن ظهر الكثير من التعليقات سواء من جانب الجمهور أو النقاد أو الفنانين وبعضها يشكك في مدى واقعية تلك "التريندات."
يقول محمد عبد الرحمن الناقد الفني، لـ "سكاي نيوز عربية": فيما يتعلق بظاهرة التريندات المزيفة التي كثر الحديث عنها في رمضان يمكننا القول إنها ليست بجديدة وبدأت بالتصاعد خلال الخمس سنوات الأخيرة بعد إحساس الفنانين بأهمية أن يكون لهم نصير علي "السوشال ميديا" وإنها مقياس نجاح المسلسلات.
وتابع "عبد الرحمن"، أن المسلسلات تتصدر التريند لأن شركات التسويق وشركات الإعلانات التي تتعاقد مع صناع العمل الدرامي، بدأت تضع هذا الأمر في اعتبارها وتقوم بالاتفاق المسبق للترويج للعمل.
سوق سري لشراء التريند
وأضاف عبد الرحمن أن هناك مسلسلات تنجح شعبيًا ولكن لا يوجد لها صدي على "السوشال ميديا" لأن جمهورها لا يتكلم عنها ولكن للأسف الظاهرة بدأت تأخذ إطارا سلبيا أكثر، لأن هناك بعض المسلسلات هي بالفعل أقل من المستوى المطلوب لدى الجمهور لذا يبدأ الجمهور في مخاصمتها، مما دفع الفنانين للتعامل مع صناع هذه التريندات حيث يوجد سوق كامل سري يقوم عليه العديد من الأشخاص يقومون بالاتفاق مع شركة الإنتاج أو الفنانين أنفسهم للترويج بأن هذا المسلسل ناجح والجمهور يشاهده.
دراما رمضان.. أزمات نفسية أو سلوكية
وأشار إلى أن هذا العام بدأ الجمهور في اكتشاف ذلك الأمر، إما بسبب الوعي الذاتي أو أن بعض الفنانين كشفوا عن ذلك وهاجموا بعضهم البعض.
وأشار إلى أن التريند المزيف له طريقتان أو عدة طرق ولكن أشهرها عبر تطبيق " تويتر" بأن يقوم المغردون بكتابه اسم المسلسل أو الأبطال عدة مرات بطريقة فنية فيظهر المسلسل في قائمة "التريندات" على "تويتر" ثم يقوم بطل العمل بالتقاط قائمة التريندات ونشرها باعتبار أن المسلسل بات الأكثر تداولا على مواقع السوشال ميديا. ولكن عندما يدخل الناس لاحقا بساعة أو ساعتين لا يجدوه ولا يستمر هذا التريند المزيف إلا عشر دقائق أو نصف ساعة على الأكثر ثم يختفي على عكس الحقيقي الذي لا يختفي إلا بعد عدة ساعات.
والنوع الآخر عبر "الفيسبوك" حيث يتم الاتفاق مع مجموعة كبيرة من الصفحات لديها ملايين المتابعين والذي يظهر بأنها لا علاقة لها ببعضها البعض من أجل الكتابة عن المسلسل ونشر صور له والإشادة به، وبذلك يقوم الفنان لاحقا بتجميع هذه الإرشادات ونشرها عنده باعتبار أن الكل يشيد به.
واختتم، أن تلك هي أبرز طرق "التريندات" المزيفة وهي الظاهرة التي وصلت إلى ذروتها هذا الموسم ولا يتوقع أن تستمر بهذه الطريقة الموسم الرمضاني المقبل لأن الجمهور قد كشفها وأيضا اشتكى منها بعض الفنانين.