Advertisement

لبنان

طرابلس: مواجهة المرأب مفتوحة.. والعسكر على الحياد

Lebanon 24
11-03-2016 | 00:17
A-
A+
Doc-P-126056-6367053665302897001280x960.jpg
Doc-P-126056-6367053665302897001280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لم تنفع التهديدات باللجوء إلى "العسكر" من أجل فرض مشروع "مرأب التل" بالقوة على طرابلس وأهلها في تمكين الشركة المتعهدة من مباشرة عملها يوم أمس، كما لم تُخِف هذه التهديدات مجتمع المدينة من فتح اعتصام احتجاجي في ساحة جمال عبدالناصر "المستهدَفة" والنوم فيها ليلاً ضمن الخيم، والتجمع بكثافة صباحاً، والبقاء فيها رفضاً لهذا المشروع الذي تعتبره الهيئات المدنية أنه غير ذي جدوى، ويؤدي الى تشويه وسط المدينة، إضافة الى أنه تفوح منه روائح الصفقات والسمسرات والمحسوبيات والإرضاءات المالية. وما لفت الانتباه أمس، هو غياب الجيش اللبناني وكذلك القوى الأمنية الأخرى، عن ساحة الاعتصام، الأمر الذي جرى تفسيره على أنه رسالة واضحة من قبل القيادات الأمنية الى المسؤولين المعنيين بأن "العسكر" لن يتدخل في أي نزاع مدني، ولن يقمع معتصمين مسالمين يطالبون بأبسط حقوقهم من الإنماء الذي يخدم مدينتهم، وأن كل ما تمّ التهديد به كان من أجل التهويل الذي تجاوزه الاعتصام الحاشد أمس، كما أشار بعض مسؤولي الهيئات المدنية الى أنهم تواصلوا مع القيادات الأمنية التي أكدت لهم أنه لا يوجد أي قرار بتدخل العسكر في هذه القضية على الإطلاق. وعلمت "السفير" أن توحيد جهود المجتمع المدني، ونجاحه في تشكيل لجنة تتابع كل شاردة وواردة في قضية مرأب التل، قد دفع مجلس بلدية طرابلس في جلسته التي عقدت مساء أمس الأول الى إعادة طرح مشروع المرأب على طاولة البحث، لاسيما في ظل اعتراض بعض الأعضاء على التهديدات التي وجّهت إلى المعتصمين، ومطالبتهم بالتريث في مباشرة العمل. وتشير المعلومات إلى أن رئيس البلدية المهندس عامر الرافعي قرّر ترك اجتماعاته مفتوحة مع المهندسين المعنيين للوقوف على آخر التطورات. وفي هذا الإطار، أكد الرافعي لـ"السفير" أنه يرفض حصول أي تصادم مع المجتمع المدني على خلفية هذا المشروع، مشدداً على أنه يفضل التريث ألف مرة على أن يتعرّض المعتصمون لأي أذى، مشيراً إلى أنه ضد الاستعانة بالقوى الأمنية لفرض أي شيء على المدينة وأهلها. ودعا الرافعي المجتمع المدني الى التعاون الإيجابي والتكاتف من أجل حماية مشاريع المدينة، وقال: إن ما شهدته المشاريع السابقة من تأخير كان بسبب الفوضى الأمنية، لكن مع استتباب الأمن اليوم لا يستطيع أحد التعطيل، ولا يجوز أن تبقى طرابلس من دون مشاريع، مجدداً تأكيد أن المشروع هو لتأهيل منطقة التل بكاملها وليس مجرد مرأب، مشدداً على أن البلدية تلتزم بقرارات وقوانين لا تستطيع أن تضرب بها عُرض الحائط. ويمكن القول إن المجتمع المدني في طرابلس صمد أمام كل التهديدات، فبدأ اعتصاماً مفتوحاً يوم أمس الأول وتطوّع نفر منه بالنوم في الساحة ضمن خيم تمّ نصبها ليكونوا على أهبّة الاستعداد لمواجهة الشركة المتعهّدة في حال قرّرت العمل في ساعات الفجر الأولى، كما حصل يوم الأحد الفائت، فيما ترك الكثير من المعترضين أشغالهم وانضموا الى الاعتصام الحاشد على وقع الأناشيد الوطنية، وكانت لافتة للانتباه مشاركة رئيس بلدية طرابلس السابق الدكتور نادر غزال الى جانب العديد من الفاعليات والشخصيات والناشطين الطرابلسيين. وانطلق الاعتصام الذي حمل عنوان: "لا للمرأب التخريبي" بالنشيد الوطني اللبناني فترحيب من مجدي العمري، ثم ألقى رئيس جمعية أهل العطاء محمد تامر كلمة لجنة المرأب، فأشار الى أن كاراج سيارات هبط على طرابلس بقوة القرار السياسي، فحاولوا إقناع الناس بأنه مشروع إنمائي، أجبروا المجلس البلدي على تغيير رأيه من الرفض الى الموافقة، مؤكداً استمرار التحركات الرافضة لكاراج السيارات، والثبات على الحق في مواجهة أباطيل الظالمين الذين قهروا المدينة وحرموها من أبسط حقوقها وغيّبوا مشاريعها الحيوية المعروفة منذ سنوات". وقال مسؤول "اتحاد الشباب الوطني" المحامي عبد الناصر المصري: "لقد نسوا أن طرابلس تحتاج مصانع ومدارس ودور رعاية للمسنين والأيتام ومساكن شعبية، والماء والكهرباء وموظفين للضمان وكشافين جمركيين وتأهيل المعرض والمصفاة. لقد تفتقت عبقريتهم فاكتشفوا أن طرابلس المحرومة والمعاقبة، تعيش حالة اكتفاء تنموي ويعيش أهلها في بحبوحة ورفاه، ولم يعد ينقصهم سوى مرأب للسيارات حتى تكتمل أفراحهم وتنتهي أحزانهم وآلامهم". واعتبر منسق هيئة الطوارئ الدكتور جمال بدوي أنه "لا يجوز تنفيذ مشروع بعكس إرادة أغلبية أبناء المدينة الذين أعلنوا عن رفضهم في استفتاءات يعرف نتائجها جيداً المؤيدون للمرأب". وأكد جهاد جنيد باسم الحراك المدني أن الشباب لم يعد يحتمل واقع الفساد، ورأى الدكتور خالد تدمري أن التدخلات السياسية أجبرت المجلس البلدي على تغيير رأيه، معتبراً أن المشروع التجميلي الذي تكلف دراسته 250 مليون ليرة كان خدعة لقيادات المدينة، وهو مشروع وهمي. بدورها، أدانت رئيسة "الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس" الدكتورة جمانة الشهال تدمري الإصرار على تنفيذ مشروع المرأب رغم رفض الأكثرية الطرابلسية الساحقة له، مشيرة الى أن هذا المشروع سيؤثر سلباً على معالم المدينة التاريخية وعلى مساحاتها الخضراء وعلى حركة السير، متمنية على المجلس البلدي إعادة النظر فيه، ومستغربة لجوء المحافظ رمزي نهرا الى القوة. (غسان ريفي - السفير)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك