من هو نوبل.. وماهي جائزته؟

جائزة نوبل هي مطمع ومطمح كل من أراد أن يترك خلفه بصمة بيضاء تعود بالنفع على الجنس البشري، والعارفون بتاريخ الجائزة لا ينفكون يعالجون الدهشة المتجددة في نفوسهم، نتيجة الحتمية "البيضاء" لفعل عاد على صاحبه بالندم وتقريع الذات، جراء ما اقترفت قريحته العلمية. الجائزة والنشأة الأولى اكتشف المهندس والمخترع السويدي ألفريد نوبل "مؤسس الجائزة"، سخط الناس عليه، وسمعته بينهم بالصدفة، ففي عام 1888 توفي "لودفيج" شقيق "ألفرد" أثناء زيارة لمدينة كان، وقامت صحيفة فرنسية بنشر نعي لألفرد نوبل عن طريق الخطأ. وتم التنديد به لاختراعه "الديناميت"، وكان نعيه بالغ القسوة حيث عنونت الصحيفة بالقول "تاجر الموت ميت" الأمر الذي كان ذا وطأة ثقيلة على نفسه من الضيق والكآبة، فقرر حينها، ترميم سمعته، وفكر بتأسيس جائزة تحمل اسمه، لتكون الأثر الذي يأتي من بعده بدلاً عن النعوت السيئة التي ارتبطت به في حياته. وفي 27 تشرين الأول عام 1895، وقع نوبل وصيته الأخيرة لدى النادي السويدي النرويجي في باريس، مكرساً الجزء الأكبر من شركته لتأسيس جوائز نوبل التي تمنح سنوياً دون تمييز لجنسية الفائز. وقام نوبل بتخصيص 94% بقيمة إجمالية 31,225,000 كرونة سويدية لإنشاء خمس جوائز نوبل، وكان المبلغ يعادل 1,687,837 جنيه إسترليني آنذاك. في عام 2012، بلغ رأس مال جوائز نوبل حوالي "472 مليون دولار أميركي أو 337 مليون يورو" أي ضعف مبلغ رأس المال الأول تقريباً، مع الأخذ بعين الاعتبار التضخم في العملات. لمن تمنح الجائزة؟ لا تضطلع اللجنة القائمة على تنظيم وإدارة الجائزة بمهمة اختيار الأسماء التي يمكن لها نيل الجائزة إلا إذا تقدم الأشخاص الراغبون بحملها بطلبات ترشح رسمية، يستثنى منهم المتوفون، وللدول والهيئات الأممية الحق في ترشيح الأسماء التي تراها أهلاً لذلك، والجائزة لها عدة نسخ فثمة نوبل للفيزياء وهي أولى الجوائز، كذلك نوبل في الكيمياء والطب والاقتصاد، وهي جوائز تمنح للعاملين في هذه الحقول. وبالنسبة لجائزة نوبل في الآداب فيمكن تقديم اقتراحات الترشيح من قبل أساتذة الآداب والبحث اللغوي وأعضاء الأكاديمية السويدية والهيئات المشابهة ورئيس رابطة الكُتاب الممثلة. أما اقتراحات الترشيح لجائزة نوبل للسلام فيمكن أن تأتي من أي عضو من أعضاء الحكومات أو إحدى المحاكم الدولية كذلك من أساتذة الجامعة في مجالات العلوم الاجتماعية والتاريخ والفلسفة والحقوق والعلوم الدينية ورؤساء معاهد البحث المتخصصة في مجال السلام أو غيرها من المؤسسات الشبيهة. ولا شك أن الجائزة حققت ما كان يرنو إليه مؤسسها ألفريد نوبل، في تحفيز نشاط البحث العلمي، وإبراز الجوانب الحميدة للإختراعات ودورها في رفد الحضارات بأدوات ووسائل التقدم. (وكالات)