Advertisement

مقالات لبنان24

"قصر الحلو" لمذاق العسل ورائحة الليمون

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
17-09-2015 | 04:44
A-
A+
Doc-P-60185-6367053179001817621280x960.jpg
Doc-P-60185-6367053179001817621280x960.jpg photos 0
PGB-60185-6367053179046960801280x960.jpg
PGB-60185-6367053179046960801280x960.jpg Photos
PGB-60185-6367053179037952241280x960.jpg
PGB-60185-6367053179037952241280x960.jpg Photos
PGB-60185-6367053179029043651280x960.jpg
PGB-60185-6367053179029043651280x960.jpg Photos
PGB-60185-6367053179020135161280x960.jpg
PGB-60185-6367053179020135161280x960.jpg Photos
PGB-60185-6367053179010926381280x960.jpg
PGB-60185-6367053179010926381280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ليس بمقدور أي مدينة أن تتبوأ موطن الجمال، أو أن تصبح قطعة سكر في ملعقة من ذهب. ولا رائحة لكل المدن: قلّة فقط تولد لتضمها بين الذراعين وتشمّها، كأم وجنينها. طرابلس من بين هذه الإستثناءات. عبثاً يحاول الباطون أن ينزع لقب "الفيحاء". إن صغرت بساتين الليمون و"النارنج" و"الراتينج"، فثمة من لا يتوّقف عن تلوين هذه الحقول في الذاكرة كي تبقى حاضرة. كقصر الحلو مثلاً. هو من يعرف جيداً كيف يبقي مذاق المدينة عسلاً، وكيف يربط رائحة التاريخ بأمل الغد. كيف لا وقد بات مقصداً، بل معلما تراثياً ومحركاً للعجلة الاقتصادية، ليس في طرابلس وحسب، بل في أرجاء لبنان وحتى خارجه! ليس سهلاً فعلاً أن تضيف عائلة إلى مدينتها لقباً، غير أن عائلة الحلّاب قرنت بين الحلويات وطرابلس، واستطاعت الحفاظ على هذا الإرث اللذيذ الجامع بين الفنّ والصناعة، بل وتطويره حتى بات عابراً للجغرافيا والوقت. كيف بدأت الحكاية؟ في حديث لـ "لبنان24"، يشرح مدير الفرع الرئيسي لـ "قصر الحلو عبد الرحمن الحلاب وأولاده" في طرابلس عادل سنجقدار أن "مدينة طرابلس اشتهرت منذ القدم، بزراعة الحمضيات وقصب السكر وكان الأهالي يبيعون بقدر ما استطاعوا هذه المحاصيل، أما الفائض فاستخدموه في صناعة الحلويات الشرقية في المنازل، ولم يكن آنذاك من محال لبيع الحلويات. هكذا بات هنالك نوعٌ من التنافس بين ربات البيوت، كلّ تتباهى بما "اقترفته" يداها من حلوى. غير أن عائلة واحدة برزت كأمهر من يصنع الحلويات المنزلية. أجمع السكان على أن أطايب بيت "الحلاب" هي الأشهى!" بحنكته وبعد نظره، اختار الحاج محمود الحلاب (المؤسس) أن ينقل هذه الصناعة من الاطار المنزلي إلى إطار تجاريّ، فافتتح عام 1881 اول محلّ للحلويات في أسواق طرابلس القديمة وأسماه "حلويات الحلاب". ومن هنا بدأت رحلة التطوير والتوسع مع تعاقب الاجيال التي آمنت بهذا المشروع، ووصلت مع الحاج عبد الرحمن الحلاب الى ما بات يُعرف بـ "قصر الحلو". يقول سنجقدار ان "هذا المبنى دائماً في ورشة تطوير دائم، لكنه محافظ على طابعه التراثي ورونقه الذي يستمدّه من طابع طرابلس". ومن يجول في "قصر الحلو"، يخال نفسه في سوق كبيرة حيث تختلط الحداثة بالتراث، ويتجلّى الابداع بالتنظيم. فالجيل الثالث، اي أبناء الحاج عبد الحلاب، سامر وأسامة وعامر وعدنان، عملوا على تطوير الشركة في الميادين كافة. فبالاضافة الى هيكلتها واستحداث أقسام إدارية متخصصة في صناعة اصناف الحلويات، جال المدير العام سامر الحلاب في بقاع الأرض ليأتي بآلات صممت خصيصاً لصناعة الحلويات الشرقية، وذلك بهدف تسهيل العمل وتسريعه ومساعدة اليد العاملة وليس إلغاءها. فتأمين فرص عمل للشباب هو من أكثر ما يميّز "قصر الحلو". في الفرع الرئيسي وحده يعمل أكثر من 600 موّظف، وللمحلّ 9 فروع في لبنان، ثلاثة في السعودية، اثنان في الكويت، والعمل جار لافتتاح فروع في كلّ من قطر ومصر. يتابع سنجقدار حديثه مشيراً الى ان "الجيل الثالث لم يكتف بما فعله اسلافه واجداده، بل ها هو يصبو دوماً الى التحسين والتطوير. فمثلاً، يملك قصر الحلو مختبرات خاصة في فرعه الرئيسي لفحص المواد الاولية التي تكون الاجود دائماً، علماً ان تصنيع الحلويات يتمّ فقط في فرع طرابلس بحيث تكتفي الفروع الاخرى بالعرض والبيع وذلك بهدف ضمان أعلى مستويات الجودة والنوعية". وعليه، لم يكن صعباً، بفضل هذه الاحترافية والمتابعة والجهود، ان يحصل "قصر الحلو" على شهادتي أيزو 9001 وأيزو 22000، وبات لكلّ صنف من الحلويات وصفة تلحظ المعايير والمكونات بوضوح ودقة. ورشة التطوير شملت ايضاً لائحة الاصناف. اليوم يصنع "قصر الحلو" اكثر من 1500 صنف من الاطايب، منها ما هو شرقي ومنها ما غربي. وبغية محاكاة مختلف الاذواق والمتطلبات، بات في اللائحة مثلاً حلويات "دايت" وحلويات خالية من السكر. ومن ضمن "الموالح" هنالك لحم بعجين من دون لحمة للنباتيين حيث تصنع من بذور الصويا! والى جانب الحلويات، يملك "قصر الحلو" معملاً لتصنيع البوظة وآخر للشوكولا، بالاضافة الى مطعم يقدّم الصحن اليوميّ من أشهى المأكولات. هل من صنف محبب أكثر من غيره؟ يجيب سنجقدار بأن كل الحلويات شهية ولذيذة، لكنه يلاحظ ان الطلب على بعض الاصناف يختلف بحسب المناطق. فمثلاً في طرابلس يحبّ اهلها "الكنافة "، فيما يفضل البيروتيون "حلاوة الجبن" ويتهافت أهل البقاع على "المعمول". وفي هذا الاطار، يذكر سنجقدار بأن المغترب اللبناني كان سفيراً لقصر الحلو على مرّ الاعوام، وقد ساهم فعلاً من خلال حمل حلوياته معه الى اقطاب الارض في تعريف الاجانب على "هذا الفنّ". نعم، يسمي سنجقدار هذه الصناعة "بالفنّ" الذي بات تراثاً وتاريخاً. يقول ان عائلة الحلاب استطاعت ان تحجز لاسمها مكاناً في "سجلّات" المدينة. كأن يقال مثلاً:" في طرابلس هنالك آثار ومساجد وكنائس...وقصر الحلو"! واذا كانت الحروب المتتالية في لبنان وصولاً الى الضائقة المعيشية والاوضاع الرمادية السائدة هي التي تدرج من ضمن الصعوبات التي واجهت وتواجه قصر الحلو، إلا أنها لم تحدّ من عزيمة العائلة ولم تحل دون العمل على التطوير، حتى في أدق التفاصيل. فاليوم يواكب قصر الحلو عصر التكنولوجيا، فيحضر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، وثمة امكانية لطلب اصناف معينة من الحلويات عبر الموقع الالكتروني وارسالها عبر خدمة الـ DHL الى الخارج. الى ذلك، تعمل عائلة الحلاب على مشروع تتمّ دراسته مع وزارة التربية لاستحداث فرع دراسي تخصصي في المدارس المهنية تحت مسمى الحلويات الشرقية، حيث يتخرج الطلاب حاملين شهادة رسمية تخوّلهم العمل في هذا المجال. واذا كان "قصر الحلو عبد الرحمن الحلاب وأولاده" ساهم ولا يزال في ابقاء "الفيحاء" في الخارطة السياحية وفي تحريك عجلتها الاقتصادية، فان لطوحه حدود السماء، بعدما تجذر في التاريخ والاصالة...والحلاوة! ("لبنان24")
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك