نشرت مجلة "ناشيونال انترست" الأميركية مقالاً حول الحرب المحتملة والتي ستكون دموية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت المجلة بما تنبأ به كينيث أدلمان الذي عمل كمساعد لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في العام 2002، حين توقع أن تكون الحرب ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين "نزهة"، ولفتت الى أنّ الرئيس دونالد ترامب لم يتعلم شيئًا من تجربة العراق، وحذّر من أن الخيار العسكري لا يزال مطروحًا.
وأوضحت المجلة أنّ التاريخ مليء بأمثلة للحروب التي اعتقد السياسيون أنها ستكون سريعة وسهلة، إلا أنّها لم تلاقِ توقعاتهم، ومن الأمثلة الحرب التي خاضها الرئيس الأميركي أبراهام لنكون لتحرير العبيد والتي خلفت عددًا كبيرًا من القتلى، علمًا أنّه توقع ألا تدوم أكثر من 90 يومًا.
توازيًا، فقد توقعت الدول الأوروبية في العام 1914، أن تستغرق الحرب أشهرًا فقط وتنتهي بفوز أوروبي، لكنّها تحوّلت الى حرب عالمية، وقتل الملايين فيها، وسقطت أنظمة سياسية على عكس ما كان متوقعًا، في ألمانيا والنمسا وهنغاريا.
وأشارت المجلة إلى أنّ الخطأ هو أنّ جميع الذاهبين الى الحرب ظنوا أنّ المرحلة الأولى ستكون حاسمة، فعلى سبيل المثال استطاعت القوات الأميركية التغلب على الجيش العراقي في المرحلة الأولى، لكنّ تلك المرحلة لم تكن النهاية، بل مقدّمة للتمرّد ضد القوات الأميركية الموجودة على أرض العراق الذي اضطرب، ما مهّد الطريق لظهور تنظيم "داعش"، كذلك فقد قتل 4400 جندي أميركي هناك، وأنفقت واشنطن أكثر من تريليون دولار، ولذلك فالحرب لم تكن نزهة".
وبعد سرد هذه الأحداث التاريخية عن محطات الصراع الأميركي مع دول أخرى، أشارت المجلة الى أنّ هذه الأمثلة كافية للاعتبار أنّ قرار ترامب بشأن الحرب مع إيران مقلق للغاية، فهو يعتقد أنّ الولايات المتحدة قادرة على الإنتقام والتصعيد، لكن قد تكون حساباته خاطئة، فإيران لديها قدرة على خوض حرب لا سيما عبر الهجمات السيبرانية والغواصات والقوات الخاصة واستخدام الصواريخ، وبالإضافة إلى استخدام قدراتها العسكرية المباشرة، قد تطلب طهران من حلفائها السياسيين والعسكريين في الشرق الأوسط أن يتسببوا بخسائر وفوضى للولايات المتحدة، فإيران تتمتع بعلاقات وثيقة مع "حزب الله" في لبنان ومع عدد من المجموعات الشيعية في العراق.
وختمت المجلة المقال بالإشارة الى أنّه لا يجب أن يخاطر ترامب بخوض حرب مع إيران، لأنّ تداعياتها ستكون دموية ومكلفة ماليًا.