11عامًا مضت وماريو باسيل يقدّم مسرحياته من دون توقّف. حافظ على خطّ رسمه لنفسه في كتابة Comedy Night وإخراجها، وأضاف مع الوقت خطوطاً جديدة يسير عليها فوجد نفسه منتجاً يصطاد المواهب الجديدة كي تقدّم ما لديها في "بيت الفنانين" الذي أسسه تحت اسم Playroom. بين Comedy Night 300 وعرض "أستذة" دار الحديث.
-أطلقت مسرحيتك الجديدة Comedy Night 300، بمَ تتميّز عن سابقاتها؟
غيّرت هيكلية العمل وجعلت العرض أشبه برحلةٍ نحو الضحك تنطلق من دون توقّف، وبالتالي لا استراحة تفصل بين اسكتش وآخر. المسرحية مدّتها ساعتان، والمشاهد فيها مترابطة نوعاً ما، كأننا في مسرحية متكاملة ولسنا في مجموعة مشاهد منفصلة.
-لاحظنا أنّ المشاهد قصيرة...
قصيرة وعديدة. قررت أن أجعل الإيقاع أسرع بعد، فقصّرت المَشاهد ونوّعتها. عملت على زيادة الرسائل، بعضها ظاهر وبعضها الآخر مبطّن، وابتعدت عن الوعظ.
-خفّفت قليلاً نسبة الجرأة الجنسية و"الزعرنة"، أليس كذلك؟
(يضحك) في الواقع لا، لكن الجمهور صار يجد ما نقدّمه عادياً أمام ما يشاهده على التلفزيون. الموجة العارمة من الإباحية والابتذال على المحطات جعلت الناس يعتادونها.
-بصراحة، أعتقد أنّ كُثراً سيفاجأون حين يسمعونك تنتقد الابتذال!
البعض لا يزال يظنّ أنّي مبتذل، وأنا أقول مرّة جديدة: أنا أصدم الناس. موضوعات حسّاسة وحميمة يتحدّث عنها الجميع همساً، أطرحها أنا علناً وبجرأة كي نكسر حواجز الإنغلاق. أساساً، إحدى وظائف المسرح هو أن يصدم الناس كي يعيدوا التفكير في حساباتهم، وهذا ما أقوم به.
-تنتقد في العرض انتشار المسرحية على DVD سعره ألف ليرة، كم يُزعجك الأمر؟
في الواقع، الـDVD يجعلني أصل إلى كل البيوت، لكني أريد أن أدعو الناس إلى مشاهدة العمل في المسرح لأنّ لكلّ عرض جوّه الخاص، أضف إلى أنّ المشاهَدة على التلفزيون تجعل المرء يخسر سحر المسرح والضحكة المباشرة.
-يبدأ في 20 أيار عرض "أستذة" مساء كلّ أربعاء، ماذا عنه؟
مشروع أفكّر به منذ زمن. إنّه stand up comedy يقدّمه عشرة فنانين. أعتقد أنّ الجمهور يريد أن يرى وجوهاً مختلفة. بحثت عن الأشخاص الذين يقدّمون وصلات كوميدية في منطقة الجميزة ومار مخايل وغيرهما، واخترت أكثرهم موهبةً وقررت أن أنقلهم إلى مسرحٍ أوسع مع جمهور أكبر.
-إذاً أنتَ لن تكون معهم على المسرح.
لا، سأكون منتج العمل. دوري أن أفتح أمامهم المجال لانتشار أوسع. بمساعدة صديقي المخرج جاك مارون حاولنا أن نجعل العروض الكوميدية محترفة، بدءاً بالوقوف على المسرح، ثم الاستفادة من الإضاءة والمؤثرات الصوتية، وصولاً إلى المضمون القوي والطريف.
-إلى مَن يتوجّه هذا العرض؟
إلى الجيل الشاب، إلى طلاب الجامعات. تركيبة العرض مخصّصة للجامعيين الذين يريدون تغيير الجو والتمتّع من دون أن يدفعوا مالاً كثيراً. بـ20 دولاراً يمكن الشخص أن يمضي ساعتين من الضحك، ثمّ متابعة السهرة مع DJ.
-إذاً stand up comedy ثم party في سهرة واحدة؟
تماماً. عادةً يشعر الشباب بالضياع بين أن يختاروا مشاهدة مسرحية أو أن يذهبوا للسهر والرقص. أنا جمعت الأمرين معاً، فقربت بهذه الطريقة العروض المسرحية من متعة السهر.
-أنت عالق في الأذهان بأنّك "الممثل الكوميدي"، لكن قلة تعرف أنّك كاتب ومخرج، وأنّك تتّجه أخيرا أكثر فأكثر نحو الإنتاج. أليس الإنتاج خطيراً؟
-لا أخفي عنك أنّه خطير ومتعب، وخصوصاً في لبنان حيث يمكن في أي لحظة أن يتهدّم كل ما بنيته، أو ما تحاول أن تبنيه. لكن من ناحية أخرى، لا يمكن أن نقف مكتوفين خوفاً من الخضّات والضربات، فليس أمامنا سوى المواجهة.
-ما الذي يجعلك تعلن استسلامك فتقول: "ما بقا بدي أعمل شي هون، بدّي سافر"؟
بصراحة، كلّ يوم بفكّر هيك! هيدا صراع كلّ فنان بلبنان، بس دايماً في إيمان بالوطن بِخلّيني إرجع قول "كفّي، أوعى توقّف". أنا بوثق إنّو الإيمان قادر ينقل الجبال، وهيدا اللي بعملو، وهيدا اللي رح ضل أعملو.
(يوليوس هاشم – النهار)