مهرجانات بيت الدين موسم ثقافي يتجدد منذ 30 سنة

مهرجانات بيت الدين الدولية مثال حي عن الارادة اللبنانية الصلبة باظهار الوجه الحقيقي للبنان الثقافي والحضاري مقابل التطرف والعنف والانغلاق. انها تعبير كامل عن التعلق بالتنوع ومحطة حقيقية لابراز المواهب الشابة وتكريم كبار مروا بتاريخ لبنان والعالم العربي والعالم. وقد مضى على اقامة هذه المهرجانات 30 عاما على التوالي بعدما اطلقها النائب وليد جنبلاط عام 1985 وهي برئاسة عقيلته السيدة نورا جنبلاط. كانت هذه المهرجانات محلية في بدايتها بسبب ظروف الحرب، ثم اصبحت دولية، وهي متنوعة ببرامجها من حفلات مع فنانين لبنانيين وعرب وغربيين الى مسرحيات وسهرات موسيقية بحتة و معارض صور. كل حفلات هذه المهرجانات تقام في قصر بيت الدين، واذا اقتضت الحاجة فان احد نشاطاتها قد ينقل الى بيروت على سبيل المثال، حيث رست سفينة الثقافة الاسبانية في مرفأ العاصمة اللبنانية صيف العام 2004 وقد زارها مجانا، ولليلتين متتاليتين، حوالى 30 الف شخص يوميا. وتشير مديرة مهرجانات بيت الدين هلا شاهين الى ان هذه المهرجانات جزء من رسالة لبنان. فهي قد اسهمت في ابقاء هذا البلد ملتقى الثقافات والحضارات. وتقول شاهين لـ "لبنان 24" ان هذه المهرجانات اصبحت حركة فنية لها وقعها على لبنان ككل، وهي تقدم صورة ثقافية عنه على مستوى العالم العربي، وان كانت التحديات كبيرة جدا. يذكر ان بيت الدين التي كانت عاصمة الامارة الشهابية تعتبر من اهم البلدات الشوفية تاريخيا مع دير القمر والمختارة، وهي تضم 4 قصور تاريخية: مطرانية الموارنة وقصر المير امين وقصر المير قاسم قرب بيت الدين. اما قصر بيت الدين الذي بناه الامير بشير الشهابي الثاني الكبير فقد اصبح بعد الاستقلال المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية. وتستخدم المهرجانات ميدانه الذي يتسع للآلاف، اضافة الى القاعة الوسطى والى الاسطبلات القديمة التي تقام فيها معارض الصور. وهذا الصيف سيخصص المعرض للكاتب اللبناني الراحل جبران خليل جبران، حيث سينقل عدد من لوحاته من بشري الى بيت الدين، وحيث ستعرض نسخ عن عدد من مخطوطاته وكتبه ومجلداته. وكان عدد من كبار المشاهير اللبنانيين والعرب والدوليين قد خصصت لهم معارض من ضمن مهرجانات بيت الدين وابرزهم: ايزابيل مينوس عام 2011 والفنان البرازيلي سيباستيان سالغادو الذي صور مأساة الانسانية. وتنطلق حفلات هذا الصيف في بيت الدين مع التينور العالمي Juan Diego Florez وستشاركه السوبرانو اللبنانية جويس الخوري Joyce El Khoury التي تعيش في نيويورك وهي المرة الثانية التي تشهد فيها المهرجانات هذا النوع من التعاون بين فنانين احدهما لبناني والثاني عالمي. اما الحفلة الثانية فهي للروك مع دايفد غراي David Gray والحفلة الثالثة سيحييها الفنان اللبناني مرسيل خليفه مع فرقة الميادين من ضمن برنامج "وعود من العاصفة". وستخصص احدى الليالي أمسية موسيقية بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية مع الأوركسترا الفلهارمونيّة الارمنية وNational Chamber Choir of Armenia وHover Chamber Choir سهرة جاز مميزة مع ريبيكا فيرغيسن Rebecca Ferguson التي ستقدم تحية للمغنية الاميركية السوداء بيلي هوليداي Billie Holiday التي يحتفل العالم هذا العام بمرور 100 سنة على ولادتها. وقيصر الاغنية العربية الفنان كاظم الساهر على موعد مع جمهور بيت الدين لليلتين متتاليتين في باحة القصر الداخلية يقدم مترو المدينة "بار فاروق" وهو عبارة عن عرض غنائي تحية لبيروت بين الثلاثينيات والسبعينيات من القرن الماضي خصوصا لعمر الزعني وطروب وفريال كريم وصباح وشوشو... وحدث هذا الصيف في لبنان مع الديفا آنّا نيتريبكو Anna Netrebko اجمل الاصوات الاوبرالية في العالم، يرافقها التنور Yusuf Eyvazov وأوركسترا الفلهارمونيّة Gioacchino Rossini وختامها مسك مع "كلثوميات" بصوت ريهام عبد الحكيم اروع من غنى لكوكب الشرق ام كلثوم مع فرقة الموسيقار امير عبد المجيد و عازفين شاركوا السيدة ام كلثوم، بالاضافة الى نشاطات تشجيعية أخرى عرض ضوئي يقدمه طلاب جامعة ALBAكمشروع تخرج وحفلة موسيقية يحييها أوركسترا LeBAM المؤلفة من عازفين هواة من كل لبنان