رنين الشعّار: الميكروفون ممنوع... ولهذا بكيتُ على المسرح

تعيش الفنّانة اللبنانية رنين الشعّار هذا الصيف وقتَ ذروة فنية تحيي خلاله سلسلة من الحفلات بين عواصم أوروبية وعربية عدّة، حيث تستعدّ لأمسية غنائية مميّزة ضمن "مهرجانات بيت الدين الدولية" تقدّم فيها تحيّة إلى الفنان الكبير زكي ناصيف، إلى جانب نخبة من الفنانين، كما تتحضّر لإطلاق أوبريت "كليلة ودمنة" العربية -الفرنسية من بطولتها بين باريس وبيروت، بالإضافة إلى سلسلة مشروعات بارزة تكشف عنها في حوار خاص لـ"الجمهورية". في 29 تمّوز المقبل تقدّم «مهرجانات بيت الدين الدولية» تحيةً إلى الموسيقار اللبناني الراحل زكي ناصيف، تحت عنوان "يا عاشقة الورد"، في أمسية مميزة تضمّ أسماء لبنانية كبيرة أبرزها عازف البيانو والمؤلف الموسيقي الأرمني الأصل غي مانوكيان والمطربة سمية البعلبكي وعازف العود زياد الأحمدية والفنانة رنين الشعّار التي تؤكّد في حديث خاص لـ"الجمهورية" سعادتها بالمشاركة في هذه الاحتفالية، لا سيّما أنّ المكرّم هو أبو الأغنية اللبنانية "الذي قدّمَ أجمل الأعمال التي أغنَت تراثنا، ولم ينَل حقّه كفايةً في حياته". المعلّم اللبناني وتضيف: "أكنُّ محبّة خاصة لزكي ناصيف، وكان طرحُ اسمِه كافياً لأتشجّع فوراً للمشاركة التي تسعِدني وتشرّفني. ستكون ليلة لبنانية بامتياز بإدارة غي مانوكيان وبتوزيعات جديدة ونكهة خاصّة ومشاركة لأسماء بارزة، مِثل سمية بعلبكي وجوزيف عطية وزياد الأحمدية على العود... حقيقةً إنّه لَأمر مفرِح أن نقدّم زكي ناصيف الذي تركَ روائع في الأغنية اللبنانية لا تُنتسى". المعلّم اللبناني كان أيضاً موضوع حلقة من برنامج "أهل الطرب" الذي سيعود بموسم ثانٍ، وتتشارك رنين تقديمه مع والدها الفنان عبد الكريم الشعّار عبر تلفزيون "العربي". كانت حلقة تصفها بـ"الحلقة التي تشبه زكي ناصيف نفسه، والتي مرّت مثله كنسمةٍ أتت بوقتها لتردّ لنا الروح. تعرّفت إلى أعماله في عمر صغير نسبياً، وهو له فضل كبير على الأغنية اللبنانية، ومن الجميل أن توجَّه تحيّة إلى أحد كبار الفنانين اللبنانيين، فمع محبتي لكل الفنانين العظماء في العالم العربي وفي مصر التي لا يمكن إنكار ريادتها في إعطاء الفن العربي كبارَ الكتّاب والملحّنين، إلّا أنّنا يجب ان نركّز أيضاً على إرثنا اللبناني ونحتفي به، لا سيّما أنّ زكي ناصيف أعطى الكثير الكثير ولم يأخذ شيئاً له، وإنّني سعيدةٌ بمشاركتي في الاحتفاء به بهذه الأمسية المميّزة"، كاشفةً أنّ "البرنامج سيكون غنياً جداً وسنقدّم خلاله مجموعة من روائع زكي ناصيف... وسأضع فيها كلّ ما عندي، لنقدّمها بطريقة مميّزة مع احترام القالب الأساسي للأغنية طبعاً". "كليلة ودمنة" ورنين التي سافرَت الخميس الماضي إلى باريس استكمالاً للتدريبات المكثفة التي تسبق انطلاقة الأوبريت الفرنسي-العربي الضخم "كليلة ودمنة" في بداية تمّوز المقبل، تعترف بأنّ العمل على هذا المشروع "لم يكن سهلاً وتَرافقَ مع متطلّبات عالية لتقديمه بأفضل صورة، ضمن مهرجان Aix en Provence العريق في فرنسا". وتكشف أنّ العمل الأوبرالي سيقدّم في أحد أقدم مسارح فرنسا Jeu de Paume قبل عرضه في دار الأوبرا في Lille ودار الأوبرا في Dijon، موضحةً أنّ "أماكن العرض بدورها كانت تخضع لمستلزمات دقيقة، فالميكروفون ممنوع، وعلى القاعة أن تتمتّع بهندسة خاصة وأن تكون مبنية خصّيصاً لاستضافة عمل أوبرالي، والحقيقة أنّ مخرج العمل Olivier Letellier لا يقدّم أية تنازلات، ومعروف بصرامته في متابعة أدقّ التفاصيل. وكلّ ذلك جعلني أشعر، في فترة من الفترات، بالضغط والمسؤولية الكبيرة، حتّى إنّني بكيتُ في إحدى المرّات التي كنّا نتدرّب فيها لساعات متواصلة. ولكن بالطبع إلى جانب المسؤولية والرهبة بلعبِ دور البطلة "كليلة" في هذا العمل الضخم أشعر أيضاً بالحماسة والسعادة، وأتمنّى أن نقدّم عملاً على المستوى المطلوب"، كاشفةً أنّه "سيعرض أيضاً ضمن مهرجانات بعلبك الدولية في تشرين الثاني المقبل، وفي تونس ضمن مهرجان الحمامات في صفاقص، وهناك إمكانية لعرضه ضمن مهرجان قرطاج و Broadway في نيويورك". أغانٍ خاصة وعن الأعمال الغنائية الخاصّة، تؤكّد رنين أنّها تستمع لعدد من الأغنيات بغية اختيار الأفضل لإطلاقها بشكل منفرد أو ضمن ألبوم كامل، كما تبدي سعادتَها بتوقيع الأغنية الخاصّة بفيلم المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي المرتقب، والتي تحمل عنوان "إسمعيني"، وهي الأغنية التي كتبتها رنين ولحّنتها وتؤدّيها بنفسها، وهي من توزيع جورج قسيس، وهندسة صوت إيلي عقل، وميكساج وتسجيل استوديو "عقل"، وعزف رائد بوكامل على الناي والرق، وجهاد أسعد على القانون. (رنا اسطيح - الجمهورية)