Advertisement

فنون ومشاهير

الفنانة "المش فنانة" تنتقد نزعة الـ "بلاستيك والفانتاستيك"!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
08-10-2016 | 02:00
A-
A+
Doc-P-212822-6367054380243647731280x960.jpg
Doc-P-212822-6367054380243647731280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بسلاسة وبساطة، تتحسس "سيفين أبي عاد" الجرح الذي ما انفكّ في الآونة الأخيرة يزداد التهاباً ونزفاً. لم تكن الشابة التي تعرّف عليها الجمهور اللبناني مؤخراً عبر أغنية وكليب "أنا مش فنانة"، تقصد الردّ على الرتابات، بل الفضائح "الفنيّة" التي شهدناها هذا الصيف. تصادف التحضير لإطلاق ألبومها الأول مع فترة اجتياح موجة الدخيلات "الفنانات" اللواتي يغنين بالخصر و"المايوه"، يومياتنا. وهذا من حسن حظنا..وفي الحقيقة، هي تقرّ بأن "مشكلتها" ليست محصورة بقضية "الثياب" التي لا تغطي أجساد "المغنيّات". حين تطلّ إحدى الشهيرات العالميات علينا، نصفق حتى لو كانت شبه عارية. هنا، المضمون حاضر. والصوت، وربما اللحن والكلمات. الأهمّ، حضور "الهوية". هوية الفنانة وشخصيتها التي لا تريدها copy paste. رسالة "سيفين" إذاً، موّجهة إلى جميع الفتيات... مؤخراً، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي "كليب" بعنوان "انا مش فنانة". نتحسس منذ اللحظة الأولى طابع "التهكم". هنا صبية تملك صوتاً عذباً. "الجينز" ضيّق، والظهر مكشوف. هي، تضع أيضاً "الماكياج" على وجهها، لكنه لا يلغي التعابير و"الهوية". تتدرب وتتحمّس. تقف أمام لجنة التحكيم، وتتحدى: "أنا مش فنانة وبعرف غني، وجّي بيتحرك أكثر من جسمي، بغني بصوتي مش بهزة خصري". اللجنة يضربها الملل وعدم الرضى. كذلك الرأي العام الذي "هكلان همها" محاولاً اقناعها "شو فيا هلق كلا عملية تجميل، مشينا هلق"! أخيراً، تقتنع. على الصوت أن يكون أنحف من الخصر. تلبس أقنعة التزلف والدلع والسخافة. يتغيّر شجن الصوت وعذوبته، فتتغيّر الكلمات :"انت مش فنانة، وروحي انضبي... وسمعونا الزقفة". "تطرب" اللجنة وتنهمر الأموال. دقائق قليلة كانت كافية للضغط على الجرح، الى حدّ الشعور بوخز الألم. تنزع "سيفين" الشعر الاصطناعي الأشقر، آملة في نهاية الفيديو اقتلاع التصنع المستشري من جذوره أيضاً... وصلت الرسالة إلى كثيرين في غضون ايام قليلة، بمساعدة "السوشيل ميديا". لكنها حتماً، وللأسف، لم تحظ بترف الـ virality مقارنة مع بعض السخافات التي اشعلت الانترنت والإعلام والرأي العام في خلال ساعات قليلة. هذه الحقيقة تؤكدها أبي عاد في حديث لموقع "لبنان24"، لكنها سعيدة بالنتيجة التي حققتها حتى الساعة. و"سيفين" صبية تغنّي منذ أعوام كثيرة. كانت تؤدي أغنيات الفنانين الذين تحبهم (شارل أنزنافورـ اديث بياف وغيرهما)،وأغلبيتها باللغتين الفرنسية والأجنبية. لكن المزاج الفنيّ العام في الحفلات والسهرات الفنيّة، كان يحتّم عليها التنويع لإرضاء كلّ الأذواق، على قاعدة "شوي من كل شي". كانت سعيدة لأنها بطبعها، تقدّم فناً من قلبها. ولأنها أيضاً كانت متأكدة من أن "أحدهم (أحد المتذوّقين والمعنيين بالفنّ الرصين والحقيقي) سيكتشفها في إحدى الحفلات، ويقدر موهبتها ويؤمن بها، فتصل الى تحقيق الحلم. كان ذلك أشبه بأحلام طفلة بريئة تعيش La vie en rose. خاب ظنّها، وفهمت أن ما تسعى الى تحقيقه يتطلب ثورة. ثورة بدأتها حينما قررت أن تعيد النظر فيما تفعله. هي تعشق الفن وهو يسكنها، لكنها تريده فناً يعبّر عنها، يشبهها، تتوّسله لغة تخاطب بها الجميع. توقفت وسافرت الى قطر. هناك، وبالصدفة تعرّفت على الفنان "مايك ماسي" الذي كان ضيف أحد البرامج التلفزيونية، فأعادت مشاهدة الحلقة "اونلاين". سرعان ما لمست فيه ما تبحث عنه. كم هو فريد. كم هو متصالح مع ذاته. كم هو ملك عالمه الجميل. "وكم سيساعدني لايجاد شخصيتي الفنية"! كان ذلك في العام 2012، وبدأ المشوار. باكورة أعمال "سيفين"، أي الألبوم الذي سيتوّفر في الأسواق الشهر المقبل، استغرق أربعة أعوام لانجازه. في المحتوى، أغنيات أغلبيتها باللغة الفرنسية، ثم الانكليزية، وثلاث "باللبناني". لماذا إطلاق "انا مش فنانة" أولاً؟ لا تنفي "سيفين" أن نشر هذه الاغنية "الكوميدية" نابع من استراتيجية تسويقية "ذكية". لكنها أيضاً، أرادت أن تتوّجه الى الجمهور اللبناني أولاً، فكان أن خاطبتهم بقضية يعايشونها يومياً. المفارقة أن هذه الاغنية بالذات أتت لتردّ على ما انتشر مؤخراً من سخافات، ولو من دون قصد. لكنّ ما تحمله من رسالة ليس موجهاً إلى "فنانات اليوم" وحسب، بل الى كل صبية ما عادت متصالحة مع ذاتها وشكلها. تقول أبي عاد: "كلن بدن يكونو Fantastic and plastic. من المؤسف تضييع الهوية والارتهان لما يتداول على السوشيل ميديا والانترنت "كمعايير" للنجاح والشهرة والجمال"! لكنّ "سيفين" تؤكد أن هذه المشكلة ليست محصورة في لبنان وحسب، بل هي عالمية. "ثمة نزعة مستمرة منذ السبعينيات تتمثل بتبسيط الأمور الى حدّ "منع" الناس من الغوص في التفكير والتحليل. هذا الامر نلاحظه حتى في مجال التربية والتعليم، وهو بطبيعة الحال ينسحب على كل انواع الفنون... والفنّ صناعة و"بيزنس" أيضاً. للأسف، بات المجتمع (المحلي والعالمي) بدوره يفتقد الى الصبر الثقافي، مفضلاً كلّ ما هو سريع، سهل، ومبسط. لكنّ الفارق بين فناني الشرق وفناني الغرب، أنه في الخارج، ما زال يُترك للفنان التعبير عن شخصيته بفنّه. في المقابلات الاعلامية، يُعطى مجالاً للتحدث عن دوره في اللحن أو في كتابة النص او اختيار الموضوع... وبالنسبة الى "سيفين"، أن ينقل الفنان تجاربه الشخصية والدروس التي تعلمها من الحياة، ويترجمها بفنه الى الرأي العام، من اسمى المهمات. يذكر أن أغنية "انا مش فنانة" كتبها كلّ من "سيفين" والفنان مايك ماسي والشاعر اللبناني نامي مخيبر وهي من ألحان مايك ماسي وتوزيعه وإنتاجه الفنّي. ميزان "الألبوم" الجديد الذي تنتظر "سيفين" صدوره في الأسواق بشغف وحماسة، يميل الى اللغة الأجنبية أكثر، لكنها لا تمانع العمل على تطوير نفسها للغناء والكتابة باللغة العربية في المستقبل الذي تريده أن يشبه شخصيتها: حقيقي، شفاف، عذب ويحيا على "اوكسيجين" الموسيقى...
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك