Advertisement

فنون ومشاهير

بلال مواس الطرابلسي... "شرّف لعنا" بعفويته

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
09-04-2019 | 03:57
A-
A+
Doc-P-575109-636904042279171618.jpg
Doc-P-575109-636904042279171618.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ساعتان من الضحك المتواصل على مسرح المدينة، مشهد تمثيلي في قالب واحد وديكور واحد، والستارة لم تغلق ولم ترفع أمام الجمهور إلاّ في البداية، الجمهور الذي شرّف إلى "شرّف لعنا".

الكوميدي بلال مواس الذي اختار بيروت وتحديداً شارع الحمرا، مسرحاً لعرضه الأوّل خارج حدود مدينته الشمالية، تمكن من أن يجذب الحضور وأن يسرق ضحكاتهم ونظراتهم، وأن يجبرهم "بحب" على متابعته حتى الستارة الأخيرة!
Advertisement

ما قدمه بلال ليس جديداً على أهل طرابلس، وفي الوقت نفسه غريباً عن مساحات بيروت، مسرحية "كومي - سلفية"، حضرها المتدين، والملحد، على حد سواء، وصفق له الذي يئم الصلاة، مع ذاك الذي أدمن الكاس، وهنا سجّل مواس النجاح الحقيقي، لاسيما وأنّ النص المسرحي دارت تفاصيله الصغيرة في مشهد واحد لم يمنح للمشاهد الاستراحة، ولم ينقله "ديكورياً"، إلا أنّ ذلك لم يصب العمل لا بالرتابة ولا بالملل، فهل من السهل الاستحواذ على إعجاب الحضور لأكثر من 100 دقيقة، والستارة مرفوعة والكرسي والطاولة لم يتبدل مكانهما والشخصيات لم تغيّر حتى ثيابها، طبعاً ليس سهلاً!

الدقائق الأولى من مسرحية "شرّف لعنا"، فرضت على الأشخاص الذين تجمعهم معرفة بمواس، حالة ترقب، لاسيما وأنّ الكوميدي الطرابلسي لم يخرج عن شخصيته في عرضه الأوّل في بيروت ولا عن خطّه الذي نسجه فيه هويته الكوميدية، فجاء بذقنه وعباءته، إلى غرفة تحقيق تصوّر رجل الأمن الذي يوظف "بالباراشوت"، والذي يبحث عن أيّ إنجاز، فيجد في أوّل ملتحٍ يدخل "المخفر" مادة دسمة لنسج تهمة إرهابية، فكيف إذا كان هذا الملتحي متدينا ومن طرابلس؟! هذه "عملية امنية نوعية" لن يفوتها المخبر.
بلال من على "مسرح المدينة" ظلّ ابن مدينة "الميم"، وظلّ أيضاً المواطن الذي أرهقته فاتورة الكهرباء والمياه، ممرراً بالكثير من الرسائل السياسية والاجتماعية وحتى الأمنية، وناقلاً صوت الشارع بجوره، بيافطاته وحتى بشتائمه لأصحاب المعالي والسعادة.

المسرحية التي عرضت أمس، زيّنها صوت "العصفور"، مقدماً بعض الأغنيات المحببة بطريقة طريفة تفاعل معها الجمهور بعفوية، ترداداً وتصفيقاً، ولعل إدخال "الغناء" لمسرح "المواس"، هي خطوة تحسب له، خطوة تمهد للقادم، الذي يكسر فيه المواس "التابو" ويخرج إلينا بحلّة جديدة.

فهل نرى بلال في المستقبل في "كادر مختلف"، لا عباءة فيه ولا طابع ديني، وبمشاركة "أنثوية"؟ هذا ما أتمناه أنا وهذا ما يتمناه الجمهور الذي يريد دائماً أن يصفق لكوميديا المواس.

لا يخفي مواس في حديث لـ"لبنان 24"، أنّ مشاريعه المستقبلية تحمل مفاجآت، تاركاً التفاصيل حتى الإعداد، متوقفاً عند مسرحيته "شرّف لعنا"، التي دعمت معنوياً أكثر مما دعمت مادياً.

يشدد بلال على أنّ الجمهور الذي أتى لمشاهدته لم يكن مجرد عدد، وإنّما "كل شخص من الجمهور أتى لأجل بلال مواس لأنه على ثقة فيه، كل شخص منهم هو مميز، وحالة، وكل واحد منهم يستحق أن يكون في الصف الأوّل، وهنا أتمنى لو المسرح دائري"، مضيفاً "ما وجدته ليل أمس أكثر بكثير مما كنت أنتظره أو أتوقعه أو أتمناه، كنت أتوقع شيئا  نتظر شيئا أتمنى شيئا ولكن ما وجدته تخطى كل ذلك بمراحل إن من حيث المتابعة أو اللهفة".

العروض أقفلت على ليلة واحدة، فيما مسرح البلال ما زل مفتوحاً في حال تمّ تقديم الرعاية والتغطية، هذا ما يؤكد عليه قائلاً "لا دعم ماديا لنا لحجز عشرات العروض مسبقاً، تمكننا فقط من حجز ليل أمس، وأنا حينما أجد أي رعاية أتشرف بتقديم أي عرض في بيروت وغير بيروت".

يتحدث بلال عن الجمهور الذي شاهده وصفق له وضحك معه ليل أمس، هو جمهور منوّع سياسياً ومناطقياً ومذهبياً، معتبراً في هذا السياق أنّ التفاعل الذي حصل على المسرح يحمله الكثير من المسؤولية.

في الختام يشبه الكوميدي بلال مواس شعوره يوم أمس بالقول "ما أحسست به هو شعور رجل فقير معدوم لا أحد يعلم به وفجأة اكتشف أن لديه رصيداً بمليارات الدولارات، ما أحسسته يضاهي شعوري حينما أصبحت أباً للمرة الأولى.. هو شعور ببساطة لا يوصف".


 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك