شخصية رومانسية وحساسة، بعيدة عن الأرقام العلمية والحسابات الذهنية علماً أنه كان متفوقاً بها، فدرس الهندسة وعمل فيها لفترة طويلة قبل أن يخضع لدورات تدريب في التمثيل حيث شغفه، قبل أن يتخذ الفنان اللبناني ايلي شوفاني قرار انهاء مشواره في الهندسة ليلتحق بمجال التمثيل.
يلفت ايلي شوفاني في حديث خاص لـ"لبنان 24" إلى أنه كان ينوي السفر إلى نيويورك لدراسة التمثيل هناك، لأنه لا يرغب بأن يمثل قبل أن يصقّل موهبته بالدراسة، وقبل السفر خضع لاختبار تم اختياره من قبل الممثلة والكاتبة كارين رزق الله للمشاركة في مسلسل "لآخر نفس" وبالتالي غيّر هذا العمل كل خططه وبقي في لبنان، ليشارك بعدها في مسلسل "الحب الحقيقي" الذي كان الانطلاقة الفعلية له.
كثّف ايلي شوفاني ورش التمثيل مع المخرج اللبناني جاك مارون ليتعلم من خلالها كل تقنيات التمثيل والأداء الصحيح، ويشير ايلي إلى أنه يملك موهبة الاحساس في الأداء فهو بطبعه شخص حساس ويستطيع أن يعكس ذلك الاحساس من خلال أدائه، وهو ما برز بدور "شادي" في مسلسل "الكاتب". يقول ايلي: "شادي" يشبهني كثيراً فهو شاب حساس وجل اهتماماته أن يكتب ويحب "تمارا" (ريم خوري)، كما أنه شخصية مكشوفة وغير محصنة". وتحدث ايلي عن تجربته مع "الكاتب" العمل العربي الأول الذي تزامن عرضه على إحدى الشاشات اللبنانية وعلى Netflix، يقول: "عندما بدأت بقراءة السيناريو توقعت أن "شادي" مريض نفسياً، لأنه في أولى حلقات العمل بدا وكأنه القاتل، إذ لديه كل الأسباب لقتل "تمارا" كما ظهر ذلك من خلال تصرفاته، لكن اتضح لاحقاً أنه ليس مجنوناً بقدر ما أن المحيطين به استطاعوا أن يسيطروا عليه ولاسيما "تمارا".
عن تعاونه الأول مع الكاتبة ريم حنا والمخرج رامي حنا، يقول: "انه لم يلتقي ريم ولكنه معجب بكتاباتها. ويلفت إلى أن التعاون مع رامي كان مميزاً، ويود أن يكرر التجربة معه، ورأى أن طريقة تصويره للعمل سينمائية وابداعية، كما أنه ساهم بإيصال إحساسنا بطريقة صحيحة، إذ أن الجمهور يعتقد أن الممثل وحده ينقل لهم الاحساس ولكن المخرج أيضاً يقوم بتلك المهمة". يتابع: "تعلمت من رامي حنا أن أكون حراً في تأديتي للدور، إذ يجوز للممثل أن يجرّب ولو خرج عن النص. عندما بدأت بتجسيد دور "شادي" كنت أحفظ النص حرفياً ولكن لاحظت لاحقاً أن رامي يسمح لنا بأن نغيّر في الحوار في حال صدرت عنا مصطلحات عفوية تخدم العمل، فهو شخص متساهل ومتفهم للممثل لأنه ممثل".
وتعليقاً على الانتقادات التي طاولت العمل، لفت ايلي إلى أن فريق العمل فوجئ بانخفاض نسبة المشاهدة، معتبراً أن "العمل ربما معقّد وثمة من لم يعتد على هذا النوع من الأعمال، "الكاتب" كان جديداً وطريقة تصويره شبه سينمائية، كما أن القصة بوليسية وبعيدة عن الواقع وعن الأعمال التي اعتدنا عليها"، مضيفاً: "بالنسبة إلي هذا العمل هو حجر الأساس لأعمال أفضل لاحقاً".
كشف شوفاني أنه وفريق العمل استلموا في البداية ثلاث حلقات، ثم فوجئ لاحقاً بأن "شادي" سينتحر في النصف الأول من العمل، إذ توقع أن يكون دوره أكبر، ففي الحلقات الأولى كان دوره أساسياً، وأضاف: "لا أنكر أنني تضايقت قليلاً إذ كنت أرغب بأن تكون مساحة الدور أكبر لأبرز قدراتي التمثيلية، ولكن التجربة كانت جميلة ومميزة وكنت سعيداً جداً بالعمل مع رامي حنا وشركة إيغل فيلمز".
جسّد ايلي في مسلسل "الحب الحقيقي" شخصية "عماد" المحتال والنصاب والاستغلالي، عن أوجه الشبه والاختلاف بين "عماد" و"شادي"، يقول ايلي: "عماد" في الجزء الأول من "الحب الحقيقي" بعيد جداً عن "شادي" في "الكاتب"، ربما يُظهر في الجزء الثاني بعضاً من الطيبة لكنه يقع بالخطأ مجدداً أما "شادي" فطيب جداً".
يتحضر الممثل اللبناني ايلي شوفاني للعب مسرحية "الكراسي" للكاتب المسرحي الفرنسي يوجين يونسكو على مسرح منير أبو دبس في الفريكة، ويعمل مع الممثل طارق أنيش وستُعرض المسرحية خلال مهرجان الفريكة. وكان ايلي قد شارك في مسرحية مؤخراً وكانت المرة الأولى التي يقف فيها على المسرح، يصف لـ"لبنان 24" تلك التجربة ويقول: "للمسرح رهبة مختلفة عن التلفزيون وعلى الممثل أن يستمد الطاقة منها. كنت بانتظار اللحظة التي سأقف فيها على المسرح، وكنت مرتاحاً ربما لأنني تدربت جيداً قبل العرض. تعلمت ألا أفرق في تدريباتي على المسرح وأمام الكاميرا، ومن الخطأ ألا يتدرب الممثل جيداً إذا كان سيشارك في عمل درامي بينما يتحضر جيداً للشخصية التي يؤديها على المسرح، لكن بالتأكيد يوجد فرق بين المسرح والتلفزيون"، لافتاً إلى أنه "يهوى الكاميرا لأنه يميل للإخراج ولاسيما متابعة عمل المخرج بدءاً من التصوير مروراً بالمونتاج وصولاً إلى عرضه على الشاشة".
وتحدث ايلي عن أن المجتمع الشرقي يفرض على الممثل الشاب أن يكون دائماً بصورة الشخصية القوية والمسيطرة في أدواره، إذ قلما نجده ضعيفاً أو حساساً، علماً أن هناك أدواراً جميلة يمكن أن يبرز الممثل قدراته من خلالها. وأشار الممثل اللبناني إلى انه تلقى عدداً من العروض التمثيلية ولكنه يدرس أدواره بدقة لاختيار الدور العميق الذي يناسبه والذي يضيف لمسيرته.