Advertisement

فنون ومشاهير

المقاومة والعمالة "في اليوم السادس" لليال راجحة!

كارولين بزي

|
Lebanon 24
17-09-2019 | 03:30
A-
A+
Doc-P-626414-637043056298870728.jpg
Doc-P-626414-637043056298870728.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"في اليوم السادس" فيلم لليال راجحة من 15 دقيقة يسلط الضوء على مرحلة الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982، العمل مقتبس عن قصة حقيقية لامرأة جنوبية وابنها "ابراهيم" الذي استشهد دفاعاً عن أرضه بوجه الاحتلال الاسرائيلي، بالإضافة إلى أبناء ضيعته الذين اختاروا الالتحاق بجيش لحد.
Advertisement

في الوقت الذي يسيطر فيه عودة العميل عامر الياس الفاخوري الى لبنان، كانت ليال راجحة الكاتبة والمخرجة اللبنانية قد عرضت فيلمها "في اليوم السادس" ليشاهده أهل الصحافة، ثم تجول به لاحقاً المهرجانات العالمية. "في اليوم السادس" ليس فيلماً عادياً في حياة راجحة، بل أسس لمرحلة جديدة في مسيرتها وحتى حياتها، وهي المعروف عنها كما تقول لـ"لبنان 24" إنها "ليست منفتحة على الآخر بما فيه الكفاية علماً أن لديها أصدقاء من مختلف الانتماءات والطوائف".

قصة الفيلم ولدت صدفة، إذ كانت راجحة بعشاء عند صديق لها وحضرت السياسة الى طاولة العشاء، وقام أحد الضيوف بالتحدث عن جدته التي أنكرت ابنها أمام العدو الاسرائيلي لكي لا يذهب الأخير لتدمير المنزل فوق رأس قاطنيه. تقول راجحة: "لم يكن لدي أدنى فكرة عما حصل في تلك الفترة ولا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع، أثرت بي القصة كثيراً واستغربت قوة هذه المرأة الجبارة التي أغضبتني بتصرفها وكان لدي الفضول لأعرف أكثر عنها ولما قامت بذلك، وكيف استطاعت أن تتماسك ولا تنهار أمام جثة ابنها. تواصلت مع صديقي وطلبت منه أن يجمعني بذلك الشخص وبالفعل التقينا وسألته إن كان باستطاعتي أن أكتب قصة جدته كفيلم قصير ووافق مباشرة، ثم طلبت منه ان يساعدني بكتابة النص فاستغرب طلبي، فهو لم يكتب نصاً لعمل سابقاً، كان جوابي بأنني أريد أن يخبر القصة كما، أود أن تكون القصة عميقة بالقدر التي هي عليها".
 


وتتابع: "تحدثت في الفيلم عن المقاومة المؤمنة في الجنوب قبل حزب الله، وهذا ما أطلعوني عليه، والمقاومة المتعددة الطوائف والانتماءات، وبالتالي كان هناك طرفان المقاومة وجيش لحد الذي بدوره أيضاً ضم كلاً من الياس وعلي".

حول التوقيت تلفت راجحة إلى أنها صورت الفيلم منذ سنة تقريباً وكان مشروع تخرجها في جامعة الروح القدس، وعندما لمست تفاعل الأساتذة والطلاب مع الفيلم، اكتشفت أنها ليست وحدها التي تجهل تفاصيل تلك الفترة بل هناك كثيرون ومنهم مثقفون لا يعلمون حقيقة ما جرى خلال الاجتياح. تعرب ليال عن سعادتها بأن الفيلم أحدث وعياً لدى شريحة من الناس جعلتها تتفهم الآخر ووجعه، على الرغم من أن حقيقة كل واحد منا مختلفة عن الآخر تبعاً للظروف والبيئة التي تربى فيها، ولكن عليّ أن أتفهم وأدرك من أين أتت ردة فعل الناس على تلك الأمور، فهي لم تهبط بالمظلة بل خلفها أيديولوجية ومعتقدات. ولا تنكر راجحة بأنها كانت مترددة في عرضه أمام الصحافة لأن الموضوع دقيق جداً.
 


تعلمت ليال من تجربتها الانفتاح على الآخر وتجريد نفسها من الأحكام المسبقة، وأن تكون مستعدة لتقبّل كل ما ستسمعه، وتلفت إلى انها ليست ابنة الجنوب واستطاعت أن تلغي كل الأفكار السابقة لكي تتقبل الحقيقة التي تسمعها.

وعن ضرورة تقبل الآخر في مجتمعنا اليوم، تقول ليال: "من الصعوبة أن يتقبل واحدنا الآخر، وحتى من يعرفني على الصعيد الشخصي يعرف أنني لست شخصاً منفتحاً ويتقبل الآخر بسهولة، إذ كل واحد منا تربى على شيء ويدافع عنه".
 


الترخيص الإسرائيلي

صورت ليال القصة في بلدة جباع الجنوبية وحصلت من أحد الأسرى هناك على الترخيص الذي هو بوستر الفيلم والذي كان يحصل عليه اللبناني المسجون في وطنه من الاسرائيلي لكي ينتقل من منطقة إلى أخرى.
 


لعبت ختام اللحام دور "الحاجة" والدة ابراهيم، وأما ابنها فأدى دوره عبدو شاهين، وتقول انه وخلال كتابة النص تبادر إلى ذهنها فريق العمل الذي رحب بأكمله بالتعاون معها وأبدوا حماسة غير معهودة بالعمل، من رودريغ سليمان الذي أدى دور العميل "الياس"، إلى عبدو شاهين ومازن معضم الجندي الاسرائيلي والياس الزايك اسرائيلي يتحدث العربية وختام اللحام، ووجهت ليال الشكر لفريق العمل الذي ساهم بإنجاح الفيلم من ممثلين ومصورين.

ورداً على سؤال، تلفت إلى أن فريق العمل شعر بالتعب النفسي ولاسيما اللحام التي كانت مجبرة على أن تواجه العدو واستشهاد ابنها في الوقت نفسه، أن تتماسك وألا تضعف، وتحزن وتفرح في الوقت نفسه، وكان عليها ان تظهر تلك الملامح من تعابير وجهها.

لم يخل الفيلم من النفس الكوميدي، إذ حاولت ليال أن تسلط الضوء على علاقة الأم بابنها وبأنهما عائلة تعيش حياةً عادية وليست مبرمجة. وتشير إلى أن حوار اقتلاع السن الذي دار بين "ابراهيم" ووالدته حصل فعلاً ولكنها أضافت إليه دور "الحاجة" التي ركضت لتفتح الباب الذي رُبط فيه سن "ابراهيم". ونوهت ليال برؤية الأب جوزيف سويد الذي قال لها بعد مشاهدته الفيلم بأنه "من الجميل التحدث عن فكرة اقتلاع السن، في اليوم التالي اقتلع من أرضه ومات". وتضيف: "كان للمزمور "رفعت عيني" الذي يجمع الديانات السماوية الثلاث بصوت آدم تأثيراً واضحاً على كل من شاهد العمل وكان بأسلوب حسيني ولا ترتيلة".

وخلال عرض الفيلم للصحافة، سُئلت ليال عن سبب عودتها إلى الحرب، فكان ردها بأنها لا تحب عرض أفلام عن الحروب، ولكن تأثير القصة الواضح على ليال دفعها لتصويره، وتضيف بأنها لم تعكر صفو الأمان والسلام في لبنان، إذ ان لبنان يعيش حالة حرب دائمة. ويعود عنوان الفيلم "في اليوم السادس" إلى فكرة أن الله خلق الانسان في ستة أيام.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك