فيض النور المقدس.. وهذا سرّ الشعلة

ككل عام، فاض "النور المقدس" من داخل كنيسة القيامة في القدس من قبر السيد المسيح، إيذاناً ببدء الاحتفالات بعيد القيامة أو "عيد الفصح" لدى الطوائف المسيحية الأرثوذوكسية (الفيديو مرفق). ومن المتوقع أن تصل شعلة النور المقدسة الى بيروت حوالى 8 مساءً، ثم تنقل الى كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة. ويعتقد المؤمنون المسيحيون أن في اليوم الذي لا تنبعث فيه هذه النار، يعد ذلك بمثابة إنذار بقرب حدوث كارثة رهيبة تهدد البشرية جمعاء. ولا يوجد لانبثاق النار المقدسة تفسير علمي حتى الآن، ويشكك الكثيرون في وقوع المعجزة. غير أن المسيحيين يؤمنون بأن مصدر النار ربانية وأنها تظهر تلبية لصلوات ودعوات المؤمنين والبطريرك. ماذا يحصل وما سر الشعلة؟ هذه "المعجزة" تحدث كل سنوياً في نهار يسمى"سبت النور" (اليوم الذي يسبق مباشرة عيد القيامة حسب احتفال الكنيسة الارثوزكسية الشرقية) حيث يخرج نور عظيم من قبر السيد يسوع المسيح في كنيسة القيامة في أورشاليم، ويضئ هذا النور شموع زوار الكنيسة، في شكل رائع جدير بالمشاهدة. يتم تحضير القبر المقدس صباح يوم سبت النور وقبل مراسم خروج النور المقدس من قبر يسوع المسيح، عبر فحص القبر والتأكد من عدم وجود أي سبب بشري لهذه المعجزة، حيث يبدأ الفحص في العاشرة صباحاً لمدة ساعة واحدة يتم خلالها فحص دقيق يقوم به رجال شرطة إسرائيليين من اتباع الديانة اليهودية باشراف رئيس شرطة إسرائيل ورئيس المدينة اليهودي ايضاً، وبعد التأكد من خلو القبر المقدس من أي مادة مسببة لهذه العجيبة، يتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر. ويتعرض أيضا البطريرك للتفتيش ويدخل القبر بالجلباب الأبيض الذي لا يوجد فيه جيوب ولا يحمل أي شيء، حتى عمته ينزعها قبل الدخول. خروج النور المقدس تحدث مراسم النور المقدّس عند الساعة الثانية عشر ظهراً وتتكون من ثلاث مراحل: أولها الصلاة والتمجيد، ثم يدخل الأسقف الى القبر المقدس، ويبدأ البطريرك الصلاة طالباً من الرب أن يخرج النور المقدس. ويدخل بطريرك أورشاليم (القدس) للروم الأرثوذكس ومعه رؤساء الأساقفة والكهنة والشمامسة وبطريرك الأرمن لتضرب الأجراس بحزن حتى يدخل البطريرك ويجلس على الكرسي البابوي، وتتجمع الطوائف المسيحية من أرمن وأقباط أرثوذكس ثم يدخل الجميع أمام القبر ويظل القبر مُقفل ومختوم، يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس بالدخول إلى القبر، ويخلع الملابس السوداء ثم يدخل البطريرك الى القبر المقدس، وهو يحمل شمعة مطفأة مكونه من عدة شموع عددهم 33 شمعه في حزمة واحدة معقودة معاً وليست منفصله تمثل عمر السيد المسيح. كيف يخرج النور؟ داخل القبر المقدس، يصلّي بطريرك الروم الأرثوذكس وهو راكعاً ويذكر الطلبات الخاصّة التي تطلب السيد يسوع المسيح أن يرسل نوره المقدّس. ويغلف المكان سكون وصمت شديد لآن الجميع يترقب خروج النور بعد صلاة البطريرك يسمع الحاضرين صوت صفير ويخرج برق أزرق وأبيض من الضوء المقدّس يخترق هدوء المكان، ليخرج النور ويضئ الشمعة التي يحملها البطريرك. لا يكون لهذا النور المقدس خواص النار لمدة 33 دقيقة، فعلى الرغم من أنه يضئ شموع الكنيسة إلا انه نور، فيمكن ان تلمسه بيدك وتمرره على جسدك وهو لن يؤذيك فالضوء لا يحرق، ثم بعد 33 دقيقة يتحول إلى نار ويكتسب خواص النار فلا تستطيع أن تلمسه بيدك. (وكالات - aleteia)