رجحت تقارير استخباراتية وصحفية أن يكون إيرانيون أكراد نفذوا الهجومين باسم داعش، قبل بضعة أيام، في قلب طهران.
ورأت آريا بيندكس، كاتبة مساهمة في مجلة ذا أتلانتيك، أنه إذا ثبتت صحة تلك الأنباء، فقد تمثل بداية لحركة إيرانية كردية تهدف لقلب نظام الحكم.
وفيما اعتقلت السلطات الإيرانية 41 شخصاً على صلة بالهجومين الإرهابيين، أمكن التعرف على مهاجم وحيد، سيرياس صادقي، إيراني كردي من مدينة بافيه في غرب إيران. وأعلنت السلطات أن صادقي شارك في تجنيد مقاتلين من كردستان إيران لصالح داعش.
هجمات رمضانية
وتشير بيندكس إلى وقوع الهجومين في وقت واحد قرابة الساعة 10.30 صباحاً، في منتصف رمضان، حين يفضل داعش شن هجماته ونيل شرف" الاستشهاد خلال الشهر الكريم".
وفي الهجوم الأول، حاول أربعة مسلحين ببنادق وأحزمة ناسفة الدخول إلى مبنى البرلمان الإيراني. وأطلق المهاجمون النار على بعض الإيرانيين وخطفوا آخرين. وفرّ أحدهم عبر شوارع طهران ثم فجر حزامه، فيما قُتل الثلاثة الباقون في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الإيرانية.
وأما الهجوم الثاني فقد نفذه مهاجمان عند ضريح الإمام الخميني. وفي سيناريو مماثل تقريباً للهجوم الأول، فجرت مهاجمة حزامها، فيما قتل آخر برصاص الشرطة.
محاكاة
ويوم الأربعاء، وفي محاولة لشرح معنى الهجومين بالنسبة إلى الإيرانيين، قال سايمون تيسدال، مراسل "غارديان" البريطانية إن "الهجوم على ضريح الخميني يوازي في أثره محاولة تفجير نصب لنكولن في واشنطن".
وتشير بيندكس لمقتل 12 شخصاً ولإصابة 46 آخرين في الهجومين الأخيرين. وفي شريط فيديو بثته وكالة أنباء أعماق، قناة داعش الإعلامية، ادعى خمسة رجال وقائدهم (يعتقد أنه صادقي)، مسؤوليتهم عن كلا الهجومين. وكان بالإمكان سماع هؤلاء الرجال وهم يتحدثون بالعربية والكردية، ما يثبت بالدليل القاطع فرضية أن إيرانيين أكراداً يقفون وراء الحادث.
رسالة
في الشريط ظهر قائد المجموعة قائلاً: "هذه رسالة من جنود داعش في إيران، جنود اللواء الأول للتنظيم، ولن تكون، بمشيئة الله، آخر رسالة. يعلن هذا اللواء بداية الجهاد في إيران، ونطالب إخواننا المسلمين بالانضمام إلينا".
وتلفت الكاتبة إلى أنه فيما يعتبر الهجومان أول ما ينفذه داعش في الداخل الإيراني، فقد أصدر التنظيم في آذار الأخير شريط فيديو جاء فيه "سيغزو داعش إيران، وسيعيد للمسلمين "السنة" هذا البلد كما كان من قبل".
بداية
وبرأي بيندكس، تنبئ حقيقة أن مهاجمي يوم الأربعاء هم في الغالب من الأكراد الإيرانيين، فقد يؤشر الهجوم لبداية حركة تمرد كبيرة داخل إيران. ويبدو، في الواقع، أن ذلك ما يسعى إليه داعش. ويوم الجمعة، قال ماشاء الله شمس الدين، محلل شؤون عربية، لصحيفة "نيويورك تايمز" إن سكان البلدات والقرى والقبائل عند الحدود الشرقية والغربية والجنوبية لإيران، يعانون من فقر شديد، ما يجعلهم عرضة للتطرف، وخاصة مع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، ما يدفعهم للالتحاق بداعش وسواه".
حرف الأنظار
وتشير الكاتبة إلى أنه بالرغم من إعلان داعش مسؤوليته عن الهجومين، سارع مسؤولون إيرانيون لاتهام خصومهم الدوليين، السعودية وإسرائيل وأميركا. وقال المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي مساء الجمعة" إن الهجمات لن تفيد سوى في إذكاء الكراهية للولايات المتحدة ولحليفتها السعودية". وفي الوقت نفسه أعلن البيت الأبيض عن "حزنه على أرواح ضحايا الهجومين"، وأشار في بيانه إلى أن "الدول الراعية للإرهاب تخاطر بأن تصبح ضحية للشر الذي تزرعه".
ويوم الخميس، غرّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف على تويتر مدعياً بأن "الحادث الإرهابي الأخير جرى بدعم من حلفاء اميركا. وأن الشعب الإيراني يرفض بشدة ادعاء الولايات المتحدة تعاطفها مع أسر الضحايا".
(24)