بعد هيروشيما وناكازاكي في 6 و8 آب عام 1945، لم يتم استعمال السلاح النووي في أي حرب، لكن تم استخدامه قرابة 2000 مرة بتجارب واختبارات من أجل الحصول عليه أو تطويره، ويعتقد البعض أن هناك 10 دول تمتلك السلاح النووي فقط، ولكن الأمر الحقيقي أن هناك قرابة 18 دولة تمتلك هذا السلاح أو امتلكته وتخلت عنه أو قامت بتفكيكه، وهي مقسمة وفق 4 تصنيفات:
1-الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، ويطلق عليها "النادي النووي" وهي: الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، بريطانيا، فرنسا، والصين.
2- الدول "غير الموقعة" على معاهدة حظر الإنتشار النووي، ومنها الهند، باكستان، كوريا الشمالية، و"اسرائيل."
3- الدول الحاصلة على السلاح النووي بالمشاركة وهي دول "الناتو"، مثل بلجيكا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، وتركيا.
4- دول امتلكت السلاح، ثم قامت بتفكيكه أو تسليمه بعد انضمامها إلى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، ومنها كازاخستان، أوكرانيا، جنوب أفريقيا.
وتبقى الحالة الاسرائيلية فريدة، نظراً الى الغموض الكبير الذي يلفّ برنامجها النووي.
ولكن، من هي الدول التي تمتلك سلاحاً نووياً؟
1- روسيا تملك 7500 رأسا نووياً
أجريت أولى التجارب النووية في الاتحاد السوفييتي بتاريخ 29 آب عام 1949 فى ميدان سميبالاتنسك للتجارب، كازاخستان حالياً.
أما آخر تجربة فكانت في 24 تشرين الأول عام 1990 في ميدان الرمى بجزيرة نوفايا زيمليا، حيث استمر برنامج التجارب النووية السوفييتي 41 سنة وشهرا واحدا و26 يوما، وقد أجري خلال هذه الفترة 715 تفجيراً نووياً للأغراض السلمية والعسكرية على حد سواء.
2- الولايات المتحدة الاميركية تمتلك 7300 رأساً نووياً
تم تفجير أول قنبلة نووية للاختبار في 16 تموز 1945 في منطقة تدعى صحراء ألاموجوردو الواقعة في ولاية نيو مكسيكو في الولايات المتحدة الأميركية، وسميت القنبلة باسم القنبلة (أ) وكان هذا الاختبار بمثابة ثورة في عالم المواد المتفجرة والأسلحة المدمرة ".
استعملت أميركا القنبلة الذرية مرتين في تاريخ الحروب؛ وكانتا كلتاهما أثناء الحرب العالمية الثانية عندما قامت بإسقاط قنبلتين ذرية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان في أواخر أيام الحرب.
3- فرنسا تمتلك 300 رأسا نوويا
امتلكت فرنسا أيضًا أبحاثها المكثّفة قبل الحرب العالمية الثانية اعتمادًا على أعمال فردريك جوليو-كوري، لكنها لم تستمر بعد الحرب نظرًا لعدم استقرار الأوضاع السياسية.
وفي سنة 1956، شكّلت فرنسا لجنة سرية للتطبيقات العسكرية للطاقة الذرية. وبعد عودة شارل ديغول لرئاسة فرنسا مجددًا سنة 1958، اتخذت فرنسا قرارها النهائي بصنع القنبلة، وأجرت اختبارها الناجح سنة 1960 في جنوب الجزائر.
4-الصين تمتلك 250 رأساً نووياً
بالنسبة للسلاح النووي الصيني، جاء في سنة 1951، عندما وقعت الصين والاتحاد السوفييتي اتفاقية تجعل الصين تورّد خام اليورانيوم للاتحاد السوفييتي مقابل مساعدة الأخير لها في صنع الأسلحة النووية.
وفي سنة 1953 أسست الصين برنامجها البحثي، ودعمها الاتحاد السوفييتي بالأجهزة اللازمة إلى أن ساءت العلاقات بين البلدين، وفي 16 تشرين الأول 1964 أجرت الصين اختبارًا نوويًا في بحيرة لوب نور، ثم أتبعوه باختبار صاروخ نووي في 25 تشرين الأول 1966، واختبار قنبلة هيدروجينية في 14 حزيران 1967. كما نجحوا في صناعة الرؤوس النووية سنة 1968، ثم الرؤوس الهيدروجينية سنة 1974.
5- بريطانيا تمتلك 215 رأسا نوويا
كان البرنامج النووي البريطاني جزءًا من مشروع مانهاتن وفق اتفاقية كيبيك سنة 1943، ولكن بعد موافقة الكونغرس الأميركي على قانون ماكماهون سنة 1946، انفصل البرنامج النووى البريطاني، وتوقف تبادل المعلومات النووية بين البلدين.
رأت الحكومة البريطانية أن وجود القنبلة البريطانية ضروري، وفى 26 شباط 1952، أعلن رئيس الوزراء ونستون تشرشل امتلاك بريطانيا للقنبلة الذرية، وأجرت بريطانيا تجربتها النووية الناجحة في 3 تشرين الأول 1952.
وصممت القنبلة البريطانية لتُسقط من قاذفة قنابل، وتم تجربة ذلك بإسقاطها من طائرة فيكرز فالينت على منطقة مارالينجا في جنوب أستراليا في 11 تشرين الأول 1956.
6- باكستان تمتلك من 100 - 120 رأساً نووياً
بعد الصدام بين الهند وباكستان في حرب تحرير بنغلاديش كنتيجة للحرب الباكستانية الهندية سنة 1971، أطلق رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو برنامج الأسلحة النووية.
وفي سنة 1998، فاجأت باكستان العالم بإجرائها تجربتها النووية بعد تجربة شاكتي الهندية بأيام، مما أثار مخاوف من إمكانية استخدام البلدين للأسلحة النووية ضد بعضهما البعض.
7- الهند تمتلك من 90 -110 رأساً نووياً
بدأت الهند برنامجها مبكرًا لإنتاج أسلحة نووية، لكنه تسارع بعد الحرب الصينية-الهندية. أجرت الهند تجربتها النووية الأولى سنة 1974 تحت اسم "بوذا المبتسم"، الذي وصفته بأنه انفجار نووي سلمي كما أجرت خمس تجارب نووية عام 1998.
8- إيران
تم إطلاق برنامج إيران النووي في فترة خمسينيات القرن الماضي بمساعدة من الولايات المتحدة كجزء من برنامج "الذرة من أجل السلام إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979.
بعد الثورة الإسلامية، أمر الخميني بحل أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج، لكنه أعاد السماح بإجراء بحوث صغيرة النطاق في الطاقات النووية، وسمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب الإيرانية العراقية، وقد خضع البرنامج لتوسع كبير .
في تشرين الثاني 2011، انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بعد تقرير خلص إلى أن إيران على الأرجح قد أجرت البحوث والتجارب الرامية إلى تطوير قدرات الأسلحة النووية قبل عام 2003، وقال التقرير إن إيران أجرت دراسات تتعلق بتصميم الأسلحة النووية، وأجرت تجارب تنطوي على إمكان حمل صواريخ نووية على مركبات ناقلة.
وتطور الجدل العالمي حول البرنامج النووي الايراني الى أن وصل الى الاتفاق الموقّع في 2 نيسان 2015.. ولا يزال الجدل قائماً!
9-كوريا الشمالية تمتلك من 10 -16 رأساً نووياً
أعلنت كوريا الشمالية امتلاكها عدد من الأسلحة النووية، وهو ما ظل مثار شك إلى أن اجرت تجربتها النووية في 9 تشرين الأول 2006، وأتبعتها بتجربتين سنوات 2009 و 2013 و 2016، وقد كان العام 2017 مليئاً بالتجارب الهيدروجينية!
10- اسرائيل تمتلك 80 رأساً نووياً
هناك دولة واحدة "تتحفظ بشكل غامض" حول أسلحتها النووية وهي إسرائيل، حيث يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية، وغير معروف بشكل محدد إذا كانت قد أجرت تجربة نووية أم لا، ولكن هنالك تقارير تشير إلى أنها أجرت التجربة بالتعاون مع جنوب أفريقيا عام 1979 .
وتشير الدراسات المختلفة إلى أن إسرائيل استطاعت بناء سبعة مفاعلات نووية أهمها مفاعل ديمونة في جنوب فلسطين المحتلة، حيث تبلغ طاقته 24 ميغاواط.
وللمفاعل المذكور قدرة كبيرة على إنتاج البلوتونيوم بمقدار تسعة كيلوغرامات سنويًّا، بحيث تكفي لإنتاج قنبلة ذرية بقوة تفجيرية قدرها 20 كيلوطن، وهي نفس القوة التفجيرية للقنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة الأميركية على مدينة ناكازاكي اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية.
(وكالات)