Advertisement

أخبار عاجلة

تأثيرها عالمي ومدمّر.. معارك العالم الافتراضي تنتقل إلى الميدان

Lebanon 24
25-03-2018 | 05:28
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
دفع التطور التكنولوجي العالم نحو المزيد من الانفتاح، فاتسع الحيز العام، وتقلص الحيّز الخاص، وتغلب الإنسان على الحدود الجغرافية ببناء علاقات افتراضية عبر شبكة الإنترنت، إلا أن ذلك يختلف فيما يخص العلاقات السياسية الدولية. وكما في العالم "الواقعي" هناك حاجة دائمة لتنظيم العلاقات بين البشر، وحفظ أمنهم، وحماية ممتلكاتهم من الانتهاكات، أصبحت الحاجة للأمن الإلكتروني أولوية، في الوقت الذي يعتمد فيه الإنسان والمجتمع والدول على الوسائل التكنولوجية لتسيير كل أمورهم. ومن هنا وضعت مصطلحات من قبيل "أمن العالم الافتراضي" أو "أمن السايبر"، وأصبح هناك "جريمة إلكترونية"، و"حرب إلكترونية" تدور بين أنظمة ودول وجماعات وأفراد، لتعطي شكلاً جديداً غير تقليدي للحروب، فسلاحها إلكتروني، ولا تسيل فيها الدماء بشكل مباشر، لكنها لا تقل خطورة عن الحرب التقليدية بالأسلحة والمعدات العسكرية المحسوسة. عهد جديد ولا شك أن الحرب الإلكترونية التي أعلنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016؛ بهدف التأثير فيها لمصلحة الرئيس دونالد ترامب شكلت عهداً جديداً في الحروب وباتت بوابة "حروب السايبر" المعلوماتية، وانعكست آثارها على الأرض في الولايات المتحدة. فللمرة الأولى تنتقل حرب السايبر بين الدول إلى الساحة الديمقراطية، بعد أن كانت تقتصر على استهداف المنشآت العسكرية والاستخبارية. وأكد تقرير لوكالة الاستخبارات الأميركية في كانون الثاني 2017 أن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر بحملة نفوذ لصالح ترامب عام 2016، خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية". وأوضح التقرير أن الروس حاولوا "تقويض إيمان المواطنين بالعملية الأميركية الديمقراطية، وتشويه سمعة الوزيرة هيلاري كلينتون، والتأثير في حظوظها الانتخابية". كما كشف التقرير أن "عملية القرصنة على الانتخابات الأميركية تمثل أحدث تعبير لموسكو عن رغبتها القديمة في تقويض النظام الديمقراطي التحرري الذي تقوده الولايات المتحدة، وأن النشاطات الروسية في هذا المجال باتت أكثر تصعيداً في مباشرتها ومستوى النشاط وسعة الجهود، إذا ما قورنت بنشاطاتها السابقة". ويؤكد مراقبون أن الحروب الإلكترونية أو (حرب السايبر) هي حرب بكل ما للكلمة من معنى، ويعرّفها الدكتور بول روزنفياغ، أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن، في بحث له عن قانونية هذه الحرب نشر في عام 2012، أنها "حربٌ ذكية أقوى من أي هجوم برّي أو جوي، وأكثر ذكاءً وأقل تكلفة، فهي لا تحتاج إلى معدات حربية ولا جنود، لكنها تحتاج إلى قدرات علمية عالية". وأشار روزنفياغ إلى أن لحرب السايبر "تأثيراً عالمياً مدمراً، إذ قد تؤدي إلى تدمير بنية تحتية لدولة ما، بما في ذلك سدودها المائية ومفاعلاتها النووية". واعتبر أن "حرب السايبر هي تطور طبيعي في مفهوم الحروب، نقلتها إلى جيل جديد يعتمد على التحكم والسيطرة عن بعد". وقبيل أعوام من توصل المجتمع الدولي إلى الاتفاق النووي مع طهران، شنّت الولايات المتحدة الأميركية حربها السايبرية على مشروع إيران النووي؛ بهدف إضعاف قدرة طهران النووية، وإجبارها على التنازل على طاولة المفاوضات، وهو ما تم وفق خبراء. فمن ثكنة جورج ميد، بولاية ميريلاند الأميركية، عكف الجيش الأميركي على إرسال الفيروسات الخبيثة لتخريب المنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي أضعف قدرتها على تخصيب اليورانيوم. -جبهات لكن واشنطن نفسها لم تكن بمأمن من الحرب السايبرية، ففي يوم الجمعة 23 آذار 2018 وجهت وزارة العدل الأميركية اتهامات جنائية وفرضت عقوبات على شركة إيرانية وعلى 9 إيرانيين ناشطين في معهد "مبنا" الإيراني، لاختراقهم أنظمة مئات الجامعات والشركات وضحايا آخرين لسرقة البحوث والبيانات الأكاديمية والملكية الفكرية. ووصفت وزارة العدل الأميركية القراصنة بأنهم عصابة تسلل إلكتروني، حاول أفرادها اختراق مئات الجامعات حول العالم، نيابة عن الحرس الثوري الإيراني الإسلامي، شاملين بتسللهم عشرات الشركات وقطاعات من الحكومة الأميركية لحساب الحكومة الإيرانية، وفق ما ورد ببيان قالت فيه الوزارة إن الهجوم الذي وصفته بإحدى كبرى الهجمات الإلكترونية التي ترعاها دولة، بدأ منذ 2013 على الأقل، وبه تمت سرقة أكثر من 31 تيرابايت من البيانات الأكاديمية وحقوق الملكية الفكرية من 144 جامعة أمريكية و176 جامعة في 21 دولة أخرى. وفي العام 2014 كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن وحدة المحاربين السايبريين في الجيش الصيني هي المسؤولة عن غالبيَّة الهجمات التي تعرَّضت لها الشركات الأميركية، وحتى الوزارات. وكان الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قد حذّر بكين من أن الهجمات السايبرية تُعد شكلاً من أشكال العدوان الحربي على بلاده، متوعداً بالرد بالمثل. وكان أقسى انتقام للولايات المتحدة بحق كوريا الشمالية؛ عندما قامت الأخيرة في العام 2014 بقرصنة شركة سوني بيكتشرز إنترتينمنت؛ لمنع عرض فيلم (ذا إنترفيو)، الذي يسخر من ديكتاتور كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، وقطعت واشنطن الإنترنت 3 أيام عنها، وعزلتها عن العالم طيلة تلك الفترة. (الخليج أونلاين)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك