احذروا خطر التيفوئيد والكوليرا!

وقع ما كان في الحسبان وطافت الطرق بالنفايات مع اول عاصفة مطرية جدية. اعتدنا في لبنان ان نطوف في مثل هذه الأيام مع بدء موسم الأمطار الغزيرة، إنما ليس على الشكل الذي ظهر، أمس، حين فاضت أنهر النفايات في الشوارع! كنا ننتظر أمطار الخريف حتى نشتم رائحة الأرض التي يكون لها دائماً نكهتها الخاصة مع المطر، اما بعد اليوم، فماذا ننتظر؟ أهو قدر لبنان ان تتحول فيه النعمة الى نقمة؟ ام هي لا مسؤولية المسؤولين؟ ومن يتحمل مسؤولية ما وصلنا اليه؟ وهل هناك من حسيب أو رقيب؟ بعد الذي شاهدناه، أمس، يفترض ان يقال للجميع "اللعبة انتهت". فمن يريد أن يستثمر سياسياً أو مالياً بأزمة النفايات بات مكشوفا، ومن لا يريد ان يواجه المعترضين هنا وهناك بخبث وبكونه ليس معنياً، بات مفضوحاً وانتهت لعبته أيضاً. فالكل شريك فيما حصل ويفترض ان يشارك في إيجاد الحلول السريعة والبعيدة المدى. كان يجب ان يحصل حراك في الشارع للمطالبة بحل أزمة النفايات، ولكن أيضا كان يفترض بالحراك ان يعرف كيف يخرج من الشارع وينتقل الى موضوع آخر بعد ان حقّق بعض أهدافه ويراقب حسن تنفيذ خطة الطوارئ بدل استسهال الرفض المطلق. الأمطار.. والنفايات والمخاطر تتخوّف المتخصصة في الأمراض الجرثومية وعالمة الأوبئة في "المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت" الدكتورة زينة كنفاني من إمكان تلوث المياه الجوفية بمياه الأمطار التي تحمل معها رواسب النفايات. وبالتالي، هناك تخوّف من انتشار بعض الجراثيم مثل التيفوئيد، والتهاب الكبد الوبائي "أ"، والفيروسات المعوية التي تسبب التقيؤ والإسهال. وتقول كنفاني لـ "السفير": "من الممكن أن تنتقل بعض الجراثيم إلى الأفراد في حال تلوث مياه الاستخدام أو مياه الشفة، أو عبر لمس النفايات، أو بواسطة الحشرات من دون وجود خطر انتقال الجراثيم عبر الهواء". لذا، تنصح كنفاني بضرورة غليان مياه الطبخ، والتأكد من نظافة المياه المستخدمة، وتفادي انتقال الحشرات في المنازل. من جهة أخرى، تشير كنفاني الى أنه يمكن أن يؤدي فيضان الأنهار، التي يرمي بها البعض النفايات، إلى تلوث البحر ما يضرّ بالثروة السمكية والبيئة البحرية. ويشرح الأستاذ في العلوم الجرثومية في كلية الصحة العامة في "الجامعة اللبنانية" الدكتور نبيل حداد أن وجود المياه والمواد العضوية يساعدان على تكاثر بعض الجراثيم (بكتيريا الإشريكية القولونية (E.Coli)، وبكتيريا المكورة العنقودية (staphylococcus aureus) التي تسبب الإسهال في حال الإصابة بها)، وعلى ارتفاع خطر ظهور داء الكوليرا في حال دخول أحد المصابين به إلى لبنان. من جهة أخرى، يقول حداد لـ "السفير" إن ارتفاع الحرارة بعد انحسار الأمطار يساهم في تكاثر الجراثيم ومنها البكتيريا المسببة للتيفوئيد، والزحار (dysentery)، والأميبيات. كما يعتبر تكدس النفايات وهطول الامطار عاملين مساعدين لتلوث المياه الجوفية ومياه الشفة والمزروعات، لذا يجب على الأفراد التنبه إلى مصادر المياه المستخدمة، ومياه الشرب، وتعقيم الخضار، وغسل اليدين بطريقة منتظمة. لقراءة النص كاملاً اضغط هنا (السفير)