في مقالته ضمن سلسلة "بروفيسور كوين"، يستعرض البروفيسور أندرو أوركهارت، أستاذ التمويل في كلية برمنغهام للأعمال، العلاقة المعقدة بين البيتكوين والذهب، متسائلًا: هل يمكن للبيتكوين أن يكون "الذهب الرقمي" فعلًا؟
لطالما اعتُبر الذهب ملاذًا آمنًا ومخزنًا للقيمة لقرون، لكن بروز البيتكوين خلال العقد الأخير فتح الباب أمام مقارنات واسعة بين الأصلين. يتشابه الاثنان من حيث الندرة: الذهب نادر بطبيعته، والبيتكوين محدود
العرض عند 21 مليون عملة. لكن التشابه ينتهي هنا.
أصل مضاربي أم ملاذ آمن؟
تشير دراسة
باور وآخرين إلى أن البيتكوين لا يتصرف مثل الذهب في أوقات الأزمات، بل يتحرك بتأثير المزاج العام للمستثمرين، مما يجعله أصلًا مضاربيًا أكثر منه ملاذًا آمنًا. ومع ذلك، أظهر بحث أحدث لشو وكينكيو أن البيتكوين كان أداة تحوط فعالة قصيرة الأجل خلال أزمات مثل جائحة
كورونا والحرب في
أوكرانيا، متفوقًا أحيانًا على الذهب.
يرى الباحثون أن تقلبات البيتكوين، العالية بطبيعتها، تمثل حاجزًا أساسيًا أمام مقارنته بالذهب. فبينما يحافظ الذهب على استقرار نسبي، يتذبذب سعر البيتكوين بشكل حاد، كما حدث في 2025 حين تراوح بين 76 ألف و111 ألف دولار. دراسة
كلاين وآخرين أكدت أن هذه التقلبات، إلى جانب ضعف الارتباط المستقر مع الأصول الأخرى، تجعل من البيتكوين خيارًا عالي المخاطر.
رغم أن الذهب أثبت قدرته على مقاومة آثار التضخم لعقود، لا يزال دور البيتكوين في هذا المجال غير محسوم. ديهربيرج أشارت إلى قدرات محتملة للبيتكوين في هذا السياق، لكن قصر تاريخه وتقلباته تحدّ من فعاليته. وفي دراسة لبوري وآخرين، بدا أن البيتكوين يتأثر بسلوك السوق أكثر من المؤشرات الاقتصادية التقليدية.
يشير كوربيت وآخرون إلى أن ارتباط البيتكوين بالأسواق المالية التقليدية يتغير
مع مرور الوقت. ففي لحظات الذعر المالي، يتصرف مثل الأسهم، لا كالذهب. ومع دخول المؤسسات إلى السوق، قد تتغير هذه الديناميكيات، لكن الأمر لا يزال قيد الرصد.
هل البيتكوين هو الذهب الجديد؟ الأدبيات الأكاديمية تقول إن المقارنة سابقة لأوانها. فبينما يشترك الأصلان في الندرة والاعتراف الواسع، لا يزال البيتكوين يفتقر إلى الاستقرار التاريخي والموثوقية خلال الأزمات. مع ذلك، فإن تطور السوق والتبني المؤسسي والنضج التنظيمي قد يُقربه أكثر من لقب "الذهب الرقمي" في
المستقبل. (decrypt)