Advertisement

إقتصاد

هذه بطيخة، نعم.. وليست كرة قدم!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
15-06-2016 | 10:42
A-
A+
Doc-P-166958-6367053983277726901280x960.jpg
Doc-P-166958-6367053983277726901280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بين ليلة وضحاها، توّرمت، فاضت احمراراً.. ثمّ "نفّست". وفاحت منها رائحة كريهة جداً. وسالت منها عصارة. كانت في المساء، بطيخة، وأضحت صباحاً.. أشبه بكرة قدم "ممعوسة" برجل صبيّ لم ينجح بإصابة الهدف، فقرر الانتقام! إنها بطيخة من لبنان. ماذا حلّ بها، أو بالأحرى ماذا يحلّ بنا كمواطنين يعيشون في هذه البلاد، حياةً مثل البطيخ، الذي نعرف شكله الخارجي ونجهل ما في داخله؟ ما هو الواقع الزراعي في بلاد الأرز؟ من المسؤول عن مثل هذه "التشوّهات"، من يراقب ومن يحاسب؟! بحسب مدير مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام، "فإن قسماً كبيراً من القطاع الزراعي في لبنان سليم، إذ يتقيّد المزراعون بالإرشادات والتقنيات الصحيحة في عملية الزرع والريّ والمعالجة بالأدوية متى يلزم الأمر، ويحرصون على عدم القفز فوق مسار المراحل الزراعية الطبيعية بهدف زيادة الإنتاج والربح المادي السريع". ويضيف في حديث لموقع "لبنان24": "للأسف، ثمة من يخالف من خلال ريّ المزروعات بمياه الصرف الصحيّ ومياه الأنهار، علماً أن هذا الموضوع مزمن وليس مستجداً". ويلفت افرام الى النتائج التي اصدرتها مصلحة "الأبحاث" مؤخراً، والتي بيّنت نسبة تلوّث كبيرة وخطيرة في الأنهار وتحديداً نهر الليطاني"، كاشفاً ان المصلحة سوف تنهي قريباً المسح الشامل لنسب التلوّث في كلّ مياه لبنان، بما فيها الأنهار والبحيرات والمغاور والبحر، وهو "بحث علميّ ممتاز، على أن نتائجه لن تكون جيّدة بسبب نسب التلوّث التي ستتضح"، يقول. ويشرح أنه بالاضافة الى التلوّث الكيمائي، فإن المزروعات تتلوّث بمياه الصرف الصحي التي تحتوي موادا عضوية وأيضاً كيمائية ومعادن ثقيلة. وفيما تظهر عوارض التلوّث الجرثومي على الانسان من خلال اصابته بتقيؤ وارتفاع في الحرارة...، تكمن خطورة التلوّث الكيميائي في تكدسه في الجسم لسنوات دون اظهار اي اشارة، ليؤدي في نهاية المطاف الى التسبب بأمراض خطيرة، بما فيها السرطان. ولا يقتصر تلوّث المزروعات على عامل الريّ بمياه ملوثة، انما يتسببه أيضاً العنصر الانساني. فعلى سبيل المثال، يصار الى اضافة الهورمونات والمواد الكيمائية او للتسريع في عملية النمو وتضخيم الحجم، او رش المبيدات بطريقة عشوايئة وعدم احترام فترة التحريم. يعلق افرام:" بتنا نلاحظ جميعاً ان مذاق الخضروات والفاكهة لم يعد كما كان في زمن أجدادنا، ولا حتى فعاليتها. على سبيل المثال، يصار الى تطعيم البطيخ اليوم "بالقرع" لزيادة حجمه ونموه"، واصفاً هذا الواقع المرير بالقول:" الزراعة تحوّلت الى صناعة". من جهتها، لا تملك مصلحة الابحاث صلاحية المحاسبة، انما يقتصر عملها على الدور الارشادي، بالاضافة الى اجراء الاختبارات والفحوص وتطوير الأنشطة البحثية الهادفة إلى حل مشاكل المزارعين. الدور الرقابي منوط بأكثر من وزارة، كالزراعة والصحة والداخلية عبر المحافظات والبلديات. ولا يعتقد افرام أن ازمة الزراعة في لبنان المتمثلة بعدم تصريف الانتاج اللبناني بفعل اغراق السوق بمنتجات مستوردة او مهربة، هي ما تدفع بعض المزارعين الى توّسل طرق ملتوية في العملية الزراعية: "هذا الموضوع كان موجودا قبل الحرب السورية. ثم انه اذا كان من فائض في الانتاج الزراعي اللبناني، فلم سيلجأ المزارع الى زيادته بطرق مشبوهة؟! على العكس، يفترض ان يعمل على تحسين جودة المزروعات كي يتمكن من المنافسة والبيع وايضا التصدير". وتعليقا على قرار وزير الزراعة بوقف الاستيراد من سوريا، اعتبر افرام انه "في محله ذلك ان ما يدخل الى لبنان عن طريق التهريب لا يخضع لاي رقابة وهو امر خطير، ومن الضروري حماية المزارع اللبناني، لا سيّما وان الطقس هذا العام لم يؤثر سلباً على المزروعات، على عكس السنة الماضية". ما يستنتج اذاً، هو ان التلوّث يضرب مزروعاتنا وحيواتنا. وان جشع بعض الناس يساهم في تفاقم الخطورة. فأين الجهات المعنية من وقف هذا الموت البطيء؟ وهل قدرنا العيش دائما وفق مقولة "بطيخ يكسر بعضو"؟!
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك