Advertisement

إقتصاد

صفحات من العلاقة بين لبنان والصين.. طفرة كبيرة نحو التنمية المشتركة

Lebanon 24
28-01-2019 | 12:00
A-
A+
Doc-P-550920-636842975520419171.jpg
Doc-P-550920-636842975520419171.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

بين لبنان والصين ثمّة الكثير من العوامل المشتركة، أوّلها أنّ هذه البلدين من بين البلدان التي مرّت عليها حضارات قديمة عدّة حتى بات كلّ منهما ملتقى للحضارات. في هذا الإطار كتب وانغ يو (Wang Yu)، وهو طالب ماجستير بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية اللغات الشرقية، جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، جمهورية الصين الشعبية، مقالاً عنونه: الصين ولبنان: "خبز وملح في العصر الجديد"، وجاء فيه التالي:


Advertisement

"تتمتع الصين ولبنان بتاريخ عريق وموروث حضاري باهر، حيث تعتبر الصين واحدة من البلدان الأربعة ذات الحضارات القديمة، أمّا لبنان فهو مهد الحضارة الفينيقية وملتقى الحضارات المختلفة كالآشورية والفرس والإغريق والرومان والبيزنطيين وغيرها.


وبين الصين ولبنان صداقة ودية تضرب جذورها في أعماق التاريخ، إذ إنّ طريق الحرير كان وما زال يربط الشعب الصيني بالشعب اللبناني ربطاً وثيقاً على مدى أكثر من 2000 عام مضى.


وتأسست العلاقة الديبلوماسية بين الصين ولبنان في 9 تشرين الثاني 1971، وبعد ذلك شهدت العلاقات الثنائية تنمية مستقرة في شتى المجالات بما فيها الاقتصادية والتجارية والمالية والثقافية وغيرها.


ومع دخولنا الألفية الثالثة، تتطور التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية والمعلوماتية الاجتماعية والتنوع الثقافي على نحو معمق، وتتسارع وتيرة التغير لمنظومة الحوكمة العالمية والنظام الدولي ويترابط مصير شعوب العالم بشكل أوثق من أي وقت مضى. وفي الوقت نفسه، نواجه تحديات غير مسبوقة، إذ ما زالت الهيمنة وسياسة القوة موجودة. في هذا السياق طرح رئيس الصين شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق" أي "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين" العام 2013، ولقد لبى لبنان هذه المبادرة بشكل إيجابي، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك للحزام والطريق بين الحكومتين الصينية واللبنانية في أيلول 2017.


ويشهد البلدان طفرة كبيرة نحو التنمية المشتركة والكسب المشترك خلال هذه السنوات الأخيرة:


في السنوات الخمس الماضية، شاركت الشركات الصينية بنشاط في بناء البنية التحتية في لبنان. وتقف الأن آلية الموانئ الصينية في مينائي بيروت وطرابلس، وتدعمان بشكل فعّال الحاويات والشاحنات. وكان أكثر من مائة عامل صيني يعملون ليلاً ونهارًا في مشروع أنابيب المياه في جنوب بيروت، وكذلك تستخدم الشركات الصينية التكنولوجيا الرائدة لمساعدة الاتصالات المتنقلة اللبنانية وقد حققت الشبكة قفزة من 3G إلى 4G حتى 5G.


كما شجعت الحكومة اللبنانية بنشاط بناء السكك الحديدية من الميناء اللبناني إلى الحدود السورية، والتخطيط لإنشاء مجمعات صناعية، وبناء "حزام وطريق" مع الصين في مجال الطاقات.


في السنوات الخمس الماضية، حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري وأكبر مصدر استيراد للبنان. إنّ المنتجات المصنوعة في الصين تحظى بشعبية كبيرة في السوق اللبنانية بفضل ثمنها المنخفض وجودتها الممتازة. وفي وقت نفسه يبدأ المستهلكون الصينيون يقبلون على المنتجات اللبنانية المتميزة مثل النبيذ اللبناني وزيت الزيتون والمجوهرات والأزياء الرفيعة المستوى وغيرها.


في السنوات الخمس الماضية، توافد أكثر من 860  لبنانياً إلى الصين للمشاركة في الدورات الدراسية أو التدريبية، الأمر الذي سهل للجانبين الصيني واللبناني تعزيز التبادلات الثقافية وتشارك الخبرات الطيبة. وكانت الصين تمد يد المساعدة للبنان على تخفيف العبء الثقيل للأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، وتقدم عددا من المساعدات الإنسانية إلى لبنان بما في ذلك الغذاء والمعدات الطبية والمستلزمات والنقود، مما خفف بشكل فعال العبء لقبول اللاجئين. وجدير بالذكر أن الصين تبعث ببعض القوات للعمل ضمن البعثة الدولية للأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان، الأمر الذي يضفي على صداقة البلدين الرونق والبهاء.


يمكن القول بأن فترة الخمس سنوات الماضية تستمر فيها الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ولبنان والتكامل الاقتصادي والتعامل الثقافي. وفي المستقبل، سيواصل هذان الصديقان القديمان العمل معا لبناء "الحزام والطريق"، يدا بيد نحو المصير المشترك والتنمية المشتركة. وهذا ما يوافق القول اللبناني المشهور: "صار بيننا خبز وملح".


(Wang Yu)


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك