اللعاب له دور هام في عملية الهضم والحفاظ على صحة الفم والأسنان. وتختلف كمية إفرازه في الفم بإختلاف ما تتناوله من الأطعمة والمشروبات. فهل تعتبر زيادة إفراز اللعاب مقلق للبعض؟
هو مصنوع من الماء، شفاف متعادل كيميائياً ويحوي في مكوناته الماء والأملاح وبعض البروتينات، ومهم جداً لصحة الجسم. فمن هو؟ نعم انه "اللعاب" الذي يحتوي على مواد تساهم في ترطيب الطعام ليسهل طحنه ومضغه داخل الفم، كما يعمل على تنظيف الفم من الميكروبات والجراثيم، بجانب الحفاظ على أسنان قوية.
الغدد اللعابية وإفراز اللعاب
يفرز اللعاب من الغدد اللعابية أثناء عملية المضغ، وكلما مضغتم أكثر، حصلتم على لعاب أكثر داخل أفواهكم، فعليكم بعملية مص الحلوى الصلبة والمحلول المضاد للسعال، فالحلويات تساعد أيضاً في تحفيز إنتاج اللعاب.
وتتواجد الغدد اللعابية داخل الخدين، وتحديداً في الجزء الداخلي من الفم وبالقرب من الأسنان الأمامية لعظمة الفك. اذ يتواجد ما يقارب 100 غدة صغيرة، بجانب 6 غدد كبيرة. دورها يكمن في نقل اللعاب خلال القنوات اللعابية. ففي الوضع الطبيعي ينتج الجسم من اللعاب ما يقارب 4-2 لتر يومياً، وتحديداً في ساعات الظهيرة المتأخرة، أما في الليل فتنتج الغدة كميات صغيرة من اللعاب.
وبناءً لما سبق ذكره، فإن كمية إنتاج اللعاب متفاوتة وتختلف من فرد لآخر، إذ كمية اللعاب الطبيعية وبناءً على أقوال الأطباء، يمكن أن تختلف كثيراً من فرد لآخر، مما يجعل عملية التشخيص الطبي لمشاكل اللعاب صعبة جداً الى حد ما.
أهمية اللعاب
تعمل المادة المخاطية الموجودة باللعاب على انزلاق الطعام داخل البلعوم أثناء تناول الطعام، مما يسهل عملية المضغ، وتعتبر هذه العملية ضرورية جداً ومهمة للحفاظ على عملية الهضم. وهنا تكمن أهمية اللعاب في النقاط التالية :
اللعاب، يحافظ على الرطوبة في داخل الفم.
ويساعد على المضغ، والتذوق وكذلك البلع.
يساعد البلعوم على محاربة البكتيريا في الفم، ويمنع رائحة الفم الكريهة.
اذ يحتوي على البروتينات والمعادن التي تحمي مينا الأسنان، وتمنع تسوس الأسنان وأمراض اللثة.
يساعد اللعاب على بقاء طقم الأسنان الاصطناعية في مكانها.
ماذا لو قل إنتاج اللعاب؟
إذا كان جسمكم لا ينتج ما يكفي من اللعاب، فقد تعانون من جفاف الفم الذي يؤدي الى تورم اللثة واللسان، بجانب الأنسجة الأخرى داخل الفم، غير أن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى ظهور رائحة الفم الكريهة، بعد أن تتنشط البكتيريا في هذه البيئة المزدهرة والتي يقل فيها إنتاج اللعاب، وربما يختلف طعم الأطعمة التي أعدت على تذوقها.
أما الأسنان، فقط يؤثر عليها جفاف الفم ويكون سبباً في إصابتها بالتسوس، بعد أن كان اللعاب يحميها من التسوس ويساعد في إزالة قطع الطعام من بين فراغاتها.
وعلى الرغم من عدم وضوح أسباب جفاف الفم، الا أن حدوثه أمر شائع في صفوف كبار السن. ووفقاً للفرضيات الطبية، فإن الأمراض التي تؤثر على الجسم في مرحلة الشيخوخة، بجانب سوء التغذية واستخدام أدوية معينة، كلها كفيلة في تراجع وظيفة الغدد اللعابية، وإحداث جفاف الفم لدى كبار السن.
زيادة إفراز اللعاب، هل هو مقلق؟
إفراز الكثير من اللعاب داخل تجويف الفم لا ينبغي أن يكون مدعاة للقلق، الا اذا استمر لفترة طويلة من الزمن، فمن الطبيعي أن يختلف إنتاج كمية اللعاب بحسب ما نزوده من المشروبات والأطعمة، فإذا قام الفرد بتناول الطعام الحامض أو الحار، تتنشط حينها الغدد اللعابية وتنتج لعاباً أكثر مقارنة مع كمية اللعاب المفرزة عند تناول الحلويات. ومن الطبيعي أن تزيد الغدد اللعابية من عملها في حال تناول الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة. وغالباً ما يتم التخلص من اللعاب الزائد عن طريق البلع. ويمكن أن يحدث الإنتاج الزائد للعاب عندما تكون واحدة من الغدة اللعابية أكثر نشاطا، أوعندما تكون هناك مشاكل في البلع. وقد تؤدي مشاكل بلع الطعام الى تراكم اللعاب في الفم وإحداث ما يسمى "سيلان اللعاب". غير أن فقدان القدرة أو السيطرة على عضلات الوجه يمكن أن يؤدي أيضاً الى إحداث السيلان.
كيف يمكن علاج زيادة إفراز اللعاب؟
هناك أدوية مصممة للحد من إنتاج اللعاب مثل الجليكوبيرولت "glycopyrrolate". ولكن يوجد لهذه الأدوية آثار جانبية خطيرة مثل إحداث مشاكل في التبول، وزيادة سرعة ضربات القلب، وعدم وضوح الرؤية، بجانب الدوخة والنعاس، لذلك فإنها لا تعطى إلا في الحالات القصوى.
وخيار آخر، هو حقن البوتوكس في الغدد اللعابية. و يعتبر هذا العلاج آمن، ولكن تأثيره لا يدوم سوى بضعة أشهر. وعندما ينتهي التأثير يجب تكرار الحقن.
و أما الطريقة الأخيرة لعلاج زيادة إفراز اللعاب، فتعتمد على الخيار الجراحي، عملية جراحية لإزالة الغدد اللعابية أو تغيير في مسار القنوات اللعابية. هذا النوع من الجراحة يقدم حل دائم لمشكلة فائض اللعاب في أغلب الحالات.
(
Webteb)