لفترة طويلة ظلت التفضيلات الشخصية هي التي تحكم الإجابة عن سؤال: هل الأفضل ممارسة تمارين الكارديو قبل أم بعد رفع الأثقال؟ فالبعض يستمتع بالركض للإحماء قبل رفع الأوزان، بينما يعتقد آخرون أن رفع الأثقال أولاً أفضل لحرق الدهون.
وقد قدمت دراسة صينية جديدة إجابة حاسمة عن هذا السؤال الذي يشغل بال عشاق اللياقة البدنية.
وفق "ذا كونفيرسيشن"، فإن ترتيب التمرين يؤثر بشكل كبير على كمية الدهون التي تفقدها.
حيث فقد المشاركون الذين مارسوا تمارين الأثقال قبل تمارين الكارديو دهوناً أكثر بكثير، وأصبحوا أكثر نشاطاً بدنياً على مدار اليوم، مقارنةً بمن مارسوا تمارين الكارديو أولاً.
التجربة
وفي الدراسة التي أجريت في جامعة فوجيان وجامعة العاصمة في
بكين، شارك 45 شاباً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، والذين تم تصنيفهم على أنهم يعانون من السمنة.
وقسّم الباحثون المشاركين إلى 3 مجموعات لمدة 12 أسبوعاً. كانت إحدى المجموعات مجموعة ضابطة، أي أنهم التزموا بعادات نمط حياتهم المعتادة ولم يجروا أي تغييرات على نظامهم الرياضي.
ومارست المجموعتان الأخريان التمارين لمدة
60 دقيقة، 3 مرات أسبوعياً. كما مُنح المشاركون ساعات رياضية لتتبع حركتهم اليومية بشكل موضوعي. ساعد هذا الباحثين على تجنب الاعتماد على التقارير الذاتية، والتي قد تكون غير دقيقة في كثير من الأحيان.
واتّبعت المجموعتان برامج تدريبية متطابقة، تختلف فقط في تسلسل التمارين. تضمّنت تمارين القوة رفع أوزان، وتضمنت جلسات تمارين الكارديو (القلب) لمدة 30 دقيقة من ركوب الدراجات الثابتة.
تأثير تسلسل التمارين
وشهد المشاركون في المجموعتين تحسناً في لياقتهم القلبية الوعائية، وقوة عضلاتهم، وتكوين أجسامهم. ومن المثير للاهتمام، أن تحسن اللياقة القلبية الوعائية كان متشابهاً بغض النظر عن تسلسل التمارين.
لكن الاختلافات الحقيقية ظهرت عندما يتعلق الأمر بفقدان الدهون وأداء العضلات.
فقد شهد المشاركون الذين رفعوا الأوزان أولاً انخفاضاً أكبر بكثير في دهون الجسم الكلية والدهون الحشوية، وهو نوع الدهون الأكثر ارتباطاً بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما زادوا عدد خطواتهم اليومية بحوالي 3500 خطوة مقارنة بـ 1600 خطوة فقط للمجموعة التي بدأت بتمارين الكارديو.