توصل أطباء إلى عقار أكثر فعالية من الأسبرين في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، في اكتشاف قد يُحدث تغييرًا جذريًا في المبادئ التوجيهية الصحية العالمية، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان"
البريطانية.
فعلى مدى عقود، نصح الأطباء ملايين الأشخاص بتناول جرعة يومية منخفضة من الأسبرين للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة. إذ يقلل الأسبرين من لزوجة
الدم، ما يساعد في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
لكن دراسة حديثة، قُدمت في أكبر مؤتمر عالمي لأمراض القلب عُقد في
مدريد، أظهرت أن عقار "كلوبيدوجريل" (Clopidogrel)، وهو دواء شائع لتمييع الدم، أكثر فعالية من الأسبرين ولا يسبب أي مخاطر إضافية. ونُشرت البيانات الخاصة بالنتائج في مجلة "لانسيت الطبية" المرموقة.
الفريق الطبي الدولي الذي أجرى الدراسة يضم أطباء من
الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وسويسرا واليابان. وأكد أن النتائج أوضحت أن عقار كلوبيدوجريل "متفوق" على الأسبرين، وينبغي أن يتم اعتماده على نطاق واسع في الممارسات الطبية حول العالم.
الدراسة شملت نحو 29 ألف مريض يعانون من مرض الشريان التاجي، وأظهرت أن "كلوبيدوجريل" كان أفضل من الأسبرين في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والأحداث القلبية الوعائية الخطيرة الأخرى، دون أن يزيد من خطر النزيف الشديد.
ويُعتبر مرض الشريان التاجي أكثر أنواع أمراض القلب شيوعًا، وأحد أبرز أسباب الوفاة والإعاقة عالميًا، حيث يعاني منه أكثر من 300 مليون شخص. ويحدث المرض عندما تضيق شرايين القلب بسبب تراكم مادة دهنية تُسمى "التصلب"، ما يؤدي إلى الذبحة الصدرية، وإذا انسد الشريان بشكل كامل فقد يتسبب ذلك بنوبة قلبية قاتلة.
وتتحدى هذه النتائج التوصية التقليدية التي استمرت لعقود باعتماد الأسبرين كعلاج وقائي افتراضي لمرضى الشريان التاجي، خاصةً أن الدراسات الجديدة أوضحت أن الأدلة التي تدعم فوائد الأسبرين وسلامته على المدى
الطويل محدودة.
تحليل جديد لسبع تجارب سريرية كشف أن المرضى الذين تناولوا "كلوبيدوجريل" انخفض لديهم خطر الإصابة بعواقب قلبية وعائية أو دماغية خطيرة بنسبة 14%، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية، مقارنة بالمرضى الذين تناولوا الأسبرين.