أشارت دراسات طبية حديثة إلى أن الطول قد يكون عاملاً إضافياً مؤثراً في احتمالية الإصابة بعدد من الأمراض. ورغم أن الخبراء يشددون على أن القامة ليست المحدد الوحيد، إلا أنها قد تعطي مؤشرات تستحق الانتباه.
بحسب مؤسسة القلب
البريطانية، يعيش أكثر من 7.6 مليون شخص مع أمراض القلب والدورة الدموية في
المملكة المتحدة، بينما يتوفى نحو 49 ألفاً دون سن 75 سنوياً بسببها، وفقاً لصحيفة "ذا صن".
وأوضحت دراسة في New England Journal of Medicine أن كل زيادة 6.5 سم في الطول تقلل خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي بنسبة 13%، ربما بسبب كبر حجم الشرايين وسعة الرئة.
لكن الصورة ليست مثالية، إذ أظهرت أبحاث أخرى أن طوال القامة أكثر عرضة للإصابة بـ الرجفان الأذيني (اضطراب في نظم القلب).
وعند ظهور تعب غير مبرر، ضيق تنفس، سعال مستمر، أو ألم صدري يمتد للذراعين أو الفك، فهذه علامات تستدعي تدخلًا إسعافياً فورياً.
وكشفت الإحصاءات العالمية أن شخصاً من كل اثنين قد يُصاب بالسرطان، فرغم أن عوامل مثل التدخين، السمنة، وقلة النشاط هي الأبرز، لكن الطول يبدو أيضاً مؤثراً.
أبحاث نشرت في The Lancet Oncology بينت أن طوال القامة أكثر عرضة قليلاً للإصابة بسرطانات الثدي والقولون والميلانوما، نتيجة ارتفاع عوامل النمو وعدد الخلايا الأكبر، في المقابل،
القصر أقل عرضة لسرطان المبيض لدى النساء والبروستاتا لدى الرجال.
أي فقدان وزن غير مبرر، ظهور كتل، نزيف غير طبيعي، تعب مزمن، أو تغيّر في الشامات والسعال المستمر يستدعي مراجعة طبية عاجلة.
الخرف، وعلى رأسه الزهايمر، هو السبب الأول للوفيات في
بريطانيا. دراسة نشرت في British Journal of Psychiatry وجدت أن الرجال الذين يقل طولهم عن 165 سم أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 50% مقارنة بمن يزيد طولهم عن 173 سم، ويُرجح أن حجم الدماغ الأكبر لدى الطوال يوفر قدرة أفضل على مقاومة التدهور العصبي.
وأشارت دراسات في Diabetologia إلى أن كل 10 سم زيادة في الطول تقلل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 41% عند الرجال و33% عند النساء، بفضل خصائص أيضية أفضل وتوزيع صحي للدهون، خاصة في الكبد.
والعطش الشديد، والتبول المتكرر، وفقدان وزن غير مبرر أو تعب مستمر، جميعها علامات تستدعي فحص السكر في
الدم.
إلى ذلك، يعاني نحو 14.5 مليون شخص في بريطانيا من تساقط الشعر. ووجدت دراسة في Nature Communications أن الرجال الأقصر أكثر عرضة للصلع الوراثي، بسبب عوامل هرمونية أثناء النمو. وإذا كان التساقط سريعاً، على شكل بقع، أو مترافقاً مع حكة أو التهاب، فقد يشير ذلك إلى أمراض مناعية أو فطرية.
أما القامة الطويلة، قد تفرض ضغطاً إضافياً على العمود الفقري، ما يزيد من احتمالات آلام أسفل الظهر والانزلاق الغضروفي.
أبحاث في BMJ وArthritis Care & Research كشفت أن النساء الأطول عرضة أكثر لهذه الآلام، وأن طوال القامة يلجؤون للجراحة بشكل أكبر. ومن العلامات التي تستدعي استشارة طبيب، الألم الممتد للساقين، الخدر أو الضعف يشير لاحتمال انزلاق غضروفي أو ضيق في العمود الفقري.