كشفت دراسة حديثة نُشرت قبل أسابيع في المجلة الدولية للبدانة (International Journal of Obesity) عن وجود ارتباط محتمل بين زيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى الأم قبل الحمل وارتفاع خطر إصابة الأطفال لاحقًا بمشكلات عصبية، مثل الصرع والإعاقة الذهنية، مما يبرز أهمية اتباع نمط صحي قبل الحمل بفترة كافية.
وأفاد الباحثون من كلية الطب بجامعة «كونكوك» في سيول بأن معدلات السمنة لدى النساء في سن الإنجاب تشهد ارتفاعًا عالميًا، بما في ذلك في دول آسيا، وهو ما يمثل تحديًا صحيًا مهمًا. وعلى الرغم من انتشار السمنة تاريخيًا في الدول الغربية، فإن البيانات الحديثة من كوريا والمناطق المحيطة تشير إلى تزايد معدلات الوزن الزائد بين الأمهات الشابات.
السمنة والنمو العصبي للأطفال
هدفت الدراسة إلى تقييم العلاقة بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الأم قبل الحمل، واحتمال إصابة الأطفال باضطرابات في النمو العصبي، تشمل:
واعتمد الباحثون على تصنيفات خاصة بالسكان الآسيويين لمؤشر كتلة الجسم، نظرًا لاختلاف البنية الجسمانية مقارنة بالمجتمعات الغربية.
واستند التحليل إلى قاعدة بيانات وطنية شاملة في كوريا، تضم معلومات تفصيلية عن صحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال، والتاريخ الطبي للعائلات، إضافة إلى بيانات مؤشر كتلة الجسم خلال السنوات الثلاث السابقة للحمل.
وشملت الدراسة أكثر من 700 ألف رضيع ولدوا بين يناير 2014 وديسمبر 2021، وتم تصنيف الأمهات إلى خمس فئات وفقًا لمؤشر كتلة الجسم، بداية من الوزن الطبيعي وحتى البدانة.
كما رصد الباحثون الأمراض المصاحبة لدى الأمهات، مثل السكري، وضغط الدم المرتفع، والاكتئاب، إضافة إلى مشكلات الحمل مثل تسمم الحمل وسكر الحمل.
تأثير بدانة الأم على حديثي الولادة
أظهرت النتائج أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الأم يرتبط بما يلي:
-
زيادة احتمالات الولادة المبكرة
-
ارتفاع نسبة الولادات القيصرية
-
زيادة خطر التشوهات الخلقية لدى الرضّع
-
ارتفاع معدلات دخول وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة
-
الحاجة إلى الإنعاش القلبي الرئوي بعد الولادة
-
ارتفاع وزن المواليد مقارنة بأقرانهم
مخاطر اضطرابات النمو العصبي
-
السمنة المفرطة لدى الأم ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالتوحد، والإعاقة الذهنية، والشلل الدماغي، والصرع.
-
الوزن الزائد والسمنة من الدرجة الأولى ارتبطا تحديدًا بارتفاع احتمالية الإصابة بالصرع والإعاقة الذهنية.
-
السمنة من الدرجة الثانية ارتبطت بزيادة مخاطر التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
ويرجّح الباحثون أن التعرض داخل الرحم لتغيرات في مستويات الدهون والغلوكوز والإنسولين، إضافة إلى الالتهابات، قد يؤثر في نمو الدماغ والمسارات العصبية لدى الجنين، مما يزيد احتمالات الإصابة باضطرابات النمو العصبي لاحقًا.
كما لُوحظ حدوث تغيّرات في ميكروبيوم الأمعاء لدى الأمهات والمواليد نتيجة السمنة، وهو ما قد يساهم بدوره في التأثير على التطور العصبي.