اكتشف باحثون في جامعة ناغويا جينا يسبب فقدان حاسة الشم لدى ديدان C. elegans بعد انتهاء مرحلة التكاثر، ما قد يفتح آفاقا لفهم آليات الشيخوخة المبرمجة في الحيوانات وربما البشر.
وتعيش ديدان C. elegans الأسطوانية المجهرية حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط، وتصل إلى البلوغ في ثلاثة أيام، ثم تتكاثر لبضعة أيام قبل أن تبدأ في التقدم في السن. وهذه الدورة القصيرة تجعلها نموذجا مثاليا لدراسة الشيخوخة بسرعة، إذ يمكن للباحثين متابعة حياتها بالكامل خلال أسابيع معدودة.
في اليوم الخامس من عمر الدودة، بعد أن تنتهي من نقل جيناتها إلى الجيل التالي، لوحظ انخفاض حاد في قدرتها على استشعار ثنائي الأسيتيل، وهو المركب الكيميائي الذي ينبعث من مصدر غذائها البكتيري.
ابتكر الباحثون ديدانا تحمل طفرات جينية عشوائية لاختبار قدرتها على شم الطعام. معظم الديدان فقدت القدرة على الشم بعد التكاثر، بينما احتفظت الديدان التي تحمل طفرة في جين nhr-76 بحاسة الشم، ما أكد دور هذا الجين في التدهور الحسي.
ينتج جين nhr-76 بروتينا يعمل على تثبيط الجينات المسؤولة عن اكتشاف روائح الطعام داخل الخلايا العصبية الحسية. ويعتقد أن البروتين يتلقى إشارة كيميائية مرتبطة بتقدم العمر لتفعيله، ما يؤدي إلى فقدان الديدان لقدرتها على شم الطعام بعد انتهاء التكاثر.
يطرح الباحثون احتمالين لوجود هذا الجين. يظهر تأثيره بعد التكاثر، وبالتالي لا يستطيع الانتقاء الطبيعي التخلص منه، لأن الكائن يكون قد نقل جيناته بالفعل للجيل التالي.
قد يكون التدهور الحسي مبرمجا لتقليل المنافسة على الموارد بين الديدان الأكبر سنا والأجيال الأصغر، ما يزيد فرص بقاء النسل.
وتركز معظم أبحاث الشيخوخة على تراكم الضرر، لكن هذه الدراسة تبرز أن هناك جينات مبرمجة تحدد تدهور وظائف محددة بعد انتهاء التكاثر. وبما أن هناك جينات مماثلة في الثدييات، فإن هذه النتائج توفر نموذجا مهما لدراسة الشيخوخة المبرمجة في حيوانات أخرى وربما البشر، رغم أن الآليات المشابهة في الإنسان لم تثبت بعد.