إحذروا إنعكاسات هذا المُنكّه "المُخادِع"

مادة غذائية مُضافة إلى الأطعمة بشكل شائع لتحسين نكهتها وجعلها لذيذة أكثر، لفتت أنظار العلماء الذين انهمكوا بإجراء الدراسات عليها لرصد تأثيرها الحقيقي في جسم الإنسان وصحّته، تُعرف بملح غلوتامات أحادي الصوديوم ويُرمز إليها بالـ"MSG". ما أبرز النتائج العلمية التي تمّ التوصّل إليها حتى الآن حول هذه المادة، وهل هي فعلاً مضرّة؟ أوضحت خبيرة التغذية، عبير أبو رجيلي لـ"الجمهورية" أنّ "مادة "MSG" عبارة عن بودرة بيضاء مؤلّفة من ملح صوديوم حامض الـ"Glutamic" الموجود طبيعياً في جسم الإنسان، وبعض المأكولات كالبندورة وفول الصويا. وقد تمّ إختراعها في الصين أوائل القرن العشرين لمنح الأطباق مذاقاً شهيّاً تصعب مقاومته فيتعلّق به الجسم ويصبح مُدمناً عليه. تُستخدم حالياً بشكل خاصّ في المأكولات الصينية، وبهارات النودلز، ومكعّبات المرقة الجاهزة، والحساء المعلّب، وبعض الصلصات الجاهزة، والتشيبس، ومعظم الأطعمة المصنّعة والوجبات السريعة". أعراض لا تُحصى وأضافت: "غير أنّ هذا الأمر لم يمرّ مرور الكرام على الكثيرين، بحيث كانوا يدفعون أكثر من مجرّد فاتورة المطعم وأهمّها بكثير. الثمن كان يشمل إنعكاسات سلبية عديدة أبرزها أوجاع الرأس، وإحمرار البشرة، وضيق في الصدر، وضغط حول الوجنتين أو الفك، وتعرّق، وغثيان، وضعف، وخفقان القلب، وتقلّبات خفيفة في المزاج، وتنميل، وشعور بالحرق. هذه الأعراض الموقتة والمُزعجة تكون غالباً خفيفة لدرجة أنّ الأشخاص لا يلاحظون أنّ المادة المُضافة تؤثّر فيهم، الأمر الذي يصعّب القدرة على التوصّل إلى تحديد دقيق لنسبة الأشخاص الذين يعانون حساسية على الـMSG". ومع ذلك، فإنّ هذا التفاعل واسع الإنتشار بما يكفي، ما دفع العلماء إلى إطلاق عليه متلازمة المطعم الصيني (Chinese Restaurant Syndrome)". وشدّدت على أنّ «هناك تفاوتاً في الآراء والدراسات حول الـ"MSG"، وبالتأكيد المطلوب إجراء أبحاث معمّقة إضافية للتأكّد من تأثيرها الفعليّ في الجسم. أظهرت مجموعة أبحاث أنّ هذه المادة قد تؤدي إلى تعب عضلي، وأوجاع في المعدة، وحتى إحتمال الإصابة بالبدانة، والألزهايمر، وإضطراب فرط الحركة وتشتّت الإنتباه عند الأطفال (ADHD). فضلاً عن أنّ إستهلاكها على مرّ السنين قد يؤدّي إلى خلل في الجهاز العصبي". ولفتت أبو رجيلي إلى أنه "إستناداً إلى منظمة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، يُعتبر تناول كميات عادية من الـ"MSG" آمناً، لكن في حال معاناة مشكلات صحّية معيّنة أو حساسية على هذه المادة يجب تفاديها كلياً أو خفض كمية إستهلاكها. لم يتمكّن العلماء حتى الآن من تحديد الجرعة اليومية المسموح بها لأنها تختلف من شخص إلى آخر بما أنّ تأثيرها غير مشابه عند الجميع. لكن بشكل عام، كلما إرتفعت النسبة زاد إحتمال التحسّس عليها ومعاناة أعراضها التي قد تظهر بعد دقائق من هضم الـMSG". كذلك فإنّ مرضى الضغط المرتفع أو الأشخاص الذين يجب أن ينتبهوا إلى كمية الصوديوم في أكلهم، عليهم الحدّ أيضاً من إستهلاك هذه المادة المُضافة". لخفض مصادر الـ"MSG" وتابعت حديثها: "إذا لاحظتم أنّ الأعراض التي تنتابكم أصبحت مُزعجة جداً، لا تتردّدوا في إستشارة الطبيب لتشخيص الحساسية وعلاجها. كذلك يمكن العمل على حذف الأطعمة التي تحتوي MSG والإنتباه من المنتجات التي تكون مختبئة فيها. وتتمثّل أفضل طريقة بقراءة الملصقات الغذائية جيداً وتفادي الأنواع المدوّن عليها MSG أو حتى مصطلحات أخرى تدلّ عليها مثل مستخلص الخميرة، والبروتين النباتي المهدرج (HVP)، والـPotassium Glutamate، والـSodium Caseinate، والمنكّهات الطبيعية أو البسيطة". وأكّدت أنّ "هذا لا يعني أنّ الأشخاص الذين يعانون حساسية الـMSG عليهم الحرمان من المأكولات التي يحبونها، إنما يمكنهم تحضيرها في المنزل بطريقة صحّية خالية من أيّ مواد مُضافة". ونصحت أبو رجيلي أخيراً بـ"قراءة الملصقات الغذائية جيداً، والإبتعاد من المأكولات المصنّعة قدر الإمكان والتوجّه أكثر نحو نظيراتها الطبيعية. على سبيل المثال، يمكن إستبدال مكعّبات المرقة المصنّعة بتلك المحضّرة في المنزل عن طريق غلي الدجاج مع الخضار وإستخلاص المرقة منه، ووضعها في الثلّاجة لإستخدامها عند الحاجة. كذلك يُفضّل الإبتعاد من الوجبات السريعة والجاهزة، كالبرغر والبيتزا، وإختيار الأصناف الصحّية أو حتى تحضير مثل هذه الأطباق المُغرية في المنزل بطريقة صحّية أكثر. من خلال هذه الطرق البسيطة والسهلة التطبيق يمكنكم الإستمتاع بألذّ النكهات ولكن بأقلّ أضرار ممكنة". (سينتيا عواد - الجمهورية)