Advertisement

صحة

الذكاء والنموّ العقلي ما بين عمر الـ9 و12 سنة

Lebanon 24
26-10-2018 | 00:58
A-
A+
Doc-P-522451-636761376632306284.jpg
Doc-P-522451-636761376632306284.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب د. أنطوان الشرتوني في صحيفة "الجمهورية": يُطلق على المرحلة العمرية التي تقع ما بين الـ9 و 12 سنة إسم مرحلة "الطفولة المتأخّرة" أي آخر مرحلة من الطفولة وتُعتبر أنّها مرحلة "الإعداد للمراهقة". ويُطلق على هذه المرحلة إسم آخر هو "مرحلة ما قبل المراهقة". يلاحظ العلماء خلالها الكثير من التغيّرات التي تحدث للطفل على مستويات عدة: نفسيّاً واجتماعيّاً وفزيولوجيّاً، إضافةً إلى الذكاء والنموّ العقلي عند الطفل الذي يستعدّ لدخول عالم المراهقة. فما هي هذه المرحلة الدقيقة؟ وما هي أهميتها على الصعيد النموّ العقلي والذكاء؟ وما دور الأهل على هذا الصعيد؟
Advertisement
إنّ "الطفولة المتأخرة" أو "مرحلة ما قبل المراهقة" هي فترة دقيقة على الصعيد النفسي عند الطفل الذي يتهيّأ لدخول مرحلة المراهقة. وتتميّز هذه المرحلة ببطء بمعدّل النموّ بشكل عام مقارنة بالمراحل السابقة. وخلال هذه المرحلة، يهتمّ الطفل بتعلّم مهارات جديدة يستعملها في حياته اليومية، وشيئاً فشيئاً يطلب الإستقلالية عن أهله، كما يهتمّ كثيراً بالقيم والأخلاق وتحمّل المسؤولية وضبط الإنفعالات بقدر الإمكان. أمّا بالنسبة للذكاء والنموّ العقلي فيستمرّان بالتطور ولكن ببطء.

النموّ العقلي ومظاهره عند الأطفال ما بين 9 و 12 سنة

يستمرّ نموّ الذكاء عند الأطفال في هذه المرحلة. ويعتبر العلماء أنّ خلال هذه المرحلة، يمكن أن يصل الطفل إلى نصف إمكانية نموّه الذكائي عندما يصبح راشداً. وطبعاً عندما ينمو الذكاء، تتأثّر معه قدرته على التحليل والمنطق، فيصبح قادراً على فهم المسائل الإجتماعية المعقّدة كما يستطيع أن يُبدي رأيه بموضوعية وبشكل علمي ومنطقي. وخلال هذا النموّ العقلي، تنمو أيضاً عند الطفل القدرات المعرفية وصولاً إلى مهارة القراءة. فيبدي اهتماماً خاصاً بتصفّح الكتب والمجلّات والجرائد حتى لو كان الخط صغيراً. وهذه ميزة لا يمكن أن نجدها خلال المراحل العمرية السابقة، كما تختلف الموضوعات التي تجذبه للقراءة كل الإختلاف عن سابقاتها. فيبدي اهتماماً بتلك التي لها علاقة بالكون والعالم والظاهرات الطبيعية (الجبال والبحار والبراكين...). لذا يكمن دور الأهل والمدرسة على حدٍّ سواء، خلال هذه المرحلة، في تزويد الطفل بالكتب والموسوعات والمعلومات التي تهمّه. وتزداد القدرة على تعلّم مفاهيم ومبادئ الحياة حتى لو كانت هذه المفاهيم مجرّدة على سبيل المثال: مفهوم العدل والظلم والصواب والخطأ والخير والشر....
كما يلاحظ علماء التربية والأخصائيون النفسيون أنّ خلال مرحلة ما قبل المراهقة يهتمّ الطفل بمبدأ "الإبتكار" أي يبدأ الطفل بالتفكير بطريقة مبدعة وخلّاقة أو يقوم بأعمال غير تقليدية. كما نجد في هذه المرحلة العمرية الكثير من الحماسة وحبّ الإستطلاع والإندفاع للإستكشاف ويظهر النقد الموجّه تجاه الكبار والنقد الذاتي.

التفوّق والتأخّر المدرسي

وخلال هذه المرحلة العمرية، يركّز الأخصائيون النفسيون وعلماء التربية على مسألة التفوق المدرسي. ولاحظ هؤلاء العلماء أنّ الطفل المتفوّق (الذي تفوق نسبة ذكائه الـ135 بحسب اختبارات الذكاء) هو أمهر باللغة والقراءة ولديه حب الإستكشاف ولعب دور القيادي في جماعته. أمّا على الصعيد النفسي، فيتميّز هؤلاء المتفوقون بنموّ مفهوم الذات بشكل واضح وأصحّ حيث يعزّز المتفوق ذاته ويتميّز بثقة كبيرة في نفسه.
أمّا بالنسبة للظواهر التي تؤثر تأثيراً مباشراً على المحصول العلمي عند الطفل ما بين 9 و 12 سنة، فنلاحظ أنّ الأطفال الذين يسجّلون من بين المتأخّرين في المدرسة لا يستطيعون التركيز لفترة طويلة على مهمة معينة، حتى لو كانت هذه المهمة بسيطة، يعانون من ضعف في الذاكرة وتشتّت الإنتباه.

دور الأهل والمربّي في هذه المرحلة

خلال هذه المرحلة الحساسة، هناك نقاط يجب أخذها في الإعتبار وهي التالية:
أوّلاً، أهمية العلاقة السليمة ما بين الطفل والمربي في المدرسة التي يجب أن تكون مبنيّة على الإحترام والتفاهم المتبادل. ويجب أن يستوعب المربي النموّ النفسي والعقلي للطفل.
ثانياً، الإرشاد التربوي أساسي في هذه المرحلة وينبغي متابعة الطفل وعائلته جدّياً من قبل مسؤولي المدرسة.
ثالثاً، إستمرار التعاون ما بين الوالدين والمدرّسين من خلال تنظيم الإجتماعات التربوية. كما يجب أن تنظّم المدرسة على مدار السنة الدراسية لقاءات مستمرة لتوعية الأهل حول مراحل نموّ أطفالهم.
رابعاً، تنمية المواهب وتشجيعها وتنمية الإبتكار عند الأطفال من خلال تحضير حلقات فنّية: موسيقى أو تمثيل أو غناء أو رسم... وتأمين كتب علمية للطفل توسّع آفاقه الفكرية.
خامساً، تعليم الطفل أنّه يمكن أن يستفيد من خبراته وتجاربه الخاصة وأن يتقبّل فكرة الوقوع في الخطأ وتلقّي مساعدة أهله أو أيّ راشد آخر.
سادساً، تدريب الأطفال على النقد البنّاء من خلال التمارين التي يمكن أن يقوم بها الأهل في المنزل أو المربي في المدرسة.
سابعاً، توسيع الإهتمامات العقلية وتنمية حبّ الاستطلاع من خلال تنظيم رحلات إستكشافية وإستعمال الحاسوب والإنترنت لأغراض علمية وليس فقط للألعاب الإلكترونية.
المصدر: الجمهورية
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك