Advertisement

صحة

"حساسية الربيع".. مرضُ الموسم: كيف نتغلّب عليه؟

Lebanon 24
20-03-2019 | 08:00
A-
A+
Doc-P-568157-636886907709080997.jpeg
Doc-P-568157-636886907709080997.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يشكّل فصل الربيع هاجساً لدى الكثيرين، رغم أنه من أجمل فصول السنة! والسبب يعود طبعاً الى "الحساسية" التي تجعل فصل الفرح والبهجة، موسماً من المرض الدائم والعطاس واحمرار العيون وغيرها من الأعراض...
Advertisement

ولكن، لماذا نُصاب بالحساسية نحن دون غيرنا؟ ولماذا نشعر بالاعياء لمجرّد أن نشتم رحيق الزهر أو حتى بعض الغبار رغم أنها موادٌ طبيعية موجودة في الطبيعة؟

يقول أخصائي التغذية الدكتور رالف عيراني في حديث خاص لـ"لبنان 24" إن الحساسية هي عبارة عن حرب يشنها جهاز المناعة نتيجة تعرّض الجسم الى مواد في الطبيعة لا تؤذي عادة، الا أنه  لا يتعرّف عليها فيعتبرها مؤذية وبالتالي يتفاعل لمحاربتها.

الأعراض
نتيجة الحساسية يحصل احمرار  في العيون، التهاب الجيوب الأنفية، سعال، عطاس، وخز في الجسم، سيولة في الأنف، تعب، أرق، Stress، لأن الجسم لا يتعرف الى هذه المواد التي تفرزها الطبيعة مثل الورود والزهور والاشجار وغيرها، أو المواد التي تفرزها الحشارات، أو الغبار  والذي تزداد نسبته بسبب انخفاض نسبة الرطوبة والأمطار.


لماذا نشعر بالاعياء؟
يردّ جسمنا مباشرة على التعرض للغبار وا الرحيق او غيره...، فيفرز مواد متل Histaminو Leukotrienes و Prostaglandins، هذه المواد هي التي تسبب الانزعاجات وتكون ردة الفعل سريعة.

أسباب الحساسية
هناك الكثير من الاسباب للحساسية أولها جينية وراثية، ولكن هناك ما يسمى المخاطر الاساسية، ويمكن استشرافها من مرحلة الطفولة وهي تزيد احتمالية الاصابة بالحساسية مثل الولادة القيصرية التعرض للدخان النزجيلة والسجائر في الطفولة، التعرض الى المواد التي تأتي من الغبار والرطوبة وعفونة الاثاث وبيوت العناكب، التعرض الى رائحة المازوت في أماكن صناعية.

فاذا تعرّض لها الطفل في صغره يكون احتمال اصابته بحساسية الربيع أكبر.

اجراءات قبل العلاج؟
بشكل عام من الأهم هو أن نخضع الى فحص "حساسية الأكل"، نفحص فيه عن طريق المختبر المأكولات التي تزيد الحساسية، وهو جزء من العلاج.

في المرحلة الاولى، يتم اتباع نظام غذائي تُستبعد منه المأكولات المسببة للحساسية والمواد الحافظة مثل: الجونبون، المارتديلا، صلصة الصويا، مكعبات النكهة، الشوربات المنكهة، المشروبات الغازية، العلكة، التشيبس، وكل المأكولات السريعة.. وذلك بهدف تخفيف ردة فعل الجسم لأن الجسم أحياناً لا يميّز بين حساسية الأكل وحساسية الربيع.


في المرحلة الثانية، علينا وقف مادة الغلوتين الموجودة في القمح والشعير والدخن والراي (وهو القمح السويدي) ووقف الخبر والمعكرونة.

وأمّا في الحالات الأصعب يتم استبعاد مشتقات الحليب (حليب، لبن، اللبنة، الجبنة، الشنكليش، القريشة ..)  بشكل نهائي لأنه قد يكون هناك عدم تقبل ليس فقط لمادة اللاكتوز، بل ايضاً الى مادة نوع الكازيين وهي نوع من البروتيين الموجود في الحليب ومشتقاته. 

وهنا يشدد عيراني على أنه هنا يأتي دور أخصائي التغذية من أجل تأمين مصادر البروتيين والكالسيوم وفيتامينA  فيتامينD  ، وB 12 وغيرها، وبالتالي يتم اتباع نظام غذائي "نصلح" به جهاز المناعة، وندخل الأكل تباعاً الى هذا النظام، اذ أنه لن يستمر طيلة حياتنا.

العلاجات والمتممات الغذائية
يشدد عيراني على أن لا علاج ينهي الحساسية نهائياً، لكن يخفف وطأتها الى أقل مستوى، وعندما تعود الحساسية في الموسم عينه تكون أقل شدة، وبالتالي بامكاننا أن نحسّن نوعية حياة المصابين بهذا النوع من الحساسية.

1-اول علاج يمكن الحديث عنه هو البكتيريا الجيدة من عائلة الـ  bifidusو Lactobacilli.


وقد تبيّن أن هاتين العائلتين من البكتيريا الجيدة تنظّم جهاز المناعة الموجود بالامعاء والمعدة والجهاز الهضمي ككل، والكبد والطحال، وبالتالي فإن هذه البكتيريا تفرز مواداً وتخفف ما يسمى بالـ ige وهو مؤشر الحساسية.

وهذه البكتيريا تؤخذ بوصفة الاختصاصي تخفف الاحتقان والاحمرار  في العيون والعطاس.

2-العلاج الثاني يبدأ بفحص فيتامين D، لأنه اذا كان هذا الفيتامين أقل من المستوى المطلوب فذلك يزيد أعراض الحساسية، وبالتالي نعطي جرعات من الفيتامين D، قد تكون مرة أسبوعياً أو شهرياً وتتحدد بحسب العمر والوزن الجنس..

- تبين أن الفيتامين e  يخفف اعراض الحسياسية التي تسببها المواد التي  تفرزها خلايا اسمها mast cells ، ونجده كثيراً في زيت الزيتون.

ان المواد الموجود في زيت الزيتون البوليفينولز تساعد الفيتامين e  وd  بالدخول الى الدم.

ويضيف عيراني أنه في أيامنا اليوم، وبسبب المأكولات السريعة، فإن غالبيتنا يعانون من  نقص بالفيتامين C  ، وهو اساسي بهدف تخفيف الهيستامين (هو ناقل كيميائيّ يُنتِجه جهاز المناعة في جسم الإنسان كردّ فعل تحسسيّ أو التهابيّ) ويخفف أعراض الحساسية.

وفي هذه الحالة، يمكن وصف الفيتامين سي 250ملغ، 500 ملغ أو 2000 ملغ في اليوم، بحسب اختلاف الحالات.

وأما المانيزيوم وهو مهم لتخفيف أعراض الحساسية فيعطى  500 ملغ للبالغين،  وبين 200 و290 ملغ من 12 الى 18 سنة على مدى 4 أشهر.


العلاجات الطبيعية
1- يقول عيراني إن زيت بزر الكتان هو من أهم علاجات تخفيف أعراض الحساسية، ويعطى من 500 ملغ الى 1000 ملغ يومياً، وهو يخفف المواد  interleukin  و Cytokines و Arachidonic acidالتي تزيد الالتهابات الناتجة عن الحساسية.


وهنا يحذّر عيراني من زيت الكتان الموجود لدى العطارين لأنه يكون قد فقد قيمته الغذائية وبالتالي ينصح باستشارة الاخصائي للتأكد من جودة زيت الكتان.

2- زيت حبة البركة السوداء ايضاً يساعد أيضاً على تخفيف أعراض الحساسية.

3-هناك ايضأ عشبة الزبدة أو butterbur وهي تخفف الـ mast cells وتعطي مادة اسمها petasin التي تخفف أعراض الحساسية.

وهنا يشير عيراني الى ان هذه النبتة تزرع في لبنان، لكنها ليست شرق أوسطية بل من اليابان، وقد نجدها في الصيدليات، ولكنه من المستبعد أن نجدها على شكل عشبة مجففة.

4- القريص أو القراص وهو الاهم بالنسبة الى الدكتور عيراني الذي اكد أنه لا  يخفف حساسية الربيع فحسب، بل كل انواع الحساسيات.

ويشدد هنا على أن ورق وبزر وجذر وزهر القريص، كلها تساهم في تخفيف الحساسية بنسبة 50 % خلال اسبوعين، وتخفف ايضاً الالتهاب الناتج عن الحساسية وكذلك تخفف وجع المفاصل.

5- الزوفا تخفف أعراض الحساسية، ولكن يجب اخذها بكمية قليلة، أما الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدراقية فعليهم استشارة أهل الاختصاص قبل تناوله.


6-حامض الروزمارينيك الموجود في المرمية أو القصعين والزعتر  واكليل الجبل خصوصاً والحبق، وهو يساعد على قتل البكتريا ويشفي الالتهابات، ويحارب الخلايا السرطانية، ومضاد للأكسدة، ويساعد على تخفيف اعراض الحساسية.


ويقول عيراني إنه من الممكن خلط هذه الأعشاب ورشّها على الطعام وتكون مفيدة جداً، إلا أنه يحذّر  من استخدام النعنع في هذه الخلطة لا سيما اذا كنا نتناول أدوية الضغط والكوليستيرول، محذراً الرجال خصوصاً من تناول النعنع لأنه يؤثر على قدرتهم الجنسية.

7- الطحالب البحرية spirulina وهي عشبة بحرية تُعطى للنشاط والحيوية وتقوية العضلات وتكبيرها، وتقوي جهاز المناعة.

ويشير عيراني الى أن الدراسات الحديثة بيّنت أنه الطحالب البحرية تحارب الحساسية، وتساعد جهاز المناعة على تفادي حساسية الربيع، ويضيف شارحاً أن ليس كل أنواع السبيرولينا مفيدة، ويجب التأكد من جودة العشبة، ويجب أن تكون مزروعة بأحواض organic وغير ملوثة، اذ أنه في حال لم تكن السبيرولينا نظيفة من الممكن أن تؤذي.


وفي الختام، يشدد عيراني على مرضى الحساسية على عدم استخدام هذه المعلومات بمعزل عن أدويتهم وعن استشارة طبيبهم أو الاخصائيين.

ولأن الحساسية القوية ممكن أن تودي بأصحابها الى المستشفى، يشدد عيراني على ضرورة عدم ايقاف تناول الادوية، ومزامنة تناولها مع نظام غذائي علاجي تحت اشراف مختصين يمكن من خلاله الاستغناء تدريجياً عن الأدوية.
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك