أثار فيروس كورونا تصل الى الدماغ

يتصدر فيروس كورونا الجديد الأخبار في كل العالم، ويحتل أهمية قصوى لدى الكثيرين ممن احتجزهم الفيروس في بيوتهم وفرض عليه الحجر الصحي والعزل والتباعد الإجتماعي في محاولة لتجنب الإصابة بالعدوى ومنع تفشيها.

ومنذ اليوم الأول لظهور فيروس "كوفيد-19" في مدينة ووهان الصينية أواخر ديسمبر الماضي، عكف الجسم الطبي على معرفة الأعراض الملازمة لهذا الفيروس القاتل وكذلك الآثار السلبية الناجمة عنه على الصحة.

وبعد تأكيد إصابة فيروس كورونا المستجد الرئتين بشكل محدد والتسبب بالإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد الذي قد يكون مميتاً في بعض الحالات لدى من يعانون من مشاكل تنفسية أو امراض مزمنة وخطيرة، تبين للعلم أن كورونا قادر على إتلاف عضلة القلب حتى لدى الأشخاص الذن لا يعانون أصلاً من مشاكل في القلب.

ومؤخراً كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الآثار السلبية لفيروس كورونا يمكن أن تصل إلى الدماغ أيضاً. فما هي تفاصيل هذا التقرير؟
فيروس كورونا يمكن أن يتلف الدماغ
أظهرت الدراسات والتحاليل التي يجريها الأطباء على المصابين بفيروس كورونا، أنهم يعانون من مشاكل تصيب الجهاز العصبي لا سيما الدماغ.

وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية، فإن من بين الأعراض الجديدة لكورونا، الاضطرابات العصبية والسكتات والنوبات الدماغية، مشيرة إلى أن هذه الأعراض ظهرت على مجموعة صغيرة من مرضى الفيروس.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن "نيويورك تايمز" قولها باعتقاد أطباء الأعصاب حول العالم عن مجموعة فرعية صغيرة من مرضى كورونا باتوا يعانون اعتلالات في الدماغ. واستشهدت الصحيفة بحالة رجل يبلغ من العمر 74 عاما، وصل إلى مستشفى في ولاية فلوريدا وكان يعاني الحمى والسعال، وذلك في مطلع آذار الماضي.

وأظهر فحص الأشعة السينية أن المريض يعاني الالتهاب الرئوي الحاد، لكن الأطباء لم يروا حاجة في احتجازه بالمستشفى وأمروه بالعودة إلى منزله.

وفي اليوم التالي اعتلت صحته وارتفعت درجة حرارته بشدة، فأعاده أفراد عائلته إلى المستشفى، حيث كان يعاني ضيقاً في التنفس ولم يعد قادرا على نطق اسمه أو شرح ما حدث معه.

وأضافت الصحيفة أن المريض فقد القدرة على الكلام، وكان يعاني أعراض مرض باركنسون او الشلل الرعاش ويحرك أطرافه بشكل متشنج، وبعدما اشتبه الأطباء بإصابته بفيروس كورونا، جرى إخضاعه لفحص أكد الأمر.

ومن هنا ربط الأطباء بين الفيروس وأعراض اضطراب الجهاز العصبي التي باتت واضحة للغاية على الرجل المسن.

وشهدت ولاية ميتشيغان الأمريكية حالة مماثلة مثيرة للقلق، لعاملة في قطاع الطيران في أواخر الخمسينيا من العمر، قال الأطباء أنها تعاني من اضطرابات عصبية وتشكو من الصداع الشديد وبالكاد استطاعت نطق اسمها وكلمات قليلة أخرى.

وبعد إجراء مسح شامل للدماغ، تبين أنها تعاني التهاب الدماغ الناخر الحاد، وهو التهاب ينجم عن إصابة الجسم بفيروس، ويعد واحداً من المضاعفات النادرة للإنفلونزا والالتهابات الفيروسية الأخرى.

وقالت الاختصاصية في طب الأعصاب إليسا فوري، إن هذه الحالات تشير إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يغزو الدماغ مباشرة لدى بعض مصابيه، لكن ذلك في حالات نادرة.

وتتفق الحالات المبلغ عنها لاعتلالات الدماغ في الولايات المتحدة مع تقارير أخرى قدمها أطباء في إيطاليا وأنحاء أخرى حول العالم، مثل السكتات والالتهابات في هذا المكان الحساس من الجسم.